غرامات وتحذيرات بالسجن.. مخاوف من نظام تتبع لإصابات فيروس كورونا في الصين

اعتبر مواطنيين صينيين أن الكود الصحي الجديد لاحتواء كورونا، عبر تتبع خوارزميات تحركات مرا مقيدا لحياتهم اليومية، خاصة في ظل بعض القيود المفروضة في بعض المدن لمواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».
وذكرت صحيفة «سوث تشاينا مورنينج بوست» الصينية، أنه بعد دخول تدابير الصحة الجديدة للعمل، أصبح المواطنين في حالة ارتباك ويأس، بسبب تأثير هذا القانون على حياتهم وتشير الصحيفة إلى أن الكود الصحي يمنع الكثير من المواطنين من الدخول أي حدائق أو أماكن عامة، أو حتى التنزه في الشارع، لمجرد الاشتباه أن مكانهم تقاطع صدفة بشخص مشتبه إصابته بكورونا.
وترصد الصحيفة أحد الحالات، وهو ويليام وي، المقيم في بكين، والذي حاول الذهاب إلى حديقة أولمبيك جرين، لكن لم يتمكن من دخول الحديقة، فبعد أن قام بمسح رمز الاستجابة السريعة الخاصة بالصحة عند مدخل الحديقة، ظهرت نافذة منبثقة على هاتفه تفيد بأنه ربما قد عبر مسارات مع شخص معرض لخطر الإصابة بالفيروس، أو أنه ربما سافر عبر منطقة خطرة، وتلقى ويليام وي رسالة شبه تحذيرة جاء فيها إذا تفشى انتشار المرض بسببك، فقد تكون مسؤولا قانونيا.
وتفرض السلطات على المواطنين في البلاد بشكل إجباري، التسجيل على تطبيق صحي، يرصد أماكن السفر والأماكن التي يرتادها، وتقاطعها مع أشخاص أخرى عبر نظام من الخوارزميات.
وتشير الصحيفة إلى أن المواطنين الذين يعانون بكورونا في البلاد عليهم قيود على تحركاتهم، لكن الوضع يصبح أسوأ لأي شخص يشتبه بإصابته بفيروس كورونا، حيث سيرى نافذة منبثقة على تطبيق فحص كورونا على هاتفه، تمنع من دخول أي مكان أو الخروج من المدينة، وأوضحت أن مجرد شراء أدوية مثل مسكنات الألم أو أدوية الحمى، يمكن أن يفسرها التطبيق على أنها إصابة مخفية بكورونا، ويفرض قيود بعدها على المواطنين.
ورصد كاتب التقرير في الصحيفة، أنه نفسه عانى من التضييقات لمجرد وجوده في مدينة فرضت إغلاقا مفاجئا بسبب كورونا، مشيرًا إلى أنه بعد وقت قصير من وصوله لمدينة شنتشن لزيارة صديق، تم إعلان المنطقة «منطقة محفوفة بالمخاطر، يتابع الكاتب،»وجدت نفسي ضيفًا لا يحظى بالقبول في المدينة، فلم أتمكن من الذهاب إلى أي مكان أو شراء أي شيء، حتى شراء القهوة كان ممنوعا، في حين رفضت سيارات الأجرى اقتيادي إلى مجمع سكني بعدما رأوا التحذير الظاهر بشأن تطبيقي.
وأكد أنه تلقى عشرات المكالمات الهاتفية من مكاتب الشرطة في جميع أنحاء الصين، بعضها من مدن لم يقم بزيارتها مطلقا، للتحقق من مكان وجوده.
وفي نوفمبر الماضي، أعطت ولاية ذاتية الحكم في شمال غرب الصين، أكثر من 180 ألف من المواطنين صفة الاشتباه بالإصابة بفيروس كورونا بشكل مفاجئ، الأمر الذي أدى إلى ارتباك كبير، وموجات من الشكاوي، حول الإزعاج الذي يعيشه المواطنين، لكن بعد فترة وجيزة اضطرت الحكومة لاسقاط صفة الخطورة عن ثلثي هذا العدد.
وتحذر السلطات المواطنين بالغرامة والسجن في حالة محاولة التهرب من النظام الرقابي المعمول به لمواجهة كورونا أو تغيير هاتفهم، وتتفاقم العقوبة في حالة اتهام الشخص بأنه المسؤول عن انتشار المرض.
من جانبها قالت السلطات البلدية في مدينة شنغهاي الصينية، الثلاثاء، إنه تم تمديد الإغلاق المفروض بسبب كوفيد-19 على 26 مليونًا من سكان المدينة إلى أجل غير مسمى.
وقبل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، سيتعين على المسؤولين انتظار نتائج اختبارات فيروس كورونا الجماعية التي أجريت الاثنين، وفحص المصابين ونقلهم إلى منشآت الحجر الصحي.
وسجلت لجنة الصحة في بكين أكثر من 16 ألف إصابة جديدة، الثلاثاء، وهو أعلى رقم في موجة فيروس كورونا الحالية في الصين، والأسوأ منذ عامين.
ولم تظهر أعراض على أكثر من 15 ألفاً من الحالات المسجلة، وفي شنغهاي وحدها، تم تسجيل 268 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19 وأكثر من 13 ألف إصابة بدون أعراض بعد اختبارات جماعية في الأيام القليلة الماضية.