الحرب الروسية ضد أوكرانيا تدخل شهرها الرابع

صعّدت القوات الروسية، أمس، هجماتها وقصفها على آخر جيوب المقاومة الأوكرانية في محيط إقليم لوجانسك الانفصالى في دونباس شرق أوكرانيا في وقت دخلت الحرب بين البلدين شهرها الرابع، وسط تهديدات روسية جديدة بأنها لن تتهاون في مساعى حلف شمال الأطلسى «الناتو» في ضم السويد وفنلندا، وأنها ترى في انضمام الدولتين للحلف تهديدا مباشرا على أمنها القومى.
وفى لهجة تهديد جديدة ضد حلف «الناتو»، أكد مجلس الأمن الروسى، بعد اجتماعه، أمس، برئاسة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن العمليات العسكرية في أوكرانيا ستحقق أهدافها، وأن موسكو لم تحدد جدولا زمنيا لذلك، وقال سكرتير مجلس الأمن الروسى إن توسع البنية التحتية لحلف «الناتو» في فنلندا والسويد يعتبر تهديدًا مباشراً لأمن روسيا وسنرد على ذلك، وأضاف أن الغرب يعتبر أوكرانيا ميداناً للتخلص من الأسلحة القديمة، وأضاف أن إقليم «دونباس لن يعود لأوكرانيا».
وجاءت التهديدات الروسية، قبل اجتماع إبراهيم كالن، مستشار الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، بوفدى السويد وفنلندا لبحث انضمامهما إلى «الناتو»، وتبديد المخاوف التركية. وكان سفيرا فنلندا والسويد لدى «الناتو»، كلاوس كورهونين، وأكسيل ويرنهوف، سلما، 18 مايو الجارى، إلى الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبيرج، طلبات انضمام بلديهما إلى الحلف، إلا أن الرئيس التركى قال إن أنقرة لن تدعم قبول السويد وفنلندا في «الناتو»، حتى تحددا موقفيهما تجاه المنظمات الإرهابية، ولا سيما حزب العمال الكردستانى، الذي تعتبره تركيا تنظيما إرهابيا، في حين أعرب أمين عام الناتو عن ثقته في التفاهم مع تركيا حول عضوية فنلندا والسويد للحلف.
وميدانيا، كثف الجيش الروسى تدمير مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتصعيد الضغط على قوات كييف في دونباس بهدف تحرير المنطقة كاملة، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودع ذخيرة أوكرانى في دونباس، كان يضم مدافع هاوتزر الأمريكية. وصعّدت القوات الروسية هجومها على آخر جيوب المقاومة في محيط لوجانسك في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، وتركّز موسكو على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقى الأوكرانى
وتسعى القوات الروسية لتطويق 3 مناطق في الإقليم الذي يشهد تقدما روسيا واسعا، وفق ما أعلنت الاستخبارات البريطانية، وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا كثفت عملياتها في دونباس للسيطرة على سفير ودونيتسك وليشانسك وروبايزن، بينما نقلت وسائل إعلام روسية أمس، عن وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو أنه تخفيف متعمد لحدة الهجوم الروسى في أوكرانيا للسماح بإجلاء المدنيين، وأفادت وسائل إعلام بأن القوات الروسية وقوات جمهورية دونيتسك الشعبية فرضت سيطرتها الكاملة على مدينة سفيتلودارسك.
وقال حاكم لوجانسك إن «كل القوات الروسية تحتشد في منطقتى لوجانسك ودونيتسك»، مضيفا أن الأمر نفسه ينطبق على الأسلحة مع «تركيز كل شىء هنا»، لا سيما صواريخ «إس- 300» المضادة للطائرات و«إس- 400» المضادة للصواريخ، وشنت القوات الروسية هجمات متواصلة على مدينة «ليسيتشانسك» في إقليم دونباس، بينما تجرى معارك ضارية على الأرض في محاولة للسيطرة على الطريق الوحيد الذي يربط أوكرانيا بشرقها المحاصر وتعزيز نفوذها على البحر الأسود.
وحذّر الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى من أنّ الوضع «صعب للغاية» في دونباس، حيث أعادت موسكو تجميع قواتها في هذه المنطقة بعد أن فشلت في الاستيلاء على كييف، واتّهم زيلينسكى القوات الروسية بأنّها «تسعى للقضاء على كلّ ما هو حى» في المنطقة، مؤكّداً أنّ «ما من أحد دمّر دونباس مثلما تفعل القوات الروسية الآن»، وعبر الرئيس الأوكرانى عن استعداد كييف لتبادل الأسرى مع روسيا «ولو غدا»، ودعا حلفاء بلاده إلى الضغط على موسكو.
وفى الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، إن روسيا «لا ترقص على أنغام الآخرين»، مؤكدا أهمية تحقيق روسيا الاستقلال التام في تطوير الصناعات الحيوية، وأضاف: «فى الوقت الراهن نحن لا نخلق فقط نوعا من عملية إحلال الواردات، وإنما يتعين علينا أن نتوقف، بأى شكل من الأشكال، عن الاعتماد على توريد أي شىء من الغرب لضمان تطوير الصناعات الحيوية للأمن والاقتصاد، وكذلك في المجالات الاجتماعية لوطننا الأم».