«الناتو»: سنرسم خارطة طريق للسنوات العشر المقبلة.. وتركيا: عضوية السويد وفنلندا بالحلف مرهونة بمراعاة لمخاوفنا أعلنت القوات الموالية لروسيا التى تقاتل فى شرق أوكرانيا، اليوم، سيطرتها على ثلث مدينة سيفيرودونيتسك الأوكرانية، فيما غادرت أول سفينة من ميناء ماريوبول محملة بشحنة من المعادن. جاء ذلك فيما قال حلف شمال الأطلسى «الناتو» إنه سيرسم خارطة طريق الحلف للسنوات العشر المقبلة، بينما أفادت تركيا بأن عضوية السويد وفنلندا بالحلف مرهونة بمراعاة البلدين مخاوفها. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن الزعيم الانفصالى ليونيد باسيشنيك بمنطقة لوجانسك، أن القوات الروسية سيطرت على نحو ثلث مدينة سيفيرودونيتسك الأوكرانية، لكن هجومها يستغرق وقتا أطول مما كانت تأمل. وأدى القصف الروسى إلى تحويل جزء كبير من سيفيرودونيتسك إلى أطلال ودخلت القوات الروسية الأطراف الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية للمدينة، لكن الدفاعات الأوكرانية أبطأت الحملة الروسية الأوسع فى منطقة دونباس. وقال باسيشنيك: «يمكننا القول إن ثلث سيفيرودونيتسك تحت سيطرتنا بالفعل، والقتال مستعر فى المدينة، لكن القوات الروسية لا تتقدم بالسرعة التى ربما كانت تأملها». وذكرت «تاس» أن تقدم القوات الروسية كان صعبا بسبب وجود العديد من مصانع الكيماويات الكبيرة فى منطقة سيفيرودونيتسك. يذكر أن موسكو اعترفت باستقلال لوجانسك مع بدء الغزو الروسى لأوكرانيا فى 24 فبراير الماضى، على الرغم من أن كييف وحلفاءها الغربيين يعتبرونها جزءا من أوكرانيا. وتسعى روسيا للاستيلاء بالكامل على منطقة دونباس، التى تتكون من منطقتى لوجانسك ودونيتسك. من جهتها، قالت المخابرات العسكرية البريطانية، إن روسيا تتقدم ببطء فى منطقة لوجانسك بشرق أوكرانيا، مضيفة أن حشد قواتها فى منطقة صغيرة يثير مخاطر بالنسبة للآخرين فى أماكن أخرى. وأضافت الوزارة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «التقدم كان بطيئا، لكن المكاسب ما زالت معلقة. من المحتمل أن تظل الطرق فى الجيب تحت السيطرة الأوكرانية». إلى ذلك، قال المكتب الصحفى للمنطقة العسكرية الجنوبية الروسية فى بيان، إن سفينة من نوع «سلافوتيتش» غادرت ميناء مدينة ماريوبول الأوكرانية، ومعها شحنة من المعادن، لتصبح الأولى التى تغادر المدينة الساحلية الجنوبية بعد سيطرة القوات الروسية. وأوضح البيان أن السفينة المحملة بالمعادن «خرجت من ميناء ماريوبول برفقة مدفعية أسطول البحر الأسود وزوارق دورية لمكافحة التخريب، إذ ستسلم السفينة حمولتها إلى مدينة روستوف أون دون». من جهته، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى كلمة عبر الفيديو إن الجيش الروسى وصل إلى «أقصى قوة قتالية» فى منطقة دونباس بشرق أوكرانيا. وأضاف أن الجيش الروسى يحاول جمع قوات ساحقة لممارسة المزيد من الضغوط على القوات الأوكرانية، مشيرا إلى مدن سيفييرودونيتسك وليسيشانسك وباخموت وأفديفكا وكوراخوف وسلوفيانسك تعد أهدافا رئيسية للجيش الروسى فى المنطقة. وأعلنت أوكرانيا، أنها صدرت أكثر من 46.9 مليون طن من الحبوب والمحاصيل البقولية منذ بداية العام التسويقى 2021 /2022 وحتى أمس، بما فى ذلك 1.06 مليون طن خلال شهر مايو فقط وذلك رغم العلية العسكرية الروسية. بدوره، أعلن وزير الخارجية التركى مولود تشاوش أوغلو، أن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف سيتوجه إلى تركيا فى 8 يونيو لمناقشة إنشاء «ممرات آمنة» لتصدير الحبوب الأوكرانية. وقال الوزير التركى إن «لافروف سيأتى إلى تركيا فى 8 يونيو مع وفد عسكرى لمناقشة جملة أمور من بينها إنشاء ممرات آمنة لتصدير الحبوب. إنها المسألة الأهم». وأشار تشاوش أوغلو إلى أنه يعتزم «إنشاء مركز مراقبة للممرات فى إسطنبول». فيما اتهمت روسيا، أوكرانيا بالتهرب من مطالب ممثلى الدول والشركات الأجنبية لضمان خروج آمن لنحو 70 سفينة أجنبية من 16 دولة مازالت محتجزة فى موانئ أوكرانية. وقال ميخائيل ميزينتسيف، رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطنى فى روسيا إن القوات الروسية هيأت الظروف اللازمة لتشغيل ممرين بحريين إنسانيين آمنين لحركة السفن فى البحر الأسود وبحر آزوف، وفقا لموقع «روسيا اليوم» الإخبارى. إلى ذلك، أعلن أمين عام حلف الشمال الأطلسى (الناتو)، ينس ستولتنبرج، أمس، أن الحلف «سيرسم خارطة طريقه للعقد المقبل» فى قمته المقررة عقدها الشهر المقبل فى العاصمة الإسبانية. وقال ستولتنبرج، خلال حفل فى إسبانيا بمناسبة الذكرى السنوية ال40 لانضمام البلاد إلى الناتو: سنعيد ضبط ردعنا ودفاعنا من أجل عالم أكثر خطورة. وأشار إلى قمة الناتو التى انعقدت عام 1997 فى مدريد والتى قال إنه انطلق فيها محادثات حول عضوية المجر وبولندا وتشيكيا للحلف. وبحسب أمين عام الحلف: «كانت تلك القمة إيذانا بعصر جديد من الأمل والطموح، حيث ساعدت سياسة الباب المفتوح لحلف الناتو وتوسع الاتحاد الأوروبى على نشر الحرية والديمقراطية والازدهار فى جميع أنحاء أوروبا. وأضاف أن اجتماع الشهر المقبل فى مدريد سيكون «قمة تاريخية أخرى». من جهته، أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن موافقة بلاده على انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو مرهونة بمدى مراعاة هذين البلدين للمخاوف الأمنية لتركيا. وقال أردوغان، فى مقال بجلة «إيكونوميست» البريطانية: «موقف السويد وفنلندا فيما يتعلق بمراعاة المخاوف والحساسيات الأمنية للدول التى تريدان التحالف معها، سيحدد مدى رغبة تركيا فى رؤية هاتين الدولتين كحليفتين».