تزداد أجواء المعركة بين شركة «ديزني» للترفيه والجمهوريون في الولاياتالمتحدة، منذ مناقشة قانون في مجلس الشيوخ الأمريكي في فلوريدا، قبل أشهر، لإلغاء قانون يسمح لشركة الترفيه العملاقة بإدارة منطقة خاصة على ممتلكاتها في الولاية، ما أدى إلى تصعيد الخلاف مع شركة الترفيه العملاقة بشأن معارضتها لقانون «لا تقل مثلي الجنس» الذي أقر مؤخرا، والذي وقّع عليه حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري، رون ديسانتيس، في مارس الماضي، وأثار اتهمامات حول ماوصف بأنه يهمش «مثليي الجنس» في المجتمع الأمريكي، إذ نص القانون على أن «لن يتم التدريس في الفصل من قبل موظفي المدرسة أو الأطراف الثالثة حول التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية في رياض الأطفال حتى الصف الثالث، أو بطريقة غير مناسبة للعمر أو مناسبة لنمو الطلاب وفقًا لمعايير الولاية، وسيكون الآباء قادرين على مقاضاة المقاطعات على الانتهاكات». كان مجلس ولاية فلوريدا -الذي يقوده «الجمهوريون»- قد صوت في 20 إبريل الماضي، على إلغاء المزايا الخاصة التي منحت «ديزني»، منذ الستينيات، القدرة على الحكم الذاتي بشكل أساسي لمنطقة شاسعة حول منتزه «ديزني وورلد» الترفيهي وإصدار سندات بلدية معفاة من الضرائب. ووفقا لصحيفة «الجارديان» فإن «ديزني» تمتلك شركات تمثلها منصة قوية ومؤثرة في السياسة والقضايا الاجتماعية، نظرًا إلى كونها واحدة من الشركات الأكثر شهرة في العالم، لكنها ما زالت تختار الانتظار حتى تأخذ القضية ضجة عامة لإصدار أي تصريحات تندد بمشروع القانون. وتأتي هذه الإجراءات التي فرضها الحاكم الجمهوري، رون ديسانتيس، في الوقت الذي يتصارع فيه مع «ديزني» بعد انتقادات الشركة لقانون الحزب الجمهوري المعروف ب«لا تقل مثلي الجنس». وقال «ديسانتيس» قبل أن يوقع على مشروع القانون ليصبح قانونًا في 28 مارس الماضي، «سنحرص على أن الآباء يمكنهم إرسال أطفالهم إلى المدرسة للحصول على التعليم، وليس تلقينهم العقائدي». مشروع قانون يلغي «حكومة ديزني» في يونيو 2023 وسيقضي مشروع القانون الذي أقرته «فلوريدا» على منطقة «Reedy Creek Improvement»، التي تُعرف ب«حكومة ديزني»، وفقا ل«الجارديان»، بالإضافة إلى عدد قليل من المناطق المماثلة الأخرى بحلول يونيو 2023. وكان رئيس مجلس الشيوخ الجمهوري، ويلتون سيمبسون، قد صرح للصحفيين بعد التصويت على القانون: «لا أعرف كيف ستأتي النهاية، لكنني أعلم أن هذه عملية جديرة للغاية لنتخذها، وأعتقد أن كل ما يخرج منها سيكون أفضل مما لدينا اليوم، من خلال القيام بذلك في وقت مبكر». ومثلت هذه الخطوة «أحدث ضربة في حرب ثقافية» لحاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، بحسب وصف الصحيفة، أثناء ترشحه لإعادة انتخابه وتعزيز نفسه كمرشح رئاسي محتمل للحزب الجمهوري لعام 2024، من خلال معارضة شديدة للسياسات الليبرالية بشأن العرق والجنس والإجهاض. ديزني تواجه حاكم فلوريدا وكتب «ديسانتيس» في حملة عبر البريد الإلكتروني لجمع التبرعات، في إبريل الماضي: «إذا أرادت ديزني خوض معركة، فإنهم اختاروا الرجل الخطأ»، وأضاف «بصفتي حاكمًا تم انتخابي لأضع شعب فلوريدا في المرتبة الأولى، لن أسمح لشركة مقرها كاليفورنيا بإدارة ولايتنا». وانتقد الديمقراطيون، الذين يمثلون «حزب الأقلية» في المجلس التشريعي لفلوريدا، الاقتراح باعتباره انتقامًا ضد شركة تعد محركًا اقتصاديًا رئيسًيا في الولاية، وقال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن الولاية، جاري إم فارمر، إن المردود السياسي العقابي الفاضح للشركة التي تجرأت على القول «إن الإمبراطور لا يرتدي ملابس»، بحسب ما ذكرته صحيفة «الجارديان» البريطانية. وتابعت الصحيفة في تقرير لها: «جاء الضغط لمعاقبة ديزني بعد أن أعلنت أنها ستعلق التبرعات السياسية في الولاية، وقالت إنها ملتزمة بدعم المنظمات التي تعمل لمعارضة قانون الولاية الجديد الذي يحد من الميول الجنسية أو تعليمات تحديد الجنس في الفصول الدراسية. وانتقد الحاكم ديسانتيس، والجمهوريون الآخرون، «ديزني» وغيرها من منتقدي القانون، بحجة أن السياسة معقولة، وأن الآباء لا المعلمين من يجب عليهم أن يتعاملوا مع مثل هذه المواضيع مع الأطفال. ديزني تحكم منطقة «Reedy Creek Improvement» كان إنشاء منطقة «Reedy Creek Improvement»، والتحكم الممنوح لشركة «ديزني» بأكثر من 27 ألف فدان في فلوريدا، عنصرًا حاسمًا في خطط الشركة للبناء بالقرب من مدينة أورلاندو -مدينة تقع في مقاطعة أورانج بوسط ولاية فلوريدا- في الستينيات. وقال مسؤولو الشركة، إنهم بحاجة إلى الحكم الذاتي للتخطيط لمدينة مستقبلية إلى جانب مدينة الملاهي، لكنها لم تر النور. وتعتبر «ديزني» واحدة من أكبر الشركات في القطاع الخاص في فلوريدا، ولديها حوالي 80 ألف عامل في الولاية. استقالة رئيس عملاق الترفيه الأمريكي قبل أسابيع..ماعلاقة قانون فلوريدا؟ استقال جيف موريل، رئيس شؤون الشركات في «والت ديزني»، في مايو الماضي، وأعلن مغادرة عملاق الترفيه الأمريكي بعد 3 أشهر من عمله بها، بعد فترة قصيرة تميزت بالجدل، حول استجابة الشركة لقانون فلوريدا. ووفقا للصحيفة صادق مسؤولو التنمية الاقتصادية في فلوريدا على الاعتمادات في فبراير2020، وفقًا لوثائق حصلت عليها «بلومبرج» بموجب طلب السجلات العامة. وفي طلبها للحصول على الحوافز، استشهدت «ديزني» بخطط لنقل ما يصل إلى 2000 موظف، بمعدل 120 ألف دولار سنويًا، إلى مقر جديد للشركة في الولاية، وسيكون المقر الجديد في لايك نونا، على بعد حوالي 20 ميلًا جنوب شرق وسط مدينة أورلاندو. وتستثمر الشركة، التي تعد واحدة من كبار الشركات والكيانات الاقتصادية في الولاية بسبب حدائقها الترفيهية هناك، 864 مليون دولار في عملية النقل، بما يتضمّن إنشاء المكاتب واللوازم، وتحسينات البرامج.
