«نرى بإيدينا».. مكفوفون يصنعون فوانيس رمضان

أعين مُغمضة فى أغلب الأوقات، أيادٍ تتحسس طريقها، لكنها تمسك بعيدان الخيزران «البامبو» بحرفية تامة، آذانٌ تستمع لأدق الأصوات فتعرف هل سيقان «البامبو» جافة تحتاج إلى أن تُبل بالمياه حتى لا تنكسر فى أيديهم.
بعد يوم أو اثنين تصنع لنا هذه الأيادى فانوس رمضان مصنوعًا بإتقان من البامبو، لكنك إن نظرت مليًّا فى صانعيه تجدهم مجموعة من مكفوفى البصر، تجمعوا فى مكانٍ واحد يحمل اسم جمعية «دنيتنا» للمكفوفين بالإسكندرية.
«الفكرة جاتلنا من سنتين، قلنا ليه مانجربش نعمل فوانيس من البامبو» قالتها عبير إحدى الفتيات الكفيفات فى جمعية «دنيتنا». عبير فقدت بصرها فى حادث وهى فى العشرينيات من عمرها، كان لفقد البصر أثر كبير عليها وغيَّر حياتها بشكل كلى، أصبحت عصبية كما جعلها تميل إلى العزلة والانطوائية، تعرفت على الجمعية من إحدى صديقاتها، أخذت بعض الوقت حتى تعتاد على المكان، ولكنها شعرت بالألفة والحُب لوجود من يشبهها ويتقبله كما هى. تقدم الجمعية أنشطة متعددة للمكفوفين أبرزها الصناعات اليدوية، كالبامبو والمكرمية وصناعة الكليم، وأيضًا لديها معمل خاص بالحاسب الآلى و«كورال» للمواهب الغنائية والعزف، تحرص «دنيتنا» على دمج المكفوفين والمكفوفات فى المجتمع ومساعدتهم على أن يكون لهم دخل خاص بهم. «هم بيشوفوا بإيديهم» قالتها حنان حشيش، مؤسسة الجمعية. بدأت حنان عملها التطوعى مع المكفوفين منذ أكثر من 15 عامًا، وجدت لديهم الهدوء والسكينة التى تحتاجها، وأيضًا القدرة والمهارة العالية فى الأمر الذى يحبونه، «بدأنا شغل الفوانيس من سنتين ولقينا إقبال كتير من الناس عليها». تحاول «حشيش» أن تقدم المساعدة للمكفوفين والمكفوفات لمحاولة استغلال أوقات فراغهم وتحقيق ذواتهم.
يتم التسويق لمنتجات الجمعية، وخاصة الفوانيس، عن طريق صفحة فيسبوك الخاصة بها، أو من خلال المعارض التى تنظم لهم، «عملنا الموسم ده حوالى 400 فانوس وكلهم تم بيعهم وبنحلم إننا نتوسع أكتر ويكون لنا مكان أكبر ومعروف للناس» قالتها حنان، مؤسسة الجمعية، منذ عام 2017.