بايدن يوقّع «إعلان القدس» لمنع إيران من امتلاك السلاح النووى

أجرى الرئيس الأمريكى جو بايدن محادثات جديدة مع المسؤولين الإسرائيليين، أمس، في ثانى أيام جولته للشرق الأوسط التي بدأها بإسرائيل وتشمل الأراضى المحتلة، والمشاركة غدًا، في القمة العربية الخليجية الأمريكية في مدينة جدة السعودية، وتركز جولة بايدن على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ووقع بايدن اتفاقًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى يائير لابيد لمنع إيران من تطوير سلاح نووى، وأكد الرئيس الأمريكى أن حل الدولتين هو الخيار الأمثل لتحقيق السلام في المنطقة، وأضاف أن واشنطن ستستمر بقيادة المنطقة، وعدم خلق أي فراغ قد تملؤه روسيا أو الصين.
وأضاف أن الولايات المتحدة تؤكد التزامها بمواصلة لعب دور نشط في بناء هيكل إقليمى أمنى قوى.
ووقع بايدن ولابيد «إعلان القدس»، الذي أكد دعم واشنطن المستمر لتل أبيب والتزامها الراسخ بأمنها، وتعهدها بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووى، وشدد البيان الذي صدر عقب لقاء بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلى، على الروابط غير القابلة للكسر بين واشنطن وتل أبيب، وأشارت الولايات المتحدة إلى أن جزءًا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح لإيران أبدًا بامتلاك سلاح نووى، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة.
وأبدت الولايات المتحدة التزامها بالعمل مع «الشركاء الآخرين» لمواجهة العدوان الإيرانى والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية، وذكر بيان أمريكى إسرائيلى بعد المباحثات، أنه «لا يوجد شىء أفضل يعكس الدعم الثابت والحزبى للولايات المتحدة لأمن إسرائيل أكثر من مذكرات التفاهم غير المسبوقة، بشأن المساعدة الأمنية التي وقعتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدى العقود الماضية، وأعربت الولايات المتحدة عن دعمها القوى لتنفيذ بنود مذكرة التفاهم التاريخية الحالية البالغة 38 مليار دولار، والتى تحترم التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن إسرائيل».
ويرسخ «إعلان القدس» التعاون بين واشنطن وتل أبيب، ويعبر عن «موقف واضح وموحد ضد إيران وبرنامجها النووى»، وقال مسؤول إسرائيلى كبير إن «إعلان القدس بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، شهادة حية على الطبيعة الفريدة وعمق هذه العلاقة الثنائية بين البلدين».
كان بايدن أكد، أمس الأول، أنه يأمل العودة إلى الاتفاق النووى الإيرانى لعام 2015، وأضاف في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية أن «الشىء الوحيد الأسوأ هو امتلاك إيران الأسلحة النووية»، وقال إنه سيستخدم القوة «كملاذ أخير» لمنع إيران من الحصول على سلاح نووى، مشددًا على أنه ملتزم بإبقاء الحرس الثورى الإيرانى على قائمة الإرهاب الأجنبى، حتى لو كان ذلك سيقضى على صفقة نووية محتملة، في إطار مفاوضات فيينا لعودة واشنطن للاتفاق مقابل رفع عقوبات ترامب عن طهران.
بدوره، شدد لابيد على ضرورة توجيه تهديد عسكرى لإيران لوقف تطوير البرنامج النووى العسكرى، مؤكدًا أنه يعارض الاتفاق النووى الإيرانى، وقال إن تل أبيب تريد السلام مع كل دول المنطقة، وإن بلاده ممتنة لقرار الرئيس الأمريكى عدم رفع الحرس الثورى الإيرانى عن قائمة المنظمات الإرهابية.
وقبل مشاركته في القمة الخليجية العربية الأمريكية في جدة، غدًا، والتى سيشارك فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى وقادة الخليج والأردن والعراق، قال بايدن إن «تطبيع إسرائيل مع السعودية شىء يمكن أن يستغرق وقتًا طويلًا، لكن تعميق العلاقة بمعنى القبول المتبادل والعمل المشترك في جميع الأمور، أمر منطقى»، وقال بايدن: «من مصلحة الولايات المتحدة أن يكون هناك المزيد من الاستقرار في الشرق الأوسط»، وشدد على أهمية قبول إسرائيل من قبل دول أخرى في الشرق الأوسط، قائلًا: «يمكنهم في نهاية المطاف أن يتوصلوا إلى تسوية مع الفلسطينيين في المستقبل»، ورأى بايدن أنه «كلما اندمجت إسرائيل في المنطقة على قدم المساواة، زاد احتمال وجود وسيلة يمكنهم من خلالها التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين في نهاية المطاف»، مجددًا دعمه حل الدولتين كخيار أفضل لتحقيق السلام.
وأضاف بايدن أنه سيكون أول رئيس أمريكى يتوجه مباشرة من تل أبيب إلى السعودية حاملًا معه رسالة سلام للمملكة، وأضاف أن زيارته للسعودية لا تتعلق بأسعار النفط وزيادة إنتاجه فقط، بل تتعلق بالاستقرار في الشرق الأوسط، وإصلاح العلاقات، وأكد أن إدارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب «انسحبت نوعًا ما» من المنطقة، وأضاف أن سبب زيارته المملكة أوسع من الحديث عن حقوق الإنسان، أو مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى في القنصلية السعودية بإسطنبول عام 2018، موضحًا أن الهدف من الزيارة هو «الترويج للمصالح الأمريكية التي كنا على خطأ بالتراجع عنها في الشرق الأوسط».
وفى وقت لاحق، التقى بايدن نظيره الإسرائيلى، إسحق هرتسوج الذي قلده «ميدالية شرف» تقديرًا لدعمه إسرائيل، ثم توجه الرئيس الأمريكى لتشجيع الرياضيين الأمريكيين المشاركين في «ألعاب المكابية»، وهى اجتماعات رياضية يهودية تنظم كل 4 سنوات في إسرائيل، واختتم الرئيس الأمريكى اجتماعاته في إسرائيل بلقاء زعيم المعارضة، رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو الذي اتسمت علاقته مع بايدن بالفتور، قبل أن يتوجه إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة لإجراء مباحثات مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» حول مستقبل عملية السلام المتوقفة منذ سنوات مع إسرائيل، بجانب بحث الدعم الأمريكى المالى لفلسطين ومساعى واشنطن لإعادة فتح قنصليتها بالقدس الشرقية المحتلة، في حين قال العقيد لؤى أرزيقات، الناطق الرسمى باسم الشرطة الفلسطينية، إن الأجهزة الأمنية أنهت كافة الترتيبات المتعلقة بزيارة الرئيس الأمريكى إلى مدينة بيت لحم المقررة اليوم.
وفى الوقت نفسه، عقد بايدن ولابيد قمة رباعية افتراضية، شارك فيها الرئيس الإماراتى الشيخ محمد بن زايد ورئيس الوزراء الهندى ناريدار مودى، وتناولت القمة التحديات العالمية وأزمتى الغذاء والطاقة والحرب الروسية الأوكرانية، وقال بايدن إن التحديات الجديدة تتطلب التنسيق والتعاون بين الدول ولا يمكن التصدى لها بشكل منفرد، وأكد أن أزمتى الغذاء والتغير المناخى تحتاجان حلًّا عالميًّا فوريًّا.