دموع وأفراح وزغاريد فى استقبال الطلاب العائدين من أوكرانيا

عاد الطلاب المصريون الذين عبروا الحدود الأوكرانية إلى الدول الأوروبية المجاروة، إلى القاهرة، أمس الأول، بعد مرورهم برومانيا، واستقبلتهم أسرهم ب«دموع الفرح والزغاريد والأحضان»، معبّرين عن سعادتهم بعودة أبنائهم سالمين إلى أرض الوطن، حيث أعلنت شركة «إيركايرو» التابعة لوزارة الطيران المدنى، قيام رحلة لطائرة من طراز إيرباص A320 وعلى متنها 175 طالبًا و6 من فريق الهلال الأحمر والحجر الصحى متجهة إلى مطار القاهرة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتم إنهاء إجراءات تشغيل الرحلة، بالتنسيق مع وزارتى (الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج).
«المصرى اليوم» رصدت عودة الطلاب وردود أفعال ذويهم، حيث قدّم مصطفى إسماعيل، أحد الطلاب العائدين، الشكر لجميع المسؤولين المصريين، مؤكدًا أن السلطات المصرية كانت تتابعهم لحظة بلحظة حتى تمكنوا من العودة إلى أرض الوطن، وأضاف الطالب أحمد العربى، أنه توجّه إلى الحدود الأوكرانية الرومانية، فى رحلة استغرقت نحو 4 ساعات، ومن هناك عاد إلى مصر، منوهًا بأنه فور وصوله وزملائه إلى رومانيا ومن ثم إلى السفارة المصرية، تم توفير أماكن ومجموعة من البطاطين وإمدادهم بالطعام والشراب ثم نقلهم إلى الوطن.
وأشار «العربى» إلى أن المدينة التى كان يقطن بها فى أوكرانيا، تقع بالمنطقة الغربية، ولم تشهد أى أعمال قصف، وكان الوضع بها مستقرًا نوعًا ما، لذا كان تحركه للحدود الأوكرانية الرومانية يسيرًا.
وأشاد أهالى العائدين بالجهود التى تبذلها الدولة للحفاظ على أبنائها فى كل مكان حول العالم، وقال محمد صلاح، والد أحد العائدين، إن ابنه يدرس فى إحدى كليات الطب بشرق أوكرانيا فى منطقة شهدت أعمال قتالية عنيفة، موجهًا الشكر للسلطات المصرية على سرعة التحرك ونقله مع زملائه من أوكرانيا.
وأضاف أحمد السيد: «ابنتى تدرس فى السنة الأخيرة بكلية طب الأسنان، ورغم أنه يبقى أمامها شهران فقط للحصول على شهادتها؛ إلا أنها اضطرت للعودة إلى مصر مع نشوب الحرب»، مناشدًا الحكومة سرعة التدخل للحفاظ على مستقبل أبنائهم.
وتابع محمد إبراهيم: «ابنى الذى يدرس فى السنة الثانية من كلية طب الأسنان لم يتوقع أن تطول الحرب المدينة التى كان متواجدًا بها، بسبب بعدها عن مناطق النزاع الأوكرانية الروسية، وفور وقوع الحرب سارع هو وزملاؤه ولجأوا إلى السفارة المصرية، واستقلوا أوتوبيسات لساعات طويلة بسبب قطع الطرق حتى تمكنوا من الوصول إلى منطقة حدودية ثم ركبوا إحدى السفن التى قامت بتوصيلهم للعاصمة الرومانية وكان فى استقبالهم أعضاء السفارة المصرية».
وأشاد أحمد إبراهيم زهران، الطالب بالفرقة الرابعة بطب الأسنان فى أوكرانيا، وابن قرية «العجوزين» بمركز دسوق فى كفر الشيخ، باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأبناء مصر فى كل مكان، وحرصه على عودة الطلاب المصريين من أوكرانيا ومتابعة أحوالهم لحظة بلحظة.
وقال «زهران» ل«المصرى اليوم»: «جميع الطلاب شعروا بالخوف مع بدء الحرب بين الجانبين الروسى والأوكرانى، ومع الساعات الأولى للحرب قررت أنا وبعض زملائى فى مدينة دنيبرو عمل جروب على الواتس لدعوة الجميع إلى العودة لمصر حرصًا على حياتنا وكانت الاستجابة سريعة من وزارة الخارجية والسفارة المصرية».
وأشار «زهران» إلى أنه خلال ساعات قليلة، كان هناك أكثر من 150 طالبًا مستعدون للعودة إلى أرض الوطن، ومن خلال التواصل مع الجهات المعنية بالدولة التى مدت يد العون للجميع، ومن خلال الجالية المصرية والتى أثبتت بالتعاون مع الدولة أن المصريين يدًا واحدة فى وقت الشدائد، تم الاتفاق على الانتقال لأفضل حدود آمنة، فكان الاختيار حدود دولة رومانيا، وعبرنا إلى الحدود الرومانية على 3 دفعات، وبمجرد وصولنا وجدنا الخيام المتعددة والبطاطين والطعام، ثم تم التواصل مع السفير المصرى برومانيا، وقدّم لنا أفضل معاملة هو وجميع أعضاء السفارة».
وطالب إبراهيم زهران، شيخ معهد الفتيات بالعجوزين، بإلحاق هؤلاء الطلاب بالجامعات المصرية حرصًا على مستقبلهم، وتذليل جميع الصعوبات أمامهم، لأن أولياء الأمور فى حالة قلق شديد على مستقبل أولادهم.