أسماء المقبولين بمسابقة 30 ألف معلم.. تعليم الشرقية تعلن النتائج    الضرائب: يمكن تقسيط المستحقات على 4 دفعات وبدون فوائد    "تحققوا قبل النشر".. هاني يونس يكشف حقيقة شائعة تصدير واستيراد المانجو    بينهم الشرع، الخزانة الأمريكية تصدر ترخيصا عاما بالتخفيف الفوري للعقوبات على سوريا    الحالية أكثر| 77 عامًا على النكبة.. وفرصة أخيرة لحل الدولتين    ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%    رفض الشق المستعجل.. رد جديد من المحكمة الرياضية بشأن شكوى بيراميدز    إجراء أخير من بيراميدز بعد رفض المحكمة الرياضية طلبه بشأن مباراة القمة    "ثنائي الأهلي ومغربي".. 3 لاعبين في بيراميدز حصدوا ذهب أبطال أفريقيا قبل نهائي صن داونز    تأهل 13 لاعبًا مصريًا لربع نهائي بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    حبس ميكانيكي طعن سائق في شبين القناطر    حريق هائل بعقار في الدرب الأحمر ووقوع مصابين    اليوم.. نظر دعوى الفنانة انتصار لزيادة نفقة أبنائها    سباق سيارات ينتهى بحادث تصادم فى دمياط وإصابة 3 أشخاص    تامر حسني يغني مع رضا البحراوي أغنية "المقص" لايف للمرة الأولى (فيديو)    الفيلم الفلسطينى كان ياما كان فى غزة يفوز بجائزة أفضل ممثل بمهرجان كان    رحيل محمد لخضر حمينة بالتزامن مع اليوبيل الذهبى لحصوله على سعفة مهرجان كان    بعد ولادتها بأيام.. دينا داش تعلن خضوعها لعملية جراحية وتطلب الدعاء    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة "كريت" اليونانية    اليونيسف: دخول 107 شاحنات لغزة أمر لا يكفي مطلقا إزاء الوضع الكارثي بالقطاع    ردا على من يشكك في دور مصر.. خبير عسكري ل"أهل مصر": امتلاك الاقتصاد والمال لا يعني النفوذ والتأثير بالمنطقة    جهاز مستقبل مصر: نستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بنهاية 2027    حريق هائل في شارع سوق السلاح بالدرب الأحمر.. وشهود عيان: يوجد ضحايا    مالك "أم چي هير الأمريكية": هتشوفوا إبداعات في صناعة الاستشوار ومكاوي الشعر    اليوم.. منتدى القاهرة ل«التغير المناخى» يحتفل بمرور 100 عام على فعالياته بين مصر وألمانيا    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي بمدينة غزة    بن شريفة: بنتايج من أفضل لاعب في مركزه.. ومصدق مستقبل الدفاع المغربي    النسخة الأفضل مِنكَ    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    استشارية أسرية: الحب مجرد تفاعل هرموني لا يصمد أمام ضغوط الحياة    مسابقة ال30 ألف معلم.. أسماء المقبولين في وظيفة مدرس مساعد بالمنوفية    ننشر أسماء المقبولين في وظيفة «معلم مساعد» بالمنوفية| صور    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم الدفعة الثالثة بالشرقية (مستند)    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 24 مايو 2025    وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    محافظ كفر الشيخ: إعادة تشغيل 50 معدة نظافة متهالكة بدسوق    وزارة الخزانة الأمريكية تصدر ترخيصًا بتخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    ارتفاع حالات الحصبة في الولايات المتحدة وسط مخاوف من انتشار واسع    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    حزب الإصلاح والنهضة: نؤيد استقرار النظام النيابي وندعو لتعزيز العدالة في الانتخابات المقبلة    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وداعًا الريس زكريا بطل عملية جمعة الشوان.. من هو اللواء عبدالسلام المحجوب ؟ (ملف خاص)

يعد اللواء محمد عبدالسلام المحجوب أبرز الشخصيات التى تركت بصمة واضحة فى شتى المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية.
عرفه العامة باسم «الريس زكريا»، وسجلت له شوارع عروس البحر المتوسط إرثًا ليس بالهين من الإنجازات، حتى التصقت به صفة «مؤسس الإسكندرية الحديثة» بعدما استحالت المدينة فى عهده من مدينة ضائعة فى ذمة التاريخ إلى عروس البحر المتوسط من جديد، وبرزت حنكته فى العمل على إحياء المدينة على صُعدٍ متباينة: الاجتماعى والثقافى والاقتصادى، مستشهدين بإنجازاته وما فعله لأجل أن تصبح الإسكندرية منارة البحر المتوسط ووجهة سياحية تنافس كبرى مقاصد العالم.
ولد محمد عبدالسلام المحجوب بمحافظة الدقهلية عام 1935، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1955. تولى عدة مناصب، منها: ملحق عسكرى بعدد من السفارات المصرية بعدة دول، كما تولى منصب نائب رئيس الأمن القومى خلال الفترة بين 1992- 1994، ومحافظًا للإسماعيلية خلال الفترة بين 1994- 1997، ومحافظًا للإسكندرية خلال الفترة بين 1997- 2006، وعين وزيرًا للتنمية المحلية فى 2006 بناء على القرار الجمهورى الصادر فى 27 أغسطس من العام نفسه. كما كان يتولى منصب نائب مدير المخابرات العامة وقت محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى العاصمة الإثيوبية «أديس أبابا»، وهو من أصر على اصطحاب «مبارك» للسيارة المصفحة خلال الرحلة.
خاض الانتخابات البرلمانية عام 2010 ضد القيادى بجماعة الإخوان المسلمين المحامى صبحى صالح عن دائرة الرمل، وفاجأ الكثيرين بدعوته الداعية عمرو خالد لإلقاء محاضرة وظفها فى الدعاية الانتخابية له، وهى الدعوة التى قبلها «خالد»، وألقى المحاضرة ب«مؤسسة الإسكندرية للتنمية»، التى كان يترأسها وقتها اللواء «المحجوب»، الذى فاز بنسبة أصوات بلغت 88%.
برز اسمه حينما تولى منصب محافظة الإسكندرية، باعتبارها ثانى أكبر مدن مصر خلال الفترة 9 يوليو 1997 28 أغسطس 2006، فانطلق فى بناء وصيانة عدد كبير من منشآت ومرافق المدينة العامة، ومنها كورنيش الإسكندرية بتصميمه الحديث، وكوبرى استانلى.
عبدالسلام المحجوب هو ضابط الحالة الخاصة بالجاسوس المصرى فى إسرائيل أحمد الهوان، أو «جمعة الشوان»، وجسد دوره بمسلسل «دموع فى عيون وقحة» الفنان صلاح قابيل. أكد «الهوان» فى أحد لقاءاته فى السبعينيات أن «الريس زكريا» هو اللواء محمد عبدالسلام المحجوب.. وعن دوره فى عملية تجنيده، قال «الشوان»: «عندما تركت السويس واتجهت إلى أثينا بحثًا عن عمل تقابلت مع المحجوب أو الريس زكريا، وأخبرنى أنه من محافظة دمياط ويبحث عن عمل، وعندما ضاقت بى الدنيا بأثينا، عرضت عليه شراء ساعتى كى آكل بثمنها، وبعدها حاول الموساد الإسرائيلى اصطيادى للعمل لصالحهم، فتوجهت إلى المخابرات المصرية لأخبرهم بما حدث معى، وهناك قابلت هذا الرجل، ففوجئت بأنه ضابط بالمخابرات المصرية، وأعاد لى الساعة التى اشتراها منى، وأصبح الضابط المسؤول عنى». يروى «الشوان» أن التحدى الأكبر الذى واجهه «المحجوب» فى عملية «جمعة الشوان» تمثل فى كيفية إدارة العملية من اليونان بعيدًا عن عيون عناصر الموساد، مشيرًا إلى وجود محطة تجسس للمخابرات الإسرائيلية هناك.
وعن عملية «جمعة الشوان» قال «المحجوب» فى غير لقاء إعلامى إنها تسببت فى إرباك جهاز «الموساد» لعدة سنوات، ودفعته إلى التخلص من العديد من عملائه المخلصين خشية أن يكون قد تم الدفع بهم من قبل المخابرات المصرية، كما أدى نجاح هذه العملية إلى تخلص «الموساد» من العديد من ضباطه وقادته أيضًا لفشلهم، وأرغمتهم على إعادة النظر فى كل الأساليب والتقنيات التى كانت تستخدمها المخابرات الإسرائيلية خاصة فى مجال الكشف عن الكذب. تولى «المحجوب» متابعة عملية تدمير «الحفار» الإسرائيلى، وعمل خلال تلك الفترة على تجنيد عدد كبير من ضباط الشرطة الأوروبيين.
كما قام بتسهيل شحن المتفجرات الخاصة بعملية الحفار عن طريق وضع الألغام والملابس والمعدات فى حقائب وتغطيتها بمادة لمنع أى أجهزة من كشف ما بداخلها، كما وضع أقلام التفجير داخل علبة أقلام أنيقة فى جيب «الجاكيت» الذى كان يرتديه. لم يتوقف دور المحجوب عن حد المتابعة، بل امتد إلى التنفيذ، وكان أحد ضباط المخابرات المصرية الذين سافروا إلى السنغال وباريس لتنفيذ عملية الحفار، حيث نجح المصريون فى تفجير حفار البترول «كنتينج» الذى اشترته إسرائيل لكى تنقب به عن البترول فى خليج السويس بعد نكسة 1967، وكانت تديره شركة «إينى» الإيطالية، لكن الضفادع البشرية المصرية نجحت فى تدميره أثناء توقفه بعاصمة ساحل العاج «أبيدجان» فى 28 مارس 1968 أثناء رحلته من كندا إلى إسرائيل بعد إعداد للعملية استمر عامًا كاملًا، لتمنع إسرائيل من تنفيذ خطتها الرامية إلى نهب الثروات البترولية وفرض سيادة أكبر على سيناء المحتلة آنذاك.
كما تولى العديد من الملفات الاستخباراتية، وارتبط اسمه بواحدة من أشهر عمليات جهاز المخابرات العامة المصرية؛ حيث قاد العملية المخابراتية التى أخرجت الزعيم الفلسطينى الراحل «ياسر عرفات» من بيروت فى الثمانينيات بعد أن حاصرتها إسرائيل بهدف اغتياله.
عمل على تخليص وتهريب العديد من أسر بعض المعارضين الليبيين، الذين كان يحتجزهم العقيد الليبى الراحل معمر القذافى كرهائن فى طرابلس للضغط على معارضيه فى القاهرة إبان حكم الرئيس السادات للعودة إلى ليبيا والتوقف عن مناهضة حكمه، وهى العملية التى ظلت محفورة فى ذاكرة القذافى، حتى إنه طلب فى إحدى زياراته لمصر بعد عدة سنوات رؤية ضابط المخابرات الذى تمكن من تهريب أسر معارضيه، وكان وقتها «محجوب» محافظًا للإسكندرية، وعندما قابله طلب منه أن يخبره عن الأسلوب المخابراتى الذى اتبعه لتخليص الرهائن وتهريبهم من ليبيا، لكنه اعتذر بلباقة عن عدم التحدث فى هذا الموضوع.
تم تأليف كتابٍ عُنون ب «محبوب الإسكندرية» للكاتب سمير شحاتة، تم توقيعه ومناقشته بصالون «التذوق الثقافى» بقصر ثقافة سيدى جابر، واشتمل الكتاب على وقائع تنشر لأول مرة عن حياة اللواء، وتدور أحداث الكتاب حول أهم السمات الشخصية له ورؤيته الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب مواقفه الإنسانية أثناء توليه منصب محافظ مدينة الإسكندرية.
أهداه الفريق مهاب مميش بمركز التدريب البحرى والمحاكاة بالإسماعيلية نهاية 2014 فى ختام زيارة وفد وزراء سابقين للأكاديمية لمشاهدة عرض تقديمى عن مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس- درع هيئة قناة السويس التذكارية، تقديرًا لدوره الوطنى.
رجال الدولة وشخصيات عامة وسياسيون فى وداع اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية الأسبق
شُيعت، ظهر أمس، جنازة اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية الأسبق، عقب صلاة الظهر من مسجد آل رشدان، وشارك فى وداعه عدد من القيادات السياسية الحالية والسابقة.
شارك فى صلاة الجنازة العديد من الشخصيات العامة ورجال القضاء ورجال الأعمال والوزراء، ووصل الجثمان قبل صلاة الظهر إلى مسجد آل رشدان بمدينة نصر الذى استقبل المعزين والمصلين لأداء صلاة الجنازة. وكان ضمن الحضور أحمد زكى بدر، وزير التعليم الأسبق، وزكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسنى مبارك، والمهندس هانى ضاحى، نقيب المهندسين، وزير النقل الأسبق، واللواء أبوبكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، واللواء محسن النعمانى، محافظ سوهاج، وزير التنمية المحلية الأسبق، والدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة، وزير النقل الأسبق، بالإضافة إلى حضور حمدين صباحى، المرشح الأسبق للرئاسة، وعدد من أئمة الأزهر، بالإضافة إلى العشرات من المواطنين.
رصدت «المصرى اليوم» مشاركة وزيرة الصناعة والتجارة نيفين جامع، والمستشار شرين هانى، وصفوت النحاس، الأمين العام الأسبق لمجلس الوزراء، الرئيس الأسبق لجهاز التنظيم والإدارة، وعدد من الشخصيات العامة، حيث تم دفن الجثمان بمقابر القوات المسلحة بالوفاء والأمل الواقعة على طريق المشير طنطاوى.
«المحجوب الوزير».. نهض بالمحافظات وتعامل مع كل الجهات الداعمة للتنمية
ترك اللواء عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية الأسبق، سيرة طيبة ومسيرة حافلة بالإنجازات فى كافة المناصب التى تقلدها، سواء فى جهاز المخابرات العامة، أو كمحافظ للإسماعيلية أو الإسكندرية، ثم وزيرا للتنمية المحلية. ونعى اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، بخالص الحزن والأسى اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية الأسبق ومحافظ الإسكندرية والإسماعيلية الأسبق. وقال إن الفقيد الراحل كان قد تولى مسؤولية الوزارة فى فترة مهمة من تاريخها فى عام 2006، حيث عمل على دعم المحافظات والتعامل مع كافة الجهات الداعمة للتنمية.
وأوضح وزير التنمية المحلية أن اللواء المحجوب كان من المحافظين الذين قادوا محافظتى الإسكندرية والإسماعيلية بكل كفاءة، ولعب دورًا كبيرًا فى تحسين تقديم الخدمات المحلية للمواطنين والمستثمرين. ونعى عدد من المحافظين السابقين اللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية الأسبق، الذى وافته المنية مساء أمس الإثنين. وكتب المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية الأسبق، على صفحته الرسمية بالفيسبوك: «رحم الله اللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية ومحافظ الإسكندرية الأسبق رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأفرغ على ذويه ومحبيه صبرا جميلا، وإنا الله وإنا إليه راجعون».
كما كتب المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية والإسكندرية الأسبق، على صفحته الشخصية بالفيسبوك: «الله يرحم الوزير عبدالسلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق ويسكنه فسيح جناته، تعازينا القلبية فى رمز وطنى مخلص قدم للوطن خدمات جليلة فى كل المناصب التى شغلها». ونعى الدكتور جمال السعيد، عضو مجلس النواب، رئيس جامعة بنها الأسبق، اللواء عبدالسلام المحجوب. وقال «السعيد»، عبر صفحته الشخصية بفيسبوك: «بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِى فِى عِبَادِى وَادْخُلِى جَنَّتِي)، صدق الله العظيم. ببالغ الحزن أنعى رحيل اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية الأسبق، وأتقدم لأسرته الكريمة بخالص العزاء.. داعيًا المولى، عز وجل، أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته».
وأضاف النائبأنه يشار إلى امتلاك الراحل مسيرة عطاء مميزة، حيث تقلد فى مسيرته المهنيّة الحافلة العديد من المناصب الحكومية البارزة، منها منصب محافظ الإسكندرية. شغل «المحجوب» منصب وزير الدولة للتنمية المحلية، وقبلها منصب نائب رئيس المخابرات العامة ثم محافظًا للإسماعيلية فمحافظًا للإسكندرية. وهو من مواليد محافظة الدقهلية مدينة محلة الدمنة العام 1935، وهو حاصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية العام 1955. كانت أسرة اللواء عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية ومحافظ الإسكندرية الأسبق، قد أعلنت خبر وفاته مساء أمس الأول.
«المحجوب» أكبر داعم للصناعة الوطنية وشعار «صُنع فى مصر»
تولى اللواء عبدالسلام المحجوب، منصب محافظ الإسماعيلية فى أغسطس 1994 - يوليو 1997، واستطاع على مدار ثلاث سنوات كاملة إحداث طفرة شملت تطوير العديد من الملفات، إذ عمل على دعم القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ليصبح أحد أبرز المحافظين الذين تركوا بصمة كبيرة يتذكرها أهالى المدينة الهادئة حتى اللحظة.
اهتم «المحجوب» بالقطاع الطبى بمحافظة الإسماعيلية وشارك فى إعادة تأهيل مستشفى الإسماعيلية العام وتطوير بنيتها التحتية لاستيعاب آلاف المرضى. وكان حريصًا على نزول الشارع وعقد اللقاءات الجماهيرية والاستماع إلى شكاوى المواطنين والعمل على حلها حتى أحبّه وقدّره المواطنون بالقرى والمراكز، وكان حريصًا أيضا على إجراء جولات مكوكية لتفقد أحوالهم.
