بكائيات «الإيكونوميست» على «الاختيار»

تسعى مجلة الإيكونوميست البريطانية إلى تقديم نفسها بوصفها مطبوعة يمكنك أن تقرأ من خلالها العالم، وبالأحرى تركز على تقديم ما لديها من معلومات مدعومة بأرقام، في محاولة لصبغ صفحاتها بوجبة اقتصادية تفيد الجمهور المتلقي سواء عبر مطبوعتها الأسبوعية أو موقعها الإلكتروني.
«الإيكونوميست» لم تترك فرصة الاشتباك مع مسلسل الاختيار، وكانت آخر محاولاتها العرجاء تدور حول الجزء الثالث الذي عُرض في شهر رمضان.
ما يمكن ملاحظته من السطور الأولى لهذا التقرير هو اتكاء المجلة البريطانية على أحرف مجهولة المصدر لم يفصح عن كاتبها، ودون أرقام طالما تتغنى بها المجلة الرصينة حول المسلسل ومشاهداته.
أبسط تحليل مضمون لثنايا سطور التقرير ستجده متأثرا بالبرومو المعروض من أجل الترويج للمسلسل، ويسئل في ذلك الكاتب إن كان تابع الحلقات بأكملها أم لا؟.
فقط لجأت المجلة إلى تدبيج تقريرها بأرقام اقتصادية تطال العالم، ومن بينها مصر التي ركزت عليها في ظل تحديات راهنة تتقاسمها الدول من جائحة إلى حرب، وما بينهما يحتاج إلى تكاتف وحلول ناجعة تحمي جميع سكان الكرة الأرضية.
كنت أتمنى من رئيسة تحرير «الإيكونوميست»، زاني مينتون بيدوس، ألا تمرر سطور البكائيات الخاصة بكاتبها عن مسلسل «الاختيار 3» دون تدقيق وتفنيد المغالطات التي ساقها المجهول في ختام سطوره بادعاءات حول عزوف عن المشاهدة أو اتجاه القلة لمشاهدة حلقتين أو أكثر، دون ذكر أي تفاصيل حول تلك الإحصائيات العمياء ومصدرها.
أبسط طريق لشرح أرقام المشاهدات يمكن الوصول إليه عبر منصة watch it من خلال حسابها على موقع «يوتيوب»، ويمكن لكاتب «الإيكونوميست» المستأسد بالمهنية والدقة أن يقيس بعدالة وإنصاف وتحري ما يمكن رصده من 95 فيديو أتاحتها الشركة.
مجموع المقاطع المتاحة من مسلسل «الاختيار 3» الذي يرصد فترة هامة من تاريخ مصر بلغ عدد مشاهداتها أكثر من 18 مليون مشاهدة والعدد مرشح للزيادة وقت كتابة وقراءة تلك السطور.
باعتقادي أن مثل هذه النتائج التي لا تشمل المسلسل بأكمله لها دلالات هامة كان من الممكن الاعتماد عليها في المجلة الرصينة المغرمة بالأرقام، لكن يبدو أن كاتب السطور المجهل تغافل عنها، ولم يدرك الأدوات التي تمكنه من الوصول إليها في عصر رقمي بسهولة وهو جالس في مكتبه دون كلل أو ملل.. فما بالك إذا أدرك مجموع مشاهدات المسلسل إذا تم الإعلان عنها؟.