25 عامًا على المعهد القومى للكلى: التناول العشوائى للمسكنات يؤدى للإصابة بالفشل الكلوى

25 عامًا مرت على إنشاء المعهد القومى للكلى والمسالك البولية التابع لهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية بوزارة الصحة.. وخلال ربع قرن، نجح المعهد فى إجراء أكثر من ألف عملية زراعة كلى لمختلف الفئات العمرية، جعلته يحتل المرتبة الثانية على مستوى الجمهورية بعد مركز زراعة الكلى بالمنصورة.
وبهذه المناسبة، شهد المعهد التجمع الأكبر لأساتذة الكلى فى مصر الأسبوع الماضى، لمناقشة الجديد فى زراعة الكلى وعمليات وجراحات المسالك، سواء عن طريق استخدام الروبوت الجراحى أو مناظير المسالك وجراحات المناظير المرنة والغسيل الكلوى، كما تمت مناقشة الدراسات الخاصة بزراعة الكلى من الحيوانات، والزراعة من حديثى الوفاة، إلى جانب بحث تفعيل القانون القائم لحديثى الوفاة.. وخلال الاحتفال باليوبيل الفضى للمعهد والوصول للعملية رقم ألف، تم تكريم مؤسس المعهد الدكتور إبراهيم أبوالفتوح.
ومن أبرز الموضوعات التى تمت مناقشتها فى المؤتمر تقنية ماكينة الغسيل الكلوى الصغيرة التى تتم زراعتها داخل جسم الإنسان لتكون بديلة لماكينة الغسيل التقليدية، ويبحث المعهد إمكانية تطبيق تلك التقنية الحديثة فى أقرب وقت.
وأفاد الدكتور محمد فوزى السودة، رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، بأن المعهد يجرى سنويا نحو 35 عملية زراعة كلى، مؤكدًا السعى للتوسع فى عمليات زراعة الكلى بناء على توجيهات القيادة السياسية فى هذا الشأن، وذلك من خلال البدء فى إنشاء فرع جديد للمعهد القومى للكلى والمسالك البولية داخل مستشفى حميات إمبابة.
وتابع: المعهد القومى للكلى والمسالك يقدم خدماته لأكثر من 70 ألف مريض سنويا من خلال العيادات الخارجية، كما يجرى نحو 50 ألف جلسة غسيل كلى سنويا، إلى جانب تقديم الخدمات الطبية المختلفة لما يزيد على 17 ألف مريض فى الأقسام الداخلية للمعهد.
وأكد «السودة» أن المؤتمر السنوى لمعهد الكلى والمسالك البولية من أهم الفعاليات العلمية فى هذا المجال، حيث يشارك به نخبة من الأساتذة المتخصصين فى أمراض وزراعة الكلى وجراحات المسالك البولية فى مصر والوطن العربى، والولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الأوروبية.
بدروه، أعلن الدكتور محمد صلاح الدين، عميد المعهد القومى للكلى والمسالك البولية، عن إجراء 1065 عملية زراعة كلى بالمعهد خلال الفترة الماضية، وأول عملية كانت فى عام 1988، ومتوسط الأعمار يتراوح بين 30 - 50 عامًا، وكان أصغر متلقٍّ للكلى طفلا عمره 10 سنوات، وأكبر متلقٍّ كان مريضا يبلغ من العمر 65 عامًا، مؤكدًا أن متوسط عمليات الزرع فى السنة بين 30 - 90 حالة، وحاليًا تقل هذه النسب وفقًا للأسباب الاحترازية لجائحة كورونا، مشيرًا إلى أن نسب النجاح تتجاوز 85٪، وتقاس النسب بعد مرور 8 سنوات على إجراء العملية.
وأشار «السودة» إلى أن مصر تجرى حوالى 1500 عملية زراعة كلى سنويًا على مستوى جميع القطاعات، سواء القطاع الحكومى أو الخاص أو المعاهد التعليمية، مضيفًا أن المعهد القومى للكلى والمسالك البولية هو الثانى على مستوى الجمهورية بعد مركز الكلى بالمنصورة، وتم إنشاء معهد الكلى بعد 20 عامًا من إنشاء مركز الكلى بالمنصورة.
ومن جانبه، قال الدكتور إسلام شاهين، زميل مساعد زراعة أمراض الكلى والمسالك البولية بالمعهد القومى للكلى والمسالك البولية، إن السبب الرئيسى والأهم فى حالات الفشل الكلوى هو مرض السكرى، إذ إن 35 ٪ من حالات الفشل الكلوى سببها مضاعفات السكرى، هذا بالإضافة إلى التناول العشوائى للمسكنات، قائلا: «نُفاجأ بشباب وصلوا لفشل كلوى بسبب الاستخدام الخاطئ للمسكنات لفترة طويلة»، هذا بالإضافة لارتفاع ضغط الدم الذى يُعد من أسباب الفشل الكلوى، وبعض الأمراض الوراثية مثل تكيسات الكلية، أو الالتهاب المناعى.
وأوضح «شاهين» أن نسب الفشل الكلوى فى مصر التى ترتبط بالأمراض المزمنة انخفضت بين 18٪ - 37 ٪ ويرجع ذلك للطفرة العظيمة التى تشهدها عمليات زراعة الكلى، وحملات التوعية، والقضاء على قوائم الانتظار برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، إذ تم إجراء حوالى 95٪ من عمليات قوائم الانتظار، هذا بالإضافة للكشف المبكر لمرضى السكرى، وحملات التوعية التى تدعو إليها وزارة الصحة بشأن الكشف المبكر لوظائف الكلى، وتردد المريض الذى يعانى من قصور أولى فى الكلى على العيادات الخارجية بالمستشفيات، ولا ينتظر إلى أن تتدهور حالته وتصل للفشل الكلوى.
كما أكد ضرورة استخدام المسكنات لفترة زمنية محددة، محذرًا من استخدامها على المدى البعيد، بالإضافة إلى استخدام بعض المسكنات الآمنة التى ليس لها تأثير على وظائف الكلى مثل «الباراسيتامول».
بدوره، قال الدكتور كمال عكاشة، أستاذ أمراض الكلى ونائب رئيس جامعة طنطا للدراسات العليا والبحوث، إن الجامعة بصدد إنشاء مركز زراعة أعضاء قريبًا، وأنه حضر المؤتمر بدعوة من رئيس المعهد القومى للكلى والمسالك البولية لعرض التجربة الخاصة بجامعة طنطا.
وأشاد «عكاشة» بجهود المعهد فى عمليات زراعة الكلى، مؤكدًا أهميتها مقارنة بالغسيل الكلوى، إذ إن مريض الفشل الكلوى يلجأ للغسيل الكلوى مرتين وثلاثا فى الأسبوع، أما المريض الذى يجرى عملية زراعة الكلى فهو مطالب فقط بالمتابعة بالعيادات الخارجية مرة أسبوعيًا، أو مرة كل أسبوعين، وهذا أمر مريح بالنسبة للمريض ويعمل على تحسين جودة حياته.