أوكرانيا تطالب الغرب بمدفعية ثقيلة لاستعادة سيفيرودونيتسك

بينما تواصل القوات الروسية هجومها للسيطرة على شرق أوكرانيا، طالبت كييف دول الغرب بتزويدها بأسلحة مدفعية ثقيلة «بعيدة المدى» حتى تتمكن من استعادة مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، إذ تدور مواجهات محتدمة وصفها الرئيس الأوكرانى، فلوديمير زيلينسكى، بأنها «معركة وحشية» لبسط السيطرة على المدينة التى سيتحدد من خلالها مصير منطقة دونباس بالكامل.
وأوضح الرئيس الأوكرانى أن جنوده «يقاومون» فى سيفيرودونيتسك، حيث تتواصل معارك فى الشوارع ضد القوات الروسية للسيطرة على المدينة، مشيرًا فى خطاب، مساء أمس الأول، إلى أن «سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك ومدنا أخرى فى دونباس يعتبرها الروس أهدافًا لهم ما زالت صامدة». وأشار «زيلينسكى» إلى أنباء «إيجابية» بشأن منطقة زابوريجيا جنوب شرقى البلاد، موضحًا أن قوات بلاده تحقق نجاحًا هناك فى صد القوات الروسية.
من جهته، أعلن حاكم منطقة لوهانسك، سيرجى جايداى، أن «قصر الجليد» الذى يعد من المواقع الرمزية فى أوكرانيا دُمّر فى حريق نجم عن قصف روسى.
وفيما يتعلق بمطالب كييف الخاصة بالتسلح، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن القوات الأوكرانية تحتاج إلى تدريب شامل على أنظمة صواريخ «هيمارس» بعيدة المدى وعالية الدقة التى تلح فى طلبها، وذلك لضمان استخدامها بشكل فعال فى ساحة المعركة ضد القوات الروسية المهاجمة.
يأتى هذا فيما قال وزير الدفاع الأوكرانى أوليكسى ريزنيكوف، أمس الأول، إن «ما يصل إلى مائة جندى أوكرانى يُقتلون و500 يصابون يوميًا» فى المعارك مع الجيش الروسى، بينما أكد مكتب المدعى العام الأوكرانى، أمس، ارتفاع ضحايا الهجمات الروسية من الأطفال فى أوكرانيا إلى 754 قتيلا ومصابًا منذ بدء العملية العسكرية الروسية فى 24 فبراير الماضى. وذكر فى بيان نقلته وكالة أنباء «يوكرنفورم» الأوكرانية أنه «بحلول صباح أمس، تضرر 754 طفلًا فى أوكرانيا نتيجة للعدوان المسلح الروسى»، مؤكدا «قتل 263 طفلا وإصابة 491 آخرين».
ولاتزال الحرب الروسية الأوكرانية تلقى بظلالها على الاقتصاد والأمن الغذائى العالميين، إذ قال رئيس الوزراء المجرى، فيكتور أوربان، أمس، إن حظر الاتحاد الأوروبى لواردات الغاز الروسية سيدمر الاقتصاد الأوروبى، الذى يعانى بالفعل من ارتفاع التضخم بسبب زيادة أسعار الطاقة. وأضاف «أوربان» فى تصريحات للإذاعة العامة أنه بدون السيطرة على أسعار الوقود وبعض الأغذية الأساسية والطاقة، فإن التضخم فى المجر، الذى ارتفع إلى 10.7% فى مايو الماضى، سيصل إلى ما بين 15 و16%.. فى الوقت نفسه، دعا الرئيس السنغالى ورئيس الاتحاد الإفريقى، ماكى سال، أوكرانيا، إلى نزع الألغام من مياه ميناء أوديسا لتسهيل تصدير الحبوب ومنع حدوث مجاعة واضطرابات بالقارة.
على صعيد متصل، ذكرت صحيفة «تيليجراف» البريطانية أن إمدادات الغذاء فى المملكة المتحدة باتت عرضة للانهيار، بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة على خلفية العقوبات المناهضة لروسيا.
يأتى هذا بينما أعلنت شركة الأسمدة الكيماوية «سى. إف فرتيلايزرز» البريطانية عن إغلاق أكبر مصنع فى البلاد بالقرب من مدينة تشيستر، والذى يمد الأراضى الزراعية بالأسمدة النيتروجينية، نتيجة عجز الشركة عن مواكبة ظروف ارتفاع أسعار الغاز. وقال نائب رئيس الاتحاد الوطنى للمزارعين، توم برادشو: «إن خبر إغلاق المصنع يعد ضربة أخرى للمزارعين البريطانيين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات التضخم».
وقال خبراء من الاتحاد الوطنى للأغذية إن التكلفة العالية للأسمدة لن تسمح بزراعة ما يكفى من القمح لإنتاج منتجات الدقيق، إذ ارتفع سعر المواد الخام من 200 جنيه إسترلينى للطن قبل تفشى وباء كورونا إلى حوالى 625 جنيها فى الأشهر الأخيرة- بحسب «تليجراف». وأضاف رئيس الاتحاد الوطنى للمزارعين، ماينيت باترز، أن الوضع يتفاقم بسبب فشل المحصول فى الصين، فضلا عن فرض حظر على تصدير الحبوب من الهند، ونقص الإمدادات من روسيا وأوكرانيا.
فى المقابل، أفادت وكالة «تاس» الروسية للأنباء بأن منطقة لوهانسك- وهى إحدى منطقتين انفصاليتين تدعمهما موسكو فى شرق أوكرانيا- أعلنت، أمس الأول، أنها ستبدأ قريبا إرسال شحنات حبوب «حررتها» قواتها بالسكك الحديدية إلى روسيا، فيما تتهم «كييف» «موسكو» بسرقة الحبوب من الأراضى التى احتلتها الأخيرة.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس، إن مدينة ماريوبول الواقعة فى جنوب أوكرانيا مهددة بانتشار مرض الكوليرا، نظرًا لأن الخدمات الطبية توشك على الانهيار. وأضافت الوزارة، فى بيان، أنه من المحتمل أيضًا حدوث نقص شديد فى الأدوية فى خيرسون، مشيرة إلى أن روسيا تواجه صعوبات فى توفير الخدمات العامة الأساسية لسكان المناطق الخاضعة لسيطرتها.
على صعيد آخر، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن تقديمها الدعم على مدى السنوات ال20 الماضية ل 46 مختبرا ومؤسسة صحية ومركز تشخيص أمراض فى أوكرانيا، زاعمة أن التعاون كان لأغراض سلمية.