السيسي يدعو لتوفير التمويل لسد الاحتياجات الصحية لإفريقيا

دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي الشركاء الدوليين إلى تعزيز الجهود المبذولة لدعم الدول الإفريقية وتوفير التمويل المستدام لسد احتياجاتها الصحية.
وشدد الرئيس، خلال مشاركته في المؤتمر الصحفى الذي نظمته منظمة الصحة العالمية على هامش أعمال القمة الإفريقية- الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل، للإعلان عن الدول الإفريقية المتلقية لتكنولوجيا mRNA للقاحات، إلى ضرورة تعزيز الآليات الدولية ذات الصلة بتوزيع اللقاحات لتصبح أكثر عدالة واستجابة للظروف الاجتماعية والاقتصادية لكل دولة.
وأعرب الرئيس عن التقدير لاختيار مصر ضمن دول القارة الإفريقية التي ستتلقى الدعم للحصول على تكنولوجيا mRNA المستخدمة في تصنيع اللقاحات وغيرها من العقاقير الطبية لمواجهة الكثير من الأمراض المستعصية، مؤكدًا أن هذا الحدث يمثل انعكاسًا حقيقيًا لما يمكن للشراكة الدولية في المجال الصحى تحقيقه من إيجاد وسائل فعالة لمواجهة التحديات العالمية إذا ما توافرت الإرادة السياسية اللازمة لذلك، فضلًا عن أن تحقيق هذا الإنجاز سيساهم في تمكين الدول الإفريقية من تجاوز الآثار السلبية الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا، بما يمثل خطوة على الطريق نحو الشراكة الشاملة المنشودة في المجال الصحى.
وشدد على أن هذه الخطوة تأتى تكريسًا لما تقوم به مصر على صعيد الاستعداد لإنتاج اللقاحات، سواء للاستخدام المحلى أو لتوفيرها للدول الإفريقية، استنادًا إلى البنية التحتية الطبية والتصنيعية التي استثمرت فيها مصر على مدار السنوات الماضية، والقادرة على استيعاب هذه التكنولوجيا وتوظيفها بالشكل الملائم لضمان استمرار توافر اللقاحات داخل مصر، وأيضًا لدعم الدول الإفريقية الشقيقة في جهودها لتوفير اللقاحات لمواطنيها.
وأشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جبريسيوس بمجهودات الحكومة المصرية في إنتاج لقاحات فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».
وأعرب جبريسيوس عن سعادته البالغة بإعلان حكومات الدول الإفريقية «مصر وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا وتونس» بدء إنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وأشار إلى أن جنوب إفريقيا أنتجت لقاح فيروس كورونا بناء على المعلومات المتاحة والمعلن عنها حول تركيب هذه اللقاحات، معربًا في الوقت نفسه عن أمله بقيام الدول الإفريقية بإنتاج المزيد من التطعيمات الخاصة بالأمراض الأخرى مثل السل والسرطان.
وأكد أن منظمة الصحة العالمية ستعمل مع الشركات والحكومات في كل الدول الإفريقية لتطوير خارطة طريق للتدريب والإنتاج بناء على قدراتهم وحاجاتهم، معربًا في الوقت نفسه عن تقديره مجهودات الاتحاد الأوروبى والمفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبى في مساعدة الدول في إنتاج لقاحات كورونا.
وأكدت رئيسة اتحاد المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أهمية نقل تكنولوجيا صناعة اللقاحات بالكامل إلى القارة الإفريقية.
وأضافت «أورسولا» أن هناك تكنولوجيا جديدة تم تصميمها في إفريقيا ويملكها الأفارقة وهذا بدعم فريق أوروبى، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وأشارت إلى أنه تم استثمار 40 مليون يورو لمواجهة جائحة كورونا، وتم اتخاذ خطوات لمواجهة الجائحة، مضيفة أن هدف الاتحاد الأوروبى في عام 2040 أن يصل مستوى تصنيع اللقاحات داخل إفريقيا إلى 60%.
وشددت على أهمية التأكد من أن التكنولوجيا يتم نقلها بالكامل إلى الدول الإفريقية، مشيرة إلى أهمية عمل إطار تنظيمى وعمل سيادة استراتيجية إفريقية فيما يتعلق بتطوير اللقاحات داخل إفريقيا.
