العقوبات مصدر قوته.. «الروبل» الروسي يقفز لأعلى مستوياته في 7 أعوام

تشهد العملة الروسية الروبل ارتفاعا، أمام العملتين الأمريكية والأوروبية، وذلك بسبب زيادة فائض مدفوعات الميزان التجاري الروسي نتيجة زيادة صادرات موسكو النفطية وتراجع قدرتها على الاستيراد بسبب العقوبات الغربية، حيث شهدت تعاملات اليوم تداول الدولار دون مستوى ال52 روبل، وذلك للمرة الأولى منذ مايو 2015.
الروبل الروسي يقفز لأعلى مستوياته في 7 أعوام اليوم الأربعاء:
وبلغ الروبل الروسي خلال تعاملات اليوم الأربعاء، نحو 51.80 مقابل الدولار، وهو أقوى مستوى له منذ مايو 2015، وعلى مدار أسبوع كامل استقر سعر الدولار عند أعلى مستوياته في 7 أعوام.
مستويات جديدة سجلها الروبل مرتفعا من مستوى 139 روبل مقابل الدولار في مارس الماضي، ومتجها لمنافسة أقوى العملات العالمية، ليصبح خلال 2022، العملة الأفضل أداء في العالم.
اقرأ أكثر:
الروبل العملة الأفضل أداء في العالم خلال 2022
وأشارت تقارير دولية إلى أن الروبل الروسي يشهد مراحل قوة لدرجة أن البنك المركزي الروسي يتخذ إجراءات لمحاولة إضعافه، خوفا من تأثر صادرات البلاد بقوة العملة المفرطة.
كيف حقق المركزي الروسي مستويات الروبل القياسية
هناك عدة أسباب وراء تحقيق البنك المركزي الروسي مستويات الروبل القياسية، حيث تجني عائدات عالية من النفط والغاز، ومن الأسباب الرئيسية الدافعة بقوة للروبل أسعار الطاقة المرتفعة بشكل لافت للنظر، وضوابط رأس المال، والعقوبات الغربية على روسيا نفسها.
كيف أنعشت العقوبات الغربية الروبل:
انتعش الروبل نتيجة العقوبات الغربية على روسيا وذلك لأنه من المعروف أن روسيا هي أكبر مصدر للغاز في العالم وثاني أكبر مصدر للنفط، وعميلها الأول هو الاتحاد الأوروبي، الذي كان يشتري ما قيمته مليارات الدولارات من الطاقة الروسية أسبوعيًا بينما يحاول في الوقت نفسه معاقبة روسيا.
وفي أول 100 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية، جنت روسيا 98 مليار دولار من عائدات صادرات الوقود الأحفوري، وفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، حيث جاءت أكثر من نصف هذه المكاسب من الاتحاد الأوروبي ، بنحو 60 مليار دولار.
وبينما تسعى دول الاتحاد الأوروبي لخفض اعتمادها على واردات الطاقة الروسية، فقد تستغرق هذه العملية سنوات، حيث اعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا في 2020 بنسبة 41٪ من واردات الغاز و 36٪ من وارداته النفطية.
ضوابط رأس المال وتأثيرها على الروبل:
ولعبت ضوابط رأس المال أو تقييد مغادرة العملة الأجنبية خارج البلاد، دورًا كبيرًا في إنعاش الروبل، بالإضافة إلى حقيقة أن روسيا لا تستطيع الاستيراد بفضل العقوبات، مما يعني أنها تنفق القليل من أموالها على شراء أشياء من الخارج، ونتيجة لهذه الضوابط على رأس المال بعد ظهور العقوبات، أصبحت العملات الأجنبية تتدفق من الصادرات وتراجع نسب العملات الخارجة، وكانت النتيجة النهائية روبل أقوى .
اقرأ أكثر عن إجراءات روسيا لإنعاش الروبل خلال مارس:
كيف قام البنك المركزي الروسي بهندسة انتعاش «الروبل»؟
وبينما يوجد روبل أقوى إلا أن الخبراء يرون أن روسيا تعاني نتيجة عدم قدرتها على تلبية احتياجاتها من الواردات لعزلها عن نظام المدفوعات العالمي سويفت.
وقال رئيس سوق العملات الأجنبية: ترتبط قوة الروبل بفائض في ميزان المدفوعات الإجمالي، والذي تحركه عوامل خارجية مرتبطة بالعقوبات وأسعار السلع وإجراءات السياسة أكثر من اتجاهات وأساسيات الاقتصاد الكلي الأساسية على المدى الطويل.
وفي أواخر فبراير، بعد الانهيار الأولي للروبل وبعد أربعة أيام من بدء غزو أوكرانيا في 24 فبراير، ضاعفت روسيا سعر الفائدة الرئيسي في البلاد بأكثر من الضعف إلى 20٪ من 9.5٪ السابقة، ما أسفر عن تحسن قيمة العملة لدرجة أنها خفضت سعر الفائدة ثلاث مرات لتصل إلى 11٪ في أواخر مايو.
سعر الروبل أمام الدولار والجنيه المصري اليوم
سجل سعر الروبل أمام الدولار والجنيه المصري اليوم قيمة 51.80 روبل مقابل الدولار ، وسجل أمام الجنيه المصري نحو 0.35 جنيها.