الشيخ أحمد أبوالوفا الصعيدى: «أعيش فى جلباب أبى»

لا توجد مهنة في مصر إلا وحاول أن يعيش أبناؤها في جلابيب آبائهم؛ خاصة أبناء مشاهير قراء القرآن الكريم، على الرغم من أن بعضهم لم يحظوا بشهرة آبائهم.
الدكتور أحمد أبوالوفا واحد من هؤلاء، حيث قرر أن يسلك درب أبيه في عالم التلاوة، أسوة بمشاهير قراء القرآن الكريم عبر تلاوته وترتيل آيات القرآن الكريم بين عمالقة القراء، الذين ذاع صيتهم في مصر والعالم؛ ومنهم «طارق» ابن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، و«علاء» نجل الشيخ مصطفى إسماعيل، و«صديق» حفيد الشيخ المنشاوى، و«محمد» نجل الشيخ الطبلاوى، و«أحمد» ابن القارئ محمود على البنا، و«أنور» و«محمود» نجلا الشيخ أنور الشحات، و«محمود» نجل القارئ السعيد عبدالصمد الزناتى.
لا ينسى الدكتور أحمد أن والده الراحل، الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدى، استطاع أن يبنى له اسمًا، بل عالمًا خاصًّا قادرًا على البقاء بعد رحيله، بصوته الساحر الذي أثر في قلوب مستمعيه شرقًا وغربًا، ليخلد اسمه بين عمالقة التلاوة بتسجيلاته، حتى ظهر نجله، قبل سنوات، ليعلن استكماله رسالة والده، صاحب المدرسة الثرية، التي عُرفت خلال تاريخها الطويل باسم مدرسة «أبوالوفا الصعيدى»، صاحب الصوت الهادئ العذب القوى المؤثر والطبقات المتعددة، والذى استطاع أن يحشد خلفه ملايين الأتباع الذين يعشقون صوته في تلاوة وترتيل آيات الذكر الحكيم، حتى لا ينقطع اسم عائلة أبوالوفا بين عمالقة القراء وتبقى رسالتهم ضاربة في هذا الميدان.
ومن بيت قرآنى، خرج لنا هذا الصوت النادر؛ فالأب كان حافظًا وقارئًا لكتاب الله، بل كان من أشهر قراء القرآن الكريم، كما كانت الأم حافظة لكتاب الله.
وعقب تخرج الدكتور أحمد محمود أبوالوفا الصعيدى في كلية الصيدلة، حرص على استكمال مسيرة والده، رحمة الله عليه؛ ليُطرب آذان مستمعيه في كثير من الحفلات والليالى والمناسبات الدينية الرسمية، عبر صوته القوى وأدائه المتمكن، ما لفت الانتباه إليه خلال السنوات الأخيرة.
وبصوته العذب وقدرته على التلاوة والترتيل، استطاع الحفاظ على القاعدة الجماهيرية التي بناها الأب، رحمة الله عليه، بل بنى عليها، فأصبح له ملايين من المتابعين والمستمعين شرقًا وغربًا، فيما يتابع مئات الآلاف صفحاته عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وعلى الرغم من كونه من أبناء المدرسة الكلاسيكية للشيخ القارئ أبوالوفا الصعيدى، فإنه استطاع جذب انتباه الشباب والكبار وشيوخ العائلات، ما جعله متجولًا بين القرى والنجوع في محافظات مصر لإحياء حفلات القرآن في المساجد، عبر المشاركة في الحفلات الدينية والليالى القرآنية والمناسبات الرسمية العامة والخاصة.
وتخرج الدكتور أحمد محمود أبوالوفا الصعيدى في كلية الصيدلة، وحفظ القرآن في سن مُبكرة، وبدأ في سنة 2002 تلاوة القرآن، لينطلق إلى مسيرة جديدة في عمر مدرسة والده القرآنية، التي تحرص على نشر الرسالة القرآنية عالميًّا من خلال الحفلات والفعاليات وما ينشره عبر وسائل التواصل الاجتماعى لجذب الشباب للإنصات إلى آيات الذكر الحكيم.