«مكافحة كورونا» تتوقع الوصول لذروة الموجة السادسة خلال شهر

توقعت اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة أن تكون ذروة الموجة السادسة الحالية للفيروس، خلال فترة من 3 – 4 أسابيع تقريبًا، مشددة على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية والالتزام بالعزل المنزلى في حال الاشتباه بالإصابة.
وقال الدكتور محمد النادى أستاذ الأمراض الصدرية، عضو للجنة العلمية، إن المتحور الجديد تأثيره يقتصر فقط على الجهاز التنفسى العلوى، بحيث يصيب الحلق وليس الرئة كما كان سابقًا، وبالتالى فإن العرض الأساسى للإصابة بالمتحور الجديد هي وجود آلام بالحلق مع ارتفاع طفيف في الحرارة، مؤكدًا أنه رغم تزايد الإصابات، لكنها ليست مُقلقة لأن «كورونا» فقدت قوتها، وبالتالى تحويل الحالات المصابة إلى الرعاية المركزة، منعدم تقريبًا ونسبته أقل من 1%، ومن ثم لا داعى للخوف أو الفزع شريطة الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
ولفت إلى أن سلبية المسحة مع وجود أعراض الإصابة لا ينفى وجود كورونا، بل يجب التعامل مع تلك الأعراض كما لو كانت «كورونا» لحين العرض على الطبيب مع ضرورة أن يعزل الشخص نفسه خلال تلك الفترة.
إلى ذلك حددت وزارة الصحة 10 قواعد للعزل المنزلى للشخص المصاب بفيروس كورونا، والتى تستوجب أن يكون الشخص المعزول في غرفة منفصلة ويفضل أن يكون لها حمام خاص، وإذا لم يوجد حمام خاص بغرفة الشخص المعزول، فلابد من ارتداء الكمامة عند الخروج من الغرفة أو عند دخول شخص آخر. وتضمنت القواعد التي نشرتها الوزارة عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك»، ضرورة أن تكون التهوية بغرفة المريض طبيعية وقدر الإمكان، ويمكن خلع الكمامة داخل الغرفة وارتداؤها عند دخول شخص آخر، ويجب تغيير كمامة المريض كل يوم أو عندما تصبح رطبة.
وشددت الوزارة على ضرورة الحفاظ على مسافة متر عند دخول شخص آخر إلى الغرفة، مع التأكيد على غسل الأيدى بالماء والصابون بعد التعامل مع الشخص المعزول، ويفضل أن يقدم شخص واحد سليم «غير مسن» للمريض الأكل والعلاج. وقالت الوزارة، إنه يفضل استخدام أدوات الطعام ذات الاستعمال الواحد للمريض، للتقليل من فرص الإصابة بالعدوى، ولابد من قياس درجة حرارة المريض باستمرار.
بدوره، قال مصطفى محمدى، استشارى أمراض الباطنة، مدير عام التطعيمات بالمصل واللقاح «فاكسيرا»، إن «دور البرد» المنتشر حاليًا بين المواطنين ليس برد المروحة ولا التكييف، بل هو أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وتحديدًا متحور فرعى من «أوميكرون» اسمه BA-5، وهو مقلق جدًا، لأنه شديد العدوى وله قدرة على الهروب من جهاز المناعة، وهذا يعنى أنه ممكن أن يصيب من سبق إصابتهم قبل ذلك وتلقوا التطعيم.
وتابع: كل المؤشرات تقول إنه ضعيف في تأثيره، ولا يتسبب غالبا في إصابات خطيرة في الأشخاص العاديين، مطالبًا بضرورة الاهتمام بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومن يتناولون أدوية مثبطة لجهاز المناعة، مع أهمية تجنب الزحام لمدد طويلة وفى أماكن مغلقة، والعودة للالتزام باستخدام الكمامة، والمداومة على غسل الأيدى وتطهيرها بشكل مستمر، والحرص على تلقى اللقاح، سواء من البداية أو استكمال الجرعات الموصى بتلقيها، والأمر أصبح أكثر يسرًا من ذى قبل.
إلى ذلك، شهدت بعض الدول ارتفاعًا ملحوظًا في الإصابة بمتحور فيروس كورونا «BA.5»، ما أثار مخاوف من ظهور موجة جديدة، ورصدت منظمة الصحة العالمية منذ بداية الشهر الجارى، زيادة في حالات الإصابة بنحو 30 %، ومعظمها في أوروبا والولايات المتحدة. ويتميز «BA.5» بقدرته على التهرب المناعى وبمعدل انتشار سريع أكثر من أوميكرون ب 4 مرات، ويقول الخبراء إنه ينتشر على وجه الخصوص بين أشخاص لم يصابوا بالفيروس من قبل، ومن أعراضه السعال المستمر وسيلان الأنف والتهاب الحلق والصداع، إلى جانب التعب والتعرق الليلى في بعض الحالات.
وقال الدكتور أنتونى فاوتشى، كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض، وفقًا لموقع «اى بى سى نيوز» الأمريكى: «الشىء المقلق في BA.5 هو قدرته على الإفلات من المناعة التي تم الحصول عليها من التطعيم أو من إصابة سابقة، إضافة إلى سرعة انتشاره، وهذا هو السبب في زيادة عدد الحالات»، مضيفًا أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم وتعزيز مناعتهم بالكامل، يتمتعون بشكل عام بحماية جيدة من التداعيات الشديدة.
ويشير الخبراء إلى أن مدى انتشار المتحور الجديد يعتمد على مقدار المناعة الموجودة مسبقًا واستراتيجيات التخفيف التي تم اتباعها من قبل كل دولة، ومدى استعدادها لموجة أخرى، وفقًا لما نقل موقع «سكاى نيوز عربية».
وسجلت الهند، أمس، أكثر من 20 ألف حالة إصابة جديدة ب «كوفيد-19» لليوم الثالث على التوالى، ومع تسجيل حالات العدوى الجديدة بلغ عدد الحالات النشطة في الهند الآن 140760.