جمعية بالإسكندرية تؤسس مشاريع خاصة للمكفوفين: "عايزينهم يحسوا بكيانهم"

يجلسن بشكل دائري بجوار بعضهن البعض ويمسكن بعض الخيوط، قرابة 16 فتاة حولهن 4 آخريات جميعهن ممن كف الله بصرهم، لا يستطعن رؤية ما تشكله أيديهن، لكنهن اعتدن تحريك أناملهن على خيوط البامبو الغليظة ينقلنها إلى إناء ممتلئ نصفه من الماء حتى تلين تلك الخيوط وتسهل تشكيلها.
فتيات جمعية دنينتا للمكفوفين بالإسكندرية، استطعن صناعة أطباق ومنتجات مميزة باستخدام خيوط البابمبو والمكرمية، وذلك بعد تعليم الإدارة لهن الحرف الصغيرة والأشغال اليدوية حتى يتثنى لهن كسب الرزق بعد شراء الإدارة منهن منتجاتهن وعرضها للبيع عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
"المكفوفين عندهم إرادة لإثبات ذاتهم لكنهم كانوا محتاجين حد يحس بيهم ويقف جنبهم ويشجعهم ويقول لهم أنتم تقدروا" هكذا قالت حنان حشيش، 52 عاما، رئيس مجلس إدارة جمعية دنيتنا للمكفوفين، والتي قررت إقامة مشروع ربحي لفتيات الجمعية حتى يستطعن إفادة أنفسهن والمجتمع أيضا.
وأضافت حشيش ل"الوطن"، أنه جرى تأسيس ورش عمل لتعليم الفتيات الأشغال اليدوية والحرف، فتم تعليمهن التصنيع بخامات البامبو والمكرمية إلى جانب تعليم صناعة السجاد والكليم: "في البداية تعاقدنا مع مدرب لتعليمهن وبمجرد تعود أيديهن على العمل استطعن الصنع وحدهن بمفردهن، بل وأصبح هناك 4 منهن مدربات لغيرهن من الفتيات البالغ عددهم جميعا 20 فتاة".
وأكدت على قدرتهن على عمل الحرف بشكل رائع لكن بطريقتهن الخاصة، موضحة أن دور الجمعية يتمثل في توفير وسيلة مواصلات لهن تنقلهن من البيت للمقر ذهابا وعودة.
وذكرت أن هناك طريقتين لحسابهن عن عملهن: "الأولى نسبة من البيع ودي بتكون في مرحلة التعلم"، والثانية تشتري الجمعية المنتجات منهن وتسوقها لصالح الجمعية وذلك في مرحلة الاعتماد على أنفسهن بشكل تام والعمل من منازلهن، فيما يجرى دفع 50 جنيها للمدربة في الحصة الواحدة".
وأشارت إلى أن الهدف الرئيسي هو توفير مشروع شخصي لكل فتاة منهن، حيث إنه لا يتثنى للجميع العمل وفقا لقانون ال5% ذوي احتياجات، بالإضافة إلى اقتصار عمل ال5% على حضور وانصراف فقط دون عمل فعلي، إلا أن ذلك المشروع قادر على إشعارهن بكيانهن ودورهن الهام وسط المجتمع، لافتة إلى أن الجمعية تخدم جميع فئات كف البصر من شباب وفتيات وبمختلف الأعمار، بالإضافة إلى مركز التدخل المبكر للأطفال متعددي الإعاقة والذي يقدم لهن تنمية مهارات وتعديل السلوك والتخاطب.