الحكومة تتابع مع «المركزي» توافر تمويل استيراد السلع

اجتمع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الخميس، وطارق عامر، محافظ البنك المركزى، وجمال نجم، نائب المحافظ، ورامى أبوالنجا، نائب المحافظ، لمتابعة الموقف فى ضوء المستجدات العالمية، وأحداث الأزمة الروسية- الأوكرانية، والاطمئنان على توافر التمويل اللازم لشراء السلع الاستراتيجية، خصوصًا المنتجات البترولية والسلع الغذائية، بما يسهم فى توافرها بالأسواق، وتخطى هذه الأزمة العالمية، وأشاد بالتنسيق الدائم والمستمر بين الحكومة والبنك، وهو ما أسهم فى تخطى أزمات وتحديات سابقة.
إلى ذلك، أكدت مصادر رسمية مطلعة أن الحرب الروسية الأوكرانية ستلقى بظلالها على الموازنة العامة للدولة فى مصر، ولاسيما أن روسيا تحتل المركز الأول على صعيد تصدير القمح إلى مصر، وتأتى أوكرانيا فى المركز الثانى، وستؤثر الحرب الدائرة على أسعار البترول، والمقدرة فى الموازنة الحالية بواقع 60 دولارًا للبرميل، وأيضا على إيرادات مصر السياحية من البلدين.
وتتحوط الحكومة، حسب المصادر، تجاه الآثار الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية، بتنويع مصادر استيراد القمح من أكثر من منشأ، منها كازاخستان والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فضلًا عن الاعتماد على الإنتاج المحلى مع قرب موسم الحصاد فى إبريل المقبل، فضلًا عن المخزون الاستراتيجى من القمح، ما يدعم تجاوز الأزمة مع بداية التوريد، وفقًا للمصادر.
ويبلغ دعم الخبز والتموين بالموازنة العامة للدولة للعام المالى الحالى 87 مليار جنيه- قبل أزمة روسيا وأوكرانيا- فيما تبلغ اعتمادات باب الدعم والمنح والمزايا الاجتماعية بالموازنة نحو 323 مليار جنيه، وسط توقعات بارتفاع دعم الخبز والتموين، مدفوعًا بارتفاع تكلفة استيراد القمح.
وحول ارتفاع السعر العالمى للبترول والغاز، أكدت المصادر أنه سيكون له تأثير سلبى على الموازنة العامة للدولة، إذا تجاوز سعر البرميل عالميًا 100 دولار، بينما مُقدَّر له فى الموازنة الحالية 60 دولارًا، مشيرة إلى التنسيق بين وزارتى المالية والبترول والهيئة العامة للبترول، لكنها لم تذكر إمكانية فتح اعتماد إضافى بالموازنة الحالية لتعويض الفارق فى السعر المُقدَّر بالموازنة.
وأشارت إلى ارتفاع معدلات التضخم عالميًا خلال الفترة الأخيرة بسبب تداعيات كورونا وغيرها، خصوصًا أن تكلفة الشحن تضاعفت، ومنتجات البترول وسلعًا كثيرة زاد سعرها، كما ارتفعت تكلفة التمويل عالميًا، كل هذه العوامل تأثرت بها دول العالم وتسببت فى رفع معدلات التضخم المحلية بكل دولة.
وتابعت المصادر: «التضخم موجود لأننا نستورد من الخارج وأحيانًا نلجأ إلى تمويل من الخارج، والأرقام الأخيرة فى التضخم توضح حجم الأثر الحالى، فضلًا عن التغيرات التى طرأت مؤخرًا بفعل الأزمة الروسية الأوكرانية، ولكننا حتى الآن قادرون على التعامل مع الأزمة وتحمل أقصى قدر من هذا التضخم عن المواطن».
واصلت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج التنسيق المستمر للوقوف على آخر مستجدات موقف الجالية المصرية بأوكرانيا لمتابعة تطورات الوضع.
وقالت السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إنه تم تشكيل غرفة عمليات مخصصة لمتابعة موقف الجالية المصرية بأوكرانيا فى ظل المستجدات والمتغيرات المتلاحقة.
وأضافت، فى بيان، أمس، أن غرفة العمليات فى تواصل مستمر مع رؤساء الجالية المصرية بأوكرانيا للوقوف معهم على آخر مستجدات وتطورات الموقف داخل المدن المتواجد فيها المصريون.
وأوضحت أن مركز وزارة الهجرة للحوار لشباب المصريين الدارسين بالخارج يتواصل مع الدارسين المصريين بأوكرانيا، والمتواجدين بعدة مدن مختلفة، للاطمئنان على أوضاعهم فى ضوء المتغيرات الطارئة على الوضع هناك، وكذا يتم التواصل مع الوزارات المعنية حول الحلول البديلة للطلاب بما يضمن الحفاظ على حياتهم أولًا وتوجيههم إلى البُعد عن المناطق الخطرة.
وأكدت الوزيرة أن تحرك وزارة الهجرة يأتى ضمن جهود الحكومة للحفاظ على مواطنيها بالخارج، وفى إطار التوجيهات بالتواصل المستمر مع الجالية المصرية فى أوكرانيا للتعرف على متطلباتهم فى هذه المرحلة الراهنة والعمل على تلبيتها بالتعاون والتنسيق مع جميع الجهات المعنية.
تواصل الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، مع السفير أيمن الجمال، سفير مصر فى أوكرانيا، للاطمئنان على أحوال الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات الأوكرانية. وأكد السفير المصرى تواصل السفارة المصرية مع الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات الأوكرانية عبر وسائل التواصل المختلفة، وأن أحوال كافة الطلاب المصريين وأوضاعهم مطمئنة ومستقرة.
وأوضح أن السفارة مستمرة فى تواصلها الدائم مع الطلاب، والجهات المعنية فى أوكرانيا، خلال الفترة القادمة، للاطمئنان على سلامة الطلاب المصريين.
وأكد وزير التعليم العالى والبحث العلمى أن الوزارة ستبقى على اتصال بالسفارة المصرية فى أوكرانيا، كما تستمر فى التنسيق مع كافة الأجهزة المعنية فى مصر، للاطمئنان على سلامة الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات الأوكرانية.