من جانبه أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سعى بلاده لتعزيز التعاون بين القارتين الأوروبية والإفريقية في العديد من المجالات.
وأضاف ماكرون في كلمة له- خلال فعاليات القمة- أن أوروبا تسعى لنقل تكنولوجيا صناعة اللقاحات إلى القارة الإفريقية، لافتا إلى أن المجلس الأوروبى جاهز تمامًا لتدعيم وتمويل جميع المبادرات الخاصة بالتمويل والتنمية في القارة الإفريقية.
وأشار الرئيس الفرنسى إلى أن نقل التكنولوجيا والمعرفة أسهل الطرق لدعم القارة الإفريقية في تصنيع اللقاحات المضادة لفيروس (كوفيد-19)، مؤكدًا ضرورة التعاون بين القارتين الأوروبية والإفريقية لقهر وباء (كوفيد- 19).
وأوضح أن القارة الإفريقية في أشد الحاجة إلى تكنولوجيا تصنيع اللقاحات، وذلك حتى تستطيع خلال السنوات المقبلة أن تقوم بتصنيع اللقاحات وإنتاج تطعيمات جديدة وليس فقط لمكافحة وباء (كوفيد- 19) ولكن لمكافحة كل الأمراض المنتشرة بها.
ووجه الرئيس السنغالى ماكى سال الشكر لمنظمة الصحة العالمية على دعمها وتعاونها المثمر مع القارة الإفريقية في توفير وإنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وشدد سال في كلمته خلال فعاليات القمة على أهمية تعزيز الجهود مع منظمة الصحة العالمية من أجل إنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في القارة الإفريقية وتخفيف آثار هذه الجائحة.
وأشار إلى دعم ألمانيا وأمريكا المتواصل لتصنيع اللقاحات المضادة للفيروس التاجى والأمراض المتوطنة في السنغال وبالتعاون أيضًا مع معهد باستور في العاصمة داكار.
من جانبه، أعرب الرئيس التونسى قيس سعيد عن شكره للاتحاد الأوروبى لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات إلى تونس، قائلًا، في كلمته خلال فعاليات القمة «أتقدم بالشكر لكل من قدم المساعدة خلال جائحة كورونا»، مشيدًا بالعمل بشكل مشترك للتصدى لأى جائحة تواجه القارة الإفريقية، والتركيز أيضًا على باقى الأوضاع الصحية المتردية التي تواجه قارتنا الإفريقية وليست جائحة كورونا فقط.
وطالب الرئيس التونسى الجميع بالتعاون المشترك للتصدى لأى جوائح قادمة والتعاون المثمر ووضع آليات مختلفة عن الآليات التي أبرزت جائحة كورونا أنها منقوصة وغير كافية، وأكد أن بلاده ستكون في الموعد وستكون أيضًا من بين البلدان المنتجة لهذا اللقاح ضد فيروس كورونا.
وأكد الرئيس الكينى أوهورو كينياتا أن نقل التكنولوجيا إلى القارة الإفريقية سيضعها على مسار الاستدامة في مختلف المجالات.
وقال كينياتا، في كلمته خلال فعاليات القمة، إن برنامج نقل التكنولوجيا للقارة الإفريقية سيضع إفريقيا وشعوبها على الطريق الصحيح، وأشار الرئيس الكينى إلى أن جائحة كورونا مثلت تحديًا كبيرًا لدول العالم وخاصة الدول النامية.
وأعرب الرئيس النيجيرى محمد بخارى عن تقديره للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون على دعم بلاده باللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وتنعقد القمة الإفريقية- الأوروبية في دورتها الحالية، تحت عنوان «إفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى 2030»، حيث يجتمع قادة وكبار مسؤولى حكومات أكثر من 50 دولة أعضاء في الاتحادين الإفريقى والأوروبى؛ لتجديد وتعميق الشراكة بين الاتحادين وإطلاق حزمة استثمارات إفريقية أوروبية طموحة، فضلًا عن بحث التحديات العالمية الراهنة.