ضوابط صرف ألبان الأطفال المدعمة: «وفاة الأم وانقطاع اللبن»

بينما تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أزمة شديدة فى توفير ألبان الأطفال، نجحت الدولة المصرية ممثلة فى وزارة الصحة والسكان، عبر منافذ مراكز رعاية الأمومة والطفولة، فى توفير مخزون استراتيجى من ألبان الأطفال المدعمة يكفى لثلاثة أشهر، واستطاعت سد احتياجات الأطفال من اللبن المدعم لفترة تصل ل6 أشهر.
وساهم فى تفادى حدوث أزمة نقص الألبان الجهد التوعوى مؤخرًا بأهمية الرضاعة الطبيعية، والعمل على وضع آليات تنظيمية لتحديد الأولويات لوصول الدعم لمستحقيه، ومحاربة السوق السوداء، خاصة بعد ظهور صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تعلن عن بيع ألبان الأطفال المدعمة.
الدكتورة آمال عبد الحى، مدير إدارة مراكز الأمومة والطفولة بوزارة الصحة، قالت، فى تصريحات ل«صحتك بالدنيا»، إن عملية صرف الألبان بالمنافذ التى يبلغ عددها 1200 منفذ على مستوى الجمهورية تتم من خلال تشكيل لجان بالإدارات الصحية البالغ عددها 300 إدارة، تعمل على تقييم الأمهات وتحديد المستحقات للدعم، وتضم اللجنة «استشارى أطفال، طبيب أمراض نساء، طبيب طفولة وأمومة، واستشارى رضاعة طبيعية».
وتتحدد أولويات الدعم وفقًا لتلك الضوابط فى: وفاة الأم، انقطاع اللبن التام عن الأم، فى حالة إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة، إصابة الأم بفيروس نقص المناعة، تناول الأم المريضة بعض العقاقير التى تندرج تحت قائمة العقاقير المؤثرة على الألبان، وفى حالات التوأم يترك للأم طفل واحد فقط للرضاعة الطبيعية وتتكفل الدولة بتوفير اللبن المدعم للطفل الآخر، أما حالة «التوأم الثلاثى» فتتكفل الدولة بطفلين وتترك للأم الطفل الثالث، وهكذا.
وتابعت: يتم اختبار الرضاعة الطبيعية من قبل اللجنة المختصة، وتوفير سبل الراحة والهدوء التام للأم، مع التأكد من الوضعية السليمة للرضاعة من خلال ضم المولود لصدر أمه وملامسته جلدها مباشرة، والحرص على قربه من نبضات قلبها، والتأكد من الحالة الصحية والتغذوية للأم، بالإضافة إلى فحص المولود من خلال تقييم منحنيات النمو المتواجدة بالبطاقة الصحية للطفل من حيث الوزن والطول والحجم، ورصد ما إن كان الطفل يصل لمرحلة الإشباع التام من أمه أم لا.
وأضافت: إذا ثبت أن الطفل فى احتياج تام للبن الصناعى، يُصرف له اللبن المدعم بسعر خمسة جنيهات للعبوة الواحدة، فى حين تقوم الدولة بشراء العبوة بسعر 53 جنيهًا، بوفر 48 جنيهًا للعبوة الواحدة، وعلى الأم أو الأب اصطحاب الرقم القومى وشهادة الميلاد والبطاقة الصحية الخاصة بالطفل لصرف اللبن.
حددت الدكتورة آمال عبد الحى بعض الحالات التى تحتاج لمتابعة الإدارات للتأكد من أحقية الصرف من عدمها والتى تمثلت فى مواجهة الطفل مشكلات خاصة بمعدلات النمو الطبيعية على الرغم من توافر اللبن بصورة جيدة فى ثدى أمه، وفى هذه الحالة هناك إحالة داخلية بالمراكز تقوم بتحويل الطفل للطبيب للوقوف على الأسباب الحقيقية للمشكلة، فإذا كانت هناك مشكلة خاصة بالامتصاص أو عسر الهضم أو أى مشكلة خاصة بالمعدة، فيصرف له العلاج ويتم متابعته، أما فى حال كان لها علاقة باللبن فيحق له صرف اللبن المدعم.
وعند قلة إدرار لبن الأم تجرى العديد من المحاولات، وإعطاء الأم فترة زمنية تمتد لأسبوعين، ثم العودة مرة أخرى لإعادة التقييم، وبالفحص إذا تبين أن وزن الطفل يزيد بمعدل طبيعى ويقوم بعملية إخراجية طبيعية، ويمارس نشاطه اليومى بشكل صحى، لا يصرف له اللبن، أما خلاف ذلك فيحق له الصرف.
كما أوضحت مدير إدارة مراكز الأمومة والطفولة أن هناك حالات أخرى لا تحتاج للصرف وإنما فقط تحتاج لتنظيم عملية الرضاعة الطبيعية وعدم الاستسهال فى اللجوء للبن الصناعى، مشيرة إلى بعض العقاقير الخاصة بمرض السكرى وبعض الأمراض المزمنة الأخرى التى تؤثر على لبن الأم فى خلال ساعتين فقط من موعد تناول العقار، لذلك ننصح الأمهات اللائى يتناولن تلك العقاقير بإرضاع أطفالهن قبل تناول الدواء، أو بعد تناوله بساعتين، وفى حالة إصابة الأم بأمراض تنفسية فعليها وضع حاجز بينها وبين الطفل والاستمرار فى عملية الرضاعة الطبيعية، أما عن إصابة الطفل بحساسية الألبان فعلى الأم تجنب تناول بعض الأطعمة والمشروبات، والإقلاع تمامًا عن فكرة وقف الرضاعة الطبيعية واللجوء للصناعى.
وقالت الدكتورة آمال عبد الحى إنه وفقًا للنسب المحددة لمستحقى الدعم، تقسم الاحتياجات السنوية من الألبان شهريًّا، بتوريد حوالى 20 مليونًا و400 ألف عبوة فى العام، بواقع مليون علبة شهرية للمرحلة العمرية الأولى من صفر إلى 6 أشهر، ومن 650 ألفًا إلى 700 ألف علبة شهرية للمرحلة الثانية، وترسل الألبان إلى مخازن المديريات، ومنها يتم توزيعها على منافذ صرف الألبان وفقًا لمعدلات التردد على تلك المنافذ، بالاتفاق مع هيئة الشراء الموحد.
وحددت «عبد الحى» أبرز المشكلات التى تواجهها مراكز صرف الألبان التابعة لإدارة الأمومة والطفولة فى الفهم المغلوط لكثير من الناس عن أهمية الألبان الصناعية، معتقدين أنها تساعد على نمو الطفل وزيادة وزنه، لذلك يصمم غير المستحقين على صرفها، ويقومون بإرسال الشكاوى للوزارة، وبعضهم يقومون بصرف الألبان للاتجار بها، قائلة: «فوجئنا بصفحات على (فيسبوك) لبيع اللبن المدعم، فهم يتشاجرون لا لخوفهم على أولادهم، ولكن خوفًا على مصالحهم التجارية».
وأضافت: نواجه مشكلة أخرى مع بعض أطباء الأطفال فى العيادات الخاصة، فهم يكتبون الألبان الصناعية للأمهات بلا داعٍ، مؤكدة أن كل العاملين بمنافذ صرف الألبان قادرون على حل أى مشكلة تخص الرضاعة الطبيعية، وعندما ترد لهم أى شكاوى خاصة بالرضاعة الطبيعية يقومون بنصح الأم للتغلب عليها.