روسيا تواصل الهجوم على أوكرانيا ومجلس الأمن يفشل فى إصدار قرار عن الحرب

واصلت القوات الروسية زحفها على الأراضى الأوكرانية، لليوم الثالث على التوالى، فى محاولة للسيطرة على العاصمة كييف وسط مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية، وفشل مجلس الأمن فى تبنى قرار عن الحرب.
ويستمر القتال فى الشوارع، التى دوت فيها أصوات الانفجارات وصافرات الإنذار، وسط تحذيرات للسكان بالبقاء فى المنازل أو الذهاب إلى الملاجئ.
وأعلن الجيش الأوكرانى أنه صد هجوماً على طريقٍ رئيسى غرب العاصمة كييف، كما أعلن إحباط محاولة روسية لإنزال قوات محمولة جوا للاستيلاء على مطار فى جنوب العاصمة، وأسقط طائرة كبيرة حاملة للجنود، لكن هذه المعلومات لم توثق من جهة محايدة بعد. وقالت السلطات فى كييف إن صاروخا روسيا أصاب برجا سكنيا، مؤكدة أن روسيا على عكس ما تعلن تستهدف البنية التحتية للمدينة والسكان الأبرياء.
كما تم تدمير وحدة دفاع جوى أوكرانية كانت فى طريقها إلى كييف، ومن المرجح تعرضها للقصف أثناء توجهها إلى كييف للمساعدة فى تعزيز الدفاعات الجوية للعاصمة.
فيما فشل مجلس الأمن، فى جلسته أمس، فى إصدار قرار يأسف للعمليات العسكرية، بسبب استخدام روسيا لحق الفيتو.
وعلقت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة على استخدام روسيا حق الفيتو قائلة إنه جاء من أجل إدامة الحرب غير المبررة ضد أوكرانيا. وقالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن على المجتمع الدولى محاسبة روسيا والتضامن مع أوكرانيا.
من جانبه أكد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى صمود قوات بلاده فى الصراع مع روسيا، مؤكدا فى تسجيل مصور، هو الثالث خلال ساعات، أن قواته تسيطر على العاصمة كييف ونقاط مهمة حولها. وتحاصر القوات الروسية كييف من الغرب منذ أمس الأول كما تقترب منها عبر عدة محاور، لكن تشير التقارير الأوكرانية لنجاح الجيش فى التصدى للزحف الروسى.
ونشر زيلينسكى، على تويتر مقطع فيديو، صورة بنفسه، وهو يسير فى شوارع كييف فى محاولة للرد على المكافحة التى تقول إنه دعا الجيش إلى الاستسلام للقوات الروسية. وقال: «هناك الكثير من المعلومات المزيفة على الإنترنت التى تدعى أنى أدعو جيشنا إلى إلقاء السلاح، وأن هناك عملية إخلاء»، مضيفا: «أنا هنا. لن نلقى أسلحتنا. سندافع عن دولتنا».
وتشير تقارير إلى أن إسقاط زيلينسكى يمثل هدفا رئيسيا للقوات الروسية التى تتقدم صوب العاصمة كييف.
فيما قالت السلطات الأوكرانية كييف إن القتال اندلع أمس فى شوارع العاصمة بعد ساعات من تحذير الرئيس الأوكرانى من أن القوات الروسية تستعد لاقتحام المدينة. وطلب من السكان البقاء فى منازلهم أو فى الملاجئ. ودوى إطلاق نار كثيف فى وسط كييف.
وقالت بريطانيا إن معظم القوات الروسية الآن على بعد 30 كيلومترا من وسط كييف.
وأوضح الجيش الأوكرانى أنه صد هجوما على أحد الطرق الرئيسية من الغرب. واندلعت معركة حول مطار فى الجنوب، حيث حاولت القوات الروسية المحمولة جوا القيام بعملية إنزال فى المطار، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها دخلت ميليتوبل بالقرب من القرم فى الجنوب الشرقى دون مقاومة.
وكان الرئيس الأوكرانى قد أكد، أمس، أن حلفاء بلاده تعهدوا بتقديم مساعدات عسكرية بعد أن انتقد، فى وقت سابق، تخليهم عنها فى صراعها مع روسيا.
وقالت وكالة «فرانس برس»، أمس، إنه تم اعتراض سفينة روسية فى قناة المانش تطبيقا للعقوبات الأوروبية.
ووفق الوكالة، اعترضت الجمارك الفرنسية سفينة تجارية تنقل مركبات إلى مدينة سانت بطرسبرج الروسية، ويعتقد أنها مرتبطة بشركة روسية مستهدفة بالعقوبات التى فرضها الاتحاد الأوروبى على موسكو.
وتعهدت فرنسا بإرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، ومن المتوقع أن تصل تلك المساعدات قريبا إلى أوكرانيا.
وكان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قد أعلن أن بلاده ستسرع من عملية نشر جنود فى رومانيا فى إطار حلف شمال الأطلسى، ردا على غزو الجيش الروسى لأوكرانيا.
كما أكد أنه من الضرورى ترك طريق الحوار مفتوحا مع روسيا من أجل وقف هجومها على أوكرانيا.