الرئيس الأوكرانى: جيشنا صامد فى مواجهة الهجمات الروسية

مع تواصل العمليات العسكرية الروسية المكثفة فى إقليم دونباس شرقى أوكرانيا، واستهدافها مواقع القوات العسكرية الأوكرانية ومخازن الأسلحة الغربية، أمس، رجح الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أن تُكثّف روسيا هجماتها على إقليم دونباس، قبل أيام من محادثات للاتحاد الأوروبى لبحث طلب انضمام بلاده إلى التكتل.
وقال زيلينسكى: «إن جيشنا صامد، ونحن مستعدون لمواجهة روسيا التى تقوم بإعادة تجميع لقواتها فى اتجاه خاركيف شمال شرق أوكرانيا ومنطقة زابوريجيا جنوبًا، ولاتزال تقصف منشآتنا للوقود»، لكن القوات الأوكرانية «تردّ على هذه الهجمات»، وأقر بوقوع خسائر كبيرة. وقال زيلينسكى: «منذ 1991 لم يكن هناك سوى القليل من القرارات بأهمية القرار الذى ننتظره اليوم بالنسبة لأوكرانيا»، مشيرًا إلى أنه «مقتنع بأن ردًا إيجابيًا فقط سيصب فى مصلحة أوروبا بأسرها».
وبعد توصية المفوضية الأوروبية بمنح أوكرانيا وضع مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، تجتمع الدول الأعضاء فى التكتل يومى الخميس والجمعة المقبلين لتقرّر ما إذا كانت ستمنح كييف رسميًا وضع المرشحة. ويتطلب صدور القرار إجماع الدول ال27 الأعضاء.
وأكّدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قصفت مدينة ميكولايف الجنوبية بصواريخ كروز ودمّرت «10 مدافع هاوتزر من عيار 155 مليمترًا و20 مركبة مدرّعة قدّمها الغرب إلى الجيش الأوكرانى»، وأعلنت الدفاع الروسية أنه نتيجة ضربات جوية وصاروخية تم القضاء على 450 قوميًا متطرفًا و13 دبابة، وأضافت أن صاروخًا من طراز «أونيكس» عالى الدقة أطلق من منظومة «باستيون» الساحلية، ضرب مطار أرتسيز فى مقاطعة أوديسا، ما أدى إلى تدمير محطة للتحكم بالطائرات بدون طيار، وتدمير طائرتين درون.
وقال حاكم منطقة لوجانسك، سيرجى جايداى، إن الروس «حاولوا اختراق منطقة توشكيفكا، ونجحوا بشكل جزئى، لكن مدفعيتنا ردّت عليهم»، وتقع توشكيفا جنوب ليسيتشانسك التى يفصل نهر دونيتس فقط بينها وبين سيفيرودونيتسك، ونفى جايداى أن يكون الروس سيطروا على كامل سيفيرودونيتسك، لكنه قال: «فى الواقع هم يسيطرون على القسم الأكبر من المدينة».
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات جمهورية لوجانسك الشعبية، بدعم من القوات المسلحة الروسية، سيطرت على بلدة ميتيكينو جنوب شرق سيفيرودونيتسك، ويدور قتال ضارٍ فى محيط المنطقة بهدف الاستيلاء على منطقة دونباس التى يسيطر انفصاليون موالون لروسيا جزئيا عليها منذ 2014، والتى تتألف من منطقتى لوجانسك ودونيتسك.
وأكد الجيش الأوكرانى أن القوات الروسية «عاجزة عن التقدّم على الأرض جنوب البلاد، بينما تواصل عمليات القصف، ولاتزال مدينة ميكولايف الجنوبية تحت السيطرة الأوكرانية»، واتهمت روسيا القوات الأوكرانية باستهداف منصات نفطية فى البحر الأسود.
وتسعى موسكو الى السيطرة على ميكولايف التى تقع على الطريق المؤدى إلى أوديسا- أكبر ميناء فى أوكرانيا على بعد 130 كيلومترًا جنوب غرب مولدافيا- ولايزال تحت السيطرة الأوكرانية.
فى حين قال رئيس جمهورية الشيشان، رمضان قديروف، إن عناصر فوج القوات الخاصة الشيشانية «أحمد»، باشروا مع القوات المتحالفة تحرير قرية كاميشفاخى ومدينة زولوتى بجمهورية لوجانسك الشعبية، وذكر قديروف أنه سيتم ضمان التقدم إلى ليسيتشانسك وهى المدينة الوحيدة فى الجمهورية الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية، وأضاف قديروف أن القوات الشيشانية بدأت تحرير ضاحية مدينة زولوتى وقرية كاميشفاخى.
من جهة أخرى، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل أن روسيا يجب أن «تُحاسب» إذا واصلت عرقلة تصدير الحبوب الأوكرانية إلى العالم، واصفًا الأمر بأنه «جريمة حرب حقيقية». وأضاف فى لوكسمبورج خلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى: «لا يستطيع المرء أن يتخيّل أن ملايين الأطنان من القمح عالقة فى أوكرانيا، بينما يعانى باقى أنحاء العالم من الجوع، هذه جريمة حرب حقيقية»، مشيرًا إلى أن عواقب الحرب خطيرة للغاية بالنسبة لأوروبا والعالم، وأوضح بوريل أن العقوبات الأوروبية على روسيا لا تنطبق على الأسمدة والمواد الغذائية، ومن يرد شراءها يمكنه فعل ذلك بحرية تامة.
من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، روسيا إلى عدم التلاعب بغذاء العالم، لافتة إلى أن باريس تدعم جهود الأمم المتحدة لاستئناف تصدير القمح. وتأتى تصريحات بوريل بينما تجرى الأمم المتحدة، منذ أسابيع عدة، مفاوضات مع روسيا وأوكرانيا وتركيا من أجل التوصل لاتفاق يتيح نقل محاصيل الحبوب الأوكرانية بشكل آمن، وكذلك عودة الأسمدة التى تنتجها روسيا إلى الأسواق العالمية.
وفى موسكو، أعلنت وزارة الخارجية الروسية استدعاء القائمة بأعمال سفارة ليتوانيا فى موسكو وتسليمها احتجاجًا على إيقاف بلادها عبور البضائع إلى مقاطعة كالينينجراد الليتوانية، وطالبت الخارجية الروسية ليتوانيا برفع الحظر على مرور البضائع إلى كالينينجراد فورًا وهددت بالرد بإجراء مماثل.