زادت التوترات بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية والتى يراقبها العالم في صمت شديد منذ سنوات، عقب المكالمة الهاتفية التى أجراها رؤوساء كل من الدوليتين لمناقشة عددًا من القضايا على رأسها تايوان، ليأتي إعلان الأخيرة بعد أيام قليلة من المكالمة عن زيارة رئيسة مجلس النواب إلى جزيرة تايوان، والتي تحاول الصين إعادة بسط سيادتها عليها، ليوصل حدة هذه الاضطرابات إلى قمتها، بعد أن أكدت الصين قبيل الزيارة أن تايوان جزء لا يتجزأ من أرضها وأن ستتخذ جميع الإجراءات الحازمة لحماية سيادتها الوطنية، محملة الولاياتالمتحدةالأمريكية كافة العواقب المترتبة على هذه الزيارة. ورغم التحذيرات الصينية، وصلت نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى اليوم الثلاثاء، إلى مطار سونغشان في تايبيه بطائرة عسكرية، وكان في استقبالها وو جوزيف وزير الخارجية التايواني. ترحيب من الجانب التايوانى رحبت وزارة الخارجية التايوانية، برئيسة مجلس النواب الأمريكى، بعد وصولها إلى مطار العاصمة تايبيه على متن طائرة عسكرية. ونشرت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، اليوم الثلاثاء، صورًا لنانسى بيلوسى وكتبت مغردة: مرحبًا برئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى في تايوان، شكرًا لكم ولوفد الكونجرس على قطع تلك المسافة، لإظهار دعمكم لتايوان«. كما أعلنت الرئاسة التايوانية، أن رئيسة تايوان تساى إنغ ون، ستلتقى رئيس مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى صباح الغد بالتوقيت المحلى، مؤكدة على أنها تأمل في تعميق الشراكة بين تايوانوالولاياتالمتحدة والحفاظ على الاستقرار في منطقة المحيط الهندى. إدانة صينية من جانبه، أدانت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الثلاثاء، زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى إلى تايوان، مؤكدة على أن زيارتها تدعم تايوان في تغيير الوضع القائم. ونشرت وكالة الأبناء الصينية شينخوا، بيان قالت وزارة الدفاع فيه، إن زيارة بيلوسي إلى تايوان تعزز التواصل الرسمي بين الولاياتالمتحدةوتايوان، ويؤازر ويدعم الأنشطة الانفصالية ل«استقلال تايوان»، وأن هذه التصرفات خطيرة للغاية شأنها شأن اللعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيحرق نفسه حتمًا. وأكدت الوزارة على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضى الإقليمية الصينية، وهو أمر تعهدت به الولاياتالمتحدة من خلال اعترافها بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة للصين، مستنكرة عدم التزام الكونجرس بهذا الأمر باعتباره جزءًا من الإدارة الأمريكية. ودعت بكينواشنطن إلى الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية الصينية من خلال التدخل في شؤون تايوان، والكف عن دعم القوى الانفصالية الساعية لاستقلال تايوان. «بيلوسى» عقب زيارتها لتايوان: يواجه العالم خيارًا بين الاستبداد والديمقراطية في ذات السياق، أوضحت «بيلوسى» أن زيارة وفد الكونجرس الأمريكى إلى تايوان تكرس التزام واشنطن الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان، مضيفة: «تؤكد مناقشاتنا مع القيادة التايوانية دعمنا لشريكنا وتعزيز مصالحنا المشتركة، بما في ذلك تطوير منطقة المحيطين الهندى والهادئ المفتوحة والحرة. وذكرت في تغريدات نشرتها عبر حسابها الرسمى على «تويتر»، أنه «من خلال السفر إلى تايوان، فإننا نحترم التزامنا بالديمقراطية: ونعيد التأكيد على وجوب احترام حريات تايوان- وجميع الديمقراطيات»، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة تواصل معارضة الجهود الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن. ولفتت رئيسة مجلس النواب، إلى أن الزيارة هى واحدة من عدة وفود من الكونجرس إلى تايوان- وهى لا تتعارض بأى حال من الأحوال مع سياسة الولاياتالمتحدة طويلة الأمد، مسترشدة بقانون العلاقات مع تايوان لعام 1979، والبيانات المشتركة بين الولاياتالمتحدةوالصين والتأكيدات الستة. وقالت «بيلوسى» إن تضامن أمريكا مع 23 مليون شخص في تايوان أصبح أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى، حيث يواجه العالم خيارًا بين الاستبداد والديمقراطية.