مع احتدام الأزمة السياسية فى العراق، وتراجع فرص التوصل إلى حل توافقى فى التيار الصدرى بين زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر والإطار التنسيقى الذى يضم نورى المالكى وتحالف الفتح وفصائل وأحزابا أخرى موالية لإيران، دعا الصدر إلى إبعاد الحشد الشعبى عن أى مهام أمنية. ودعا الصدر، على حسابه على «تويتر»، إلى إبعاد كافة تشكيلات الحشد الشعبى، وسرايا السلام التابعة لتياره، على حد سواء عن أى مهام أمنية خلال هذا العام، محذراً من عواقب قد لا تحمد عقباها فى حال لم يحصل ذلك، كما دعا كافة الصدريين والمؤيدين لتياره إلى التعاون مع القوات الأمنية، والالتزام بتوجيهاتها. تأتى تلك التوجيهات بعد أسبوعين على مواجهات عنيفة اندلعت وسط العاصمة العراقيةبغداد بين أنصار الصدر ومجموعات من الحشد داعمة للإطار التنسيقى، على خلفية نزول أنصار التيار الصدرى فى مظاهرات عارمة، بعد إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسى أواخر الشهر الماضى. كما تأتى بعد أن دعا الصدر حلفاءه فى البرلمان، وهم الحزب الديمقراطى الكردستانى، وتحالف السيادة برئاسة محمد الحلبوسى، رئيس البرلمان العراقى، إلى الانسحاب من أجل أن يفقد المجلس شرعيته، وبالتالى التوصل تلقائياً لحله. ويشهد العراق، منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة التى جرت فى 10 أكتوبر 2021، شللاً سياسياً تاماً، تأزم أكثر منذ يوليو الماضى، مع نزول طرفى الخلاف الأبرز إلى الشارع واعتصامهم وسط بغداد، وتفاقم الخلاف مع بدء مطالبة التيار الصدرى بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، لتطبيق الإصلاحات ومكافحة الفساد، فى حين رفض خصومه فى الإطار التنسيقى هذا التوجه، وأصروا على تشكيل حكومة جديدة قبل أى انتخابات جديدة. ومن جهة أخرى، أعلنت خلية الإعلام الأمنى فى العراق مقتل 11 شخصا من تنظيم «داعش»، فى محافظتى الأنبار وديالى، ولا يزال تنظيم «داعش» ينشط فى محافظات صلاح الدين والأنبار وكركوك وديالى، فى وقت تكافح الحكومة الاتحادية فيه لاحتواء هجمات مسلحى التنظيم من خلال شن عمليات أمنية وعسكرية شمالى وغربى وشرقى البلاد. ومن جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء العراقى، مصطفى لكاظمى، خلال رئاسته جلسة الحكومة، أمس، الاستعداد الأمنى والصحى والخدمى، ورفع درجات الجهوزية، لتأمين زيارة أربعينية الحسين، مشددا «على الأجهزة الخدمية أن تضع فى أولوياتها تقديم كل وسائل الانسيابية لمجريات الزيارة، والتأكيد على تقديم جميع الخدمات اللازمة، ومعالجة الحالات الطارئة». وأعلنت محافظات واسط والمثنى والديوانية تعطيل الدوام الرسمى فيها، بمناسبة «ذكرى الأربعينية»، حيث يتوافد الملايين من أبناء الطائفة الشيعية من داخل العراق وخارجه، على مدينتى النجف وكربلاء، لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين، وتحل ذكرى أربعين الإمام الحسين فى ظل انقسامات حادة يعيشها الشارع العراقى، ومخاوف من تجدد الاشتباكات المسلحة.