ومن المواقف التاريخية للراحل قناعته بأهمية الصناعة الوطنية فى بناء تنمية حقيقية مستدامة، إذ كان أكبر داعم للصناعات الوطنية وعلى رأسها مصنع «تليمصر» الذى افتتحه الرئيس جمال عبدالناصر وكان حريصا على متابعة الإنتاج بنفسه ودائم الزيارة له لارتباطه باسم مصر. ويقول عثمان عامر، عضو مجلس محلى محافظة الإسماعيلية الأسبق، إن المحجوب كان ميدانيا يكره المكاتب ويشعر بالناس من خلال زياراته المفاجئة، وكان مؤمنا بشعار «صنع فى مصر» الذى جسدته الصناعة الوطنية بالإسماعيلية فى مصنع «تليمصر».
«المصري اليوم» ترصد إنجازات «ألفا المحافظين».. كوبرى ستانلى وتوسعة الكورنيش من 8 إلى 20 مترًا
«محبوب الإسكندرية» و«ألفا المحافظين».. ألقاب نجح اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، محافظ الإسكندرية الأسبق، فى حصدها على مدار 11 عامًا، حيث لم يحصد هذه الألقاب من فراغ.
«المصرى اليوم» ترصد جانبا من إنجازاته على الأرض بعد رحيله، منها إنشاء كوبرى ستانلى، فضلًا عن توسعة كورنيش الإسكندرية من 8 إلى 20 مترا، بالإضافة إلى ملفات عديدة وضع يده عليها لتحويل الإسكندرية إلى «لؤلؤة الشرق» فى عهده.
محمد سعد، رئيس الهيئة الإقليمية للتنشيط السياحى فى الإسكندرية السابق، أحد الذين عاصروا المحجوب لفترة طويلة وقتما كان يعمل فى إدارة الإعلام والعلاقات العامة بديوان عام المحافظة، قال إن تولى عبدالسلام المحجوب مقاليد الإدارة فى الإسكندرية جاء بعد فترة طويلة من إدارة المستشار إسماعيل الجوسقى، الذى استمر حوالى 11 عاما محافظا للإسكندرية، وأحدث فيها ثورة تطوير كبيرة جدًا شملت إنشاء كوبرى ستانلى وتوسعة الكورنيش ورصف عدد كبير من الطرق.
وأوضح «سعد»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن المحجوب قضى على العشوائيات فى العديد من المناطق الموبوءة فى الإسكندرية، مثل الكرنتينة التى كانت تحوى جميع الموبقات، ونقل سكانها إلى منطقة مساكن عبدالقادر التابعة للمحافظة، وكذا منطقة حارة البلقطرية، فضلاً عن تطوير العديد من الميادين العامة والإضاءة، وحوَّل المدينة إلى «لؤلؤة الشرق».
وقال إن من ضمن إنجازاته تطوير مدخل الإسكندرية من الطريق الصحراوى، حيث كان يتواجد فيه مقلب قمامة عمومى، فأنهى هذه الأزمة المتوطنة منذ سنوات وأنشأ الأندية الاجتماعية فى منطقة الداون تاون، التى كانت عبارة عن مقلب القمامة العمومى للإسكندرية.
ولفت إلى أنه كان يطلق عليه لقب «ألفا المحافظين»، واللى كان عايز يتعلم شغل المحليات والمحافظين يروح للمحجوب يتعلم منه.
أما الدكتورة دينا الهلالى، عضو مجلس الشيوخ، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعى، فقالت إن إنجازات المحجوب كثيرة وكانت فارقة وبقيت علامات موجودة، ويكفى أنه أجرى التوسعة الشهيرة لكورنيش الإسكندرية من 8 إلى 20 مترا وقضى على التكدس المرورى الخانق خاصة فى منطقة ستانلى بإنشاء كوبرى ستانلى.
وأوضحت «دينا»، ل«المصرى اليوم»، أن التعاقدات التى تمت فى عهده مع شركات النظافة الأجنبية لرفع القمامة، والذى يعتبر اول محافظ يسن هذا الأمر فيما يتعلق بالتعاقد مع شركات أجنبية لرفع وجمع القمامة، فضلا عن التصدى للبناء المخالف من خلال فلسفة معينة وهى تقنين البناء المخالف، وذلك من خلال مصطلح المخالفة المقننة فى تراخيص البناء الذى سمح للمواطنين بالبناء والسكن والاطمئنان على دخول المرافق، وعدم التهديد فى حياتهم وذلك نظير تبرع مقنن من القائم بالبناء على كل دور مخالف يقوم ببنائه.
كريم كمال، رئيس الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن، قال إن عبدالسلام المحجوب شخصية وطنية من طراز رفيع خدم الوطن بكل إخلاص وأمانة، سواء خلال خدمته فى جهاز المخابرات العامة المصرية أو من خلال المناصب السياسية التى تولاها. كما عمل المحجوب على تطوير مناطق غرب الإسكندرية، مثل إنشاء ميدان الصينية بمنطقