الخارجية الأمريكية: نواصل العمل مع لبنان وإسرائيل ل«ترسيم الحدود البحرية»

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن المستشار الأمريكي لشؤون الطاقة، آموس هوكستين، سيواصل العمل مع لبنان وإسرائيل في ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.
وردًا على سؤال خلال مؤتمر صحفي، عقد اليوم الخميس، عما إذا كانت هناك أي خطة لذهاب هوكستين إلى لبنان أو إسرائيل لدفع المحادثات بين البلدين، قال برايس: لم نعلن أي سفر لآموس هوكستين، فقد كان في لبنان، وكان في إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسبق أن أصدرنا بيانًا في أعقاب سفره الأخير، مشددا على ترحيب الولايات المتحدة بالحوار البناء، وبالتقدم الذي تم إحرازه، قائلا: سنفعل كل ما في وسعنا، وسيفعل هوكستين كل ما في وسعه لدعم ذلك ودفعه إلى الأمام.
وفي سؤال حول الوضع الداخلي للمؤسسات الحكومية التي تنهار، وحول تعثر تشكيل حكومة جديدة، وعمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستحاول فعل أي شيء لدفع الأوضاع إلى الأمام، أوضح برايس: أن واشنطن كانت على اتصال منتظم مع الشركاء اللبنانيين، لافتًا إلى «أننا قمنا بحثّ الجهات المعنية على تشكيل حكومة قادرة وملتزمة بتنفيذ الإصلاحات واستعادة ثقة الشعب اللبناني.»
يأتي ذلك فيما ينتظر لبنان الإجابة التي يتوقع أن يحملها الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل آموس هوكشتاين، بعد زيارته إلى تل أبيب برفقة الرئيس الأميركي جو بايدن، وسط ضبابية تحيط بتفاصيل المقترحات الجديدة التي سيحملها، وآمال لبنانية بأن تنطوي الرسالة على إيجابية تساهم في استئناف المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود والتي تجري برعاية الأمم المتحدة في مقر القوات الدولية في الناقورة في جنوب غربي لبنان.
وحمل هوكشتاين رسالة من لبنان إلى تل أبيب في الشهر الماضي، لعرضها على الجانب الإسرائيلي، لكنه لم يعد بإجابة عليها حتى الآن. واكتفت مصادر لبنانية معنية بالحراك الدبلوماسي القائم بالقول، إن هناك «إيجابية»، بالنظر إلى أن «تطورات طرأت على الملف»، واستنتجتها من جولة السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا في الأسبوع الماضي بعد عودتها إلى بيروت. لكن المصادر ترفض الخوض في التفاصيل، مؤكدة ل«الشرق الأوسط»، أنها تنتظر إجابة حاسمة من هوكشتاين لدى عودته إلى بيروت، وذلك حسبما افادت به وكالة أنباء «الشرق الأوسط».
ولم يرسل هوكشتاين بعد أي رسالة شفهية أو خطية للسلطات اللبنانية حول الإجابة الإسرائيلية على الطرح اللبناني، حسب ما تقول المصادر، وهو ما أكده الرئيس اللبناني ميشال عون خلال محادثاته مع السفيرة الفرنسية آن غريو، حيث تطرق إلى أهمية موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والوصول إلى نتائج إيجابية بشأنه.
ويتمسك لبنان بالوساطة الأميركية التي يقودها هوكشتاين الذي زار بيروت قبل ثلاثة أسابيع وعقد اجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين، بمن فيهم الرئيس ميشال عون؛ سعيًا لإيجاد صيغة تسوية بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وعلى ضوء الرد الإسرائيلي الذي سيحمله هوكشتاين، سيتم تحديد موعد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة وتحت إشرافها في مركزها في الناقورة، وبتسهيل ووساطة أمريكيين.
ولدى السؤال عن المقترحات التي يجري التداول بها، قالت المصادر المواكبة لملف الترسيم، إن ما يجري تداوله «لا يتخطى كونه موجودًا في الإعلام، وقد لا يكون مطابقًا للواقع»، مشددة على تمسك لبنان بحقوقه البرية والبحرية وثرواته في البر والبحر.
وأرسل «حزب الله» الأسبوع الماضي ثلاث مسيّرات إلى أجواء منطقة «كاريش»، وأعلن الجيش الإسرائيلي إسقاطها، وهي حادثة أنتجت انقساماً لبنانياً حول هذه الخطوة؛ إذ انتقد رئيس الوزراء اللبناني أي تعاملات غير رسمية على الحدود البحرية مع إسرائيل باعتبارها «خطرة وغير مقبولة.
من جهتها تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تقدّم الحكومة الإسرائيلية بشكوى لمجلس الأمن الدولي بشأن طائرات «حزب الله» المسيّرة.
ونقلت عن سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان قوله، إن «حكومة بلاده طالبت مجلس الأمن بالتدخل بعد إطلاق (حزب الله) لطائرات دون طيار فوق منصة كاريش للغاز الطبيعي الأسبوع الماضي». وذكر موقع إسرائيلي، أن «إسرائيل قد ادعت أن إطلاق (حزب الله) للطائرات المسيرة نحو حقل الغاز (كاريش) يعد استفزازاً وانتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن، وأن تل أبيب ستتخذ جميع الإجراءات لحماية بنيتها التحتية للطاقة».