الموافقة على أول دواء بيولوجي لعلاج الأطفال من «الأكزيما التأتبية» والبالغين من «الجيوب الأنفية»

قامت هيئة الدواء المصرية، بمد ترخيص أول دواء بيولوجي مصرح باستخدامه في مصر لعلاج الأطفال من عمر 6 - 11 عامًا والذين يعانون من الأكزيما التأتبية، وأيضا كعلاج تكميلي لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن المصحوب بالزوائد الأنفية للبالغين الذين لا تستجيب حالتهم للأدوية المتوفرة، ويعد "دوبيكسنت" الدواء البيولوجي الوحيد المصرح باستخدامه في مصر لعلاج هذه الحالات.
وخلال مؤتمر صحفي عقد، اليوم الإثنين، للإعلان عن موافقة هيئة الدواء، بحضور كبار أساتذة طب الأطفال والأنف والأذن، قال الدكتور جمال سامي أستاذ طب الأطفال جامعة عين شمس، إن الأكزيما التأتبية هي التهاب مزمن يصيب الجلد، ويعد مرضًا خطيرًا يؤثر سلباً على جوانب الحياة المختلفة للأطفال وعائلتهم، كما أن العلاجات المتاحة حالياً لعلاج الأكزيما التأتبية عند الأطفال في مصر لا تتعدى العلاجات الموضعية وعلاجات مثبطة للمناعة، تاركة الحالات المستعصية تعاني من حكة شديدة وأعراض جلدية يمكن أن تغطي معظم الجسم، مما يسبب تشقق واحمرار أو سواد الجلد مع حدوث تقشر وترشح للجلد.
وتابع: قد تسبب الأكزيما التأتبية غير المسيطر عليها، تأثير نفسي واجتماعي سلبي، اضطرابات النوم، وأعراض القلق والاكتئاب ومشاعر العزلة عند الأطفال، مشيرا أن شخص من عشر أشخاص عالمياً يعاني من الأكزيما التأتبية، وتزيد النسبة في الطفولة المبكرة، ولذا صُرح باستخدام "دوبكسينت" في مصر للأطفال من سن 6 سنوات فأكثر الذين يعانون من الأكزيما التأتبية الحادة والذين لا يستجيبوا للعلاجات الموضعية أو لا ينصح بها لحالتهم، ويعد "دوبكسينت" الدواء البيولوجي الأول والوحيد المصرح به لهذه الفئة العمرية من الأطفال.
من جانبه قال الدكتور أحمد البليدي أستاذ طب الأطفال بكلية الطب جامعه القاهرة، إن الأكزيما التأتبية تُعد من الاضطرابات الالتهابية الأكثر شيوعًا، والتي تصيب نحو 20% من الأطفال في العالم وفقاً لأحدث الدراسات"، ومن المزعج أن الأكزيما مرض مزمن تستمر فيه معاناة الطفل لمدة طويلة ما لم يتم العلاج، وعادة ما تحدث تهيجات أثناء المرض مما يجعل حياة الطفل والاسرة بائسة، ولا يوجد العديد من الخيارات العلاجية للحالات الشديدة والتي لا تستجيب للعلاج النمطي، وهنا تبرز أهمية استخدام العلاج البيولوجي الجديد.
ويعد التهاب الجيوب الأنفية المزمن، المصحوب بالزوائد الأنفية، مرض مزمن يصيب مجرى الهواء العلوي، يسد الجيوب الأنفية والممرات الأنفية، ويؤدي هذا المرض إلى صعوبة في التنفس، واحتقان الأنف ونزول إفرازات، كما أنه يقلل أو يمنع حاسة الشم والتذوق ويصاحبه ألم وضغط في الوجه.
ويعاني الكثير من مرضي التهاب الجيوب الأنفية المزمن المصحوب بالزوائد الأنفية من النوع الثاني، من الالتهاب وبالرغم من توافر علاجات للتحكم في أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن المصاحب بالزوائد الأنفية، مع ذلك يعاني كثير من المرضى من خطورة عودة اللحميات بعد العملية، أيضا يعاني المرضى بالأمراض الالتهابية كالربو، والذي يصيب هؤلاء المرضي بشكل أشرس مما يشكل صعوبة في علاجه يؤدي تزامن المرضين معاً إلى زيادة خطر أزمات الربو وحدتها مع تفاقم أعراضها مما يشكل عبء اقتصادي ويؤثر سلباً علي جودة الحياة الصحية للمريض.
وأكد الدكتور عمرو حجاب أستاذ جراحة الأذن والأنف والحنجرة، إن التهاب الجيوب الأنفية المزمن المصحوب بالزوائد الأنفية، يصيب من 1 - 2.5 % من السكان عالمياً، بحسب أخر الدراسات، ويؤثر سلباً علي جودة الحياة كونه يعتبر حالة مرضية منهكة حيث تعد طرق علاجه الحالية، والتي تتمثل في العقاقير المختلفة وجراحة الجيوب الأنفية بالمنظار، حلول وقتية وذلك لطبيعة المرض نفسه.
وقال الدكتور أحمد حجازي، المدير العام لسانوفي - قطاع الرعاية المتخصصة في مصر والسودان، إن موافقة هيئة الدواء المصرية تعد خطوة جديدة هامة في رحلة "دوبيكسنت" كعلاج بيولوجي مبتكر يساعد على تحسين حياة المرضي المصريين الذين يعانوا من أعراض وخيمة بسبب الالتهاب من النوع الثاني وتقديم الأمل لهم ولأسرهم.
وأضاف الدكتور أسامة عبد النصير أستاذ ورئيس قسم جراحة الأذن والأنف والحنجرة كلية الطب جامعة القاهرة، أن "دوبيكسنت" أول عقار يتم الموافقة عليه من قبل هيئة الدواء المصرية لمرضي التهاب الجيوب الأنفية المزمن المصحوب بالزوائد الأنفية للبالغين الذين لا تستجيب حالتهم للأدوية المتوفرة، ويعد العلاج المصرح به الوحيد في مصر حتى الآن الذي أثبت فاعليته في تقليص حجم الزوائد الأنفية، وتحسين الأعراض المصاحبة لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، في الواقع ثلاث أرباع المرضى الذين تم علاجهم باستخدام دوبيكسنت لا يحتاجون الأن الى علاجات ولا إلى تدخل جراحي.