قال الدكتور مسعد سليمان أستاذ جراحه الأوعية الدموية ورئيس وحدة جراحة الأوعية الدموية وجراحه القلب والصدر السابق بجامعه المنصورة، إن علاج النزيف الناتج عن التدخلات الجراحية أو إصابات الحوادث أو نتيجة أمراض السيولة الوراثية أو المكتسبة، تتم من خلال ثلاثة محاور: الأول أثناء التدخلات الجراحية وتكون السيطرة على النزيف عن طريق آلات مخصصه لذلك، بحيث تمنع تدفق الدم لحين إصلاح الشرايين، ولكن يبقى موضع الإصلاح معرضًا لاستمرار النزيف بعد فصل آلات التحكم في سريان الدم، ويُمكن تعزيز عملية وقف النزيف باستخدام محفزات التجلط وهي مواد عندما تتعرض للدم تقوم بتنشيط العوامل اللازمة لحدوث التجلط، عن طريق الاسراع من تجمع الصفائح الدموية وعوامل التجلط المتتابعة، والتي تؤدي في النهاية إلى توقف النزيف، وفي معظم الحالات تضاف هذه المواد على مواضع إصلاح الشرايين للإسراع في السيطرة على النزيف وتقليل وقت الجراحة وكميه الدم المفقود. ثانيًا: النزيف الناتج عن الاصابات نتيجة الحوادث، وهو من العوامل المؤثرة بشكل مباشر على ارتفاع نسب الوفيات سواء كان نزيف داخلي أو خارجي، ويمكن الجزم بأن سرعة توقيف النزيف تحدد نسبة النجاة من معظم الإصابات، فإذا كان خارجياً من الاطراف أو العنق فيمكن ابطاء النزيف بالضغط المباشر على موضع النزيف لحين نقل المريض إلى أقرب مستشفى، ولكن يتجلى دور المواد المحفزة للتجلط في هذه الأثناء حيث يمكن استخدامها مباشرة على موضع النزيف لمدة خمسة دقائق، مما يؤدي إلى توقف النزيف وتقليل فاقد الدم. وأضاف أستاذ الأوعية الدموية، أن مزايا هذه المادة تتلخص في أنها مستخلص طبيعي من مادة «السليلوز» تمت معالجتها بحيث عند ملامستها للدم تتحول إلى ماده جيلاتينية تقوم بإيقاف خلال 6-12 ثانية، وذلك قبل تجلط الدم، كما أنها تتفاعل بشكل مباشر مع مكونات الدم لتقوم بتحفيز عوامل التجلط وتجمع الصفائح الدموية خلال 2-5 دقائق، ويكتمل التجلط ومما يؤدي إلى توقف النزيف، وهذه المادة تسمى «بلود ستوب» وتتميز عن مثيلاتها في سرعة الأداء وعدم التأثير على التئام الجروح وعدم إحداث التهاب مناعي أو ميكروبي، وقدرتها على إحداث الأثر في كل أنواع النزيف سواء كان من الشرايين أو الأوردة بكل احجامها. ثالثاً: النزيف الناتج عن أمراض زيادة سيولة الدم مثل الهيموفيليا وسرطان الدم وكذلك المرضى الذين يتناولون عقاقير سيولة مثل الأسبرين أو مضادات التجلط، حيث أثبتت الدراسات أن مادة «البلود ستوب» يمكنها وقف النزيف في مثل هذه الحالات دون الحاجة إلى توقيف مادة السيولة في مرضى بعينهم مثل مرضى دعامات القلب وقصور الدورة الدموية الطرفية والجلطات المتكررة بالأوردة الطرفية، أو الشريان الرئوي حيث يمكن استمرار علاج السيولة، وإذا تصادف حدوث نزيف تستطيع تلك المادة توقيفه دون اللجوء إلى توقيف مادة السيولة.
