مهرى خليل.. أعمال تترجم الهوية المصرية

تعتبر التراث المصرى ركيزة ومرجعية أساسية لاستلهام أعمالها الفنية، غير أن قضايا المجتمع ماثلة أمامها، لذا تحظى أعمال الفنانة التشكيلية، مهرى خليل، بالتقدير رغم مسيرتها الشابة.
وترى «مهرى» أن المرأة ماثلة فى الأعمال الفنية، سواء كمنفذة للعمل الفنى أو مصدر إلهام له، غير أن منجزها الفنى يرتكز على دمج موتيفات التراث المصرى بالقضايا الاجتماعية المعاصرة؛ إذ تطالعنا أعمالها على عوالم المرأة المصرية فى مختلف البيئات والخلفيات الثقافية التى نشأت بها، أو قدمت منها، كما تعكس قضاياها تعايشها مع واقعها فى هذه البيئات المتنوعة؛ إذ تتضمن أعمال «مهرى» ملامح وجوه نساء الصعيد، أو الزى التراثى والحلى الذى يميز نساء الساحل؛ لذا يعكس منجزها الفنى شغفًا متواصلًا بالموروث الثقافى والشعبى والبيئى لمصر، وتبدو بعض لوحاتها بمثابة بوصلة لحفظ الموروثات الشعبية للمرأة المصرية المتراكمة فى ذاكرتنا الجمعية على مختلف الطبقات والبيئات من ناحية ومرآة تعكس قضاياها ومشاعرها من ناحية أخرى.
وتقول: «قبل إنجاز كل عمل، أتساءل مرارًا: ما معنى أن أكون مصرية الهوية؟؛ لذا أجد فى التراث والتاريخ أساسًا أبنى عليه أعمالى، لكننى أطوره ليكون ملائمًا لقضايا المجتمع المعاصر».
ترى «مهرى» أن الفن له تأثير بالغ على النهوض بالمجتمعات عبر توظيفه لخدمة قضايا المجتمع، التى تتضمن فى داخلها قضايا المرأة؛ مؤكدة أن إعطاء الفن مساحة حرة فى التعبير عن رؤى المرأة من شأنه أن يدفع بقضاياها إلى الاهتمام بها.
وحول وجود المرأة على الساحة التشكيلية، وهل تعكس نسب تواجدها عربيًا أو عالميًا تمثيلًا عادلًا لفنون النساء، اعتبرت «مهرى» أن وضع المرأة فى المشهد التشكيلى آخذ فى التطور شيئًا فشيئًا، لافتة إلى أن الآونة الأخيرة شهدت اهتمام بعض القاعات بدعم تواجد المرأة بنسبة نصفية مع الرجال فى كل معارضها، مستشهدة بقاعة «سلطان القاسمى» ومؤسسة «برجيل للفنون»؛ وهما مؤسستان تتمسكان بأن تكون فرصة عرض الأعمال الفنية مناصفة بنسبة 50% لكلا الجنسين.
وبدأت «مهرى» مسيرتها الفنية فى سن الطفولة، فمنذ كان عمرها ثلاث سنوات، ترددت على مرسم فنانة مكسيكية مقيمة فى مصر، واستمرت فى ذلك نحو 15 عامًا، بالتزامن مع مشاركتها فى عدد من المعارض الجماعية، قبل أن تنخرط فى دراسة الفنون أكاديميًا وتكلل مسيرتها الفنية بالحصول على ماجستير فى إدارة الفنون من معهد شيكاغو للفنون The School of the Art Institute of Chicago بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2012، كما تسعى فى الوقت الراهن لنَيْل درجة الدكتوراه من أكاديمية فيينا للفنون فى النمسا.
واعتبارًا من العام الماضى، انضمت «مهرى» إلى فريق «جامعة نيويورك» بالعاصمة الإماراتية أبوظبى، بهدف حماية أرشيف فنانين مصريين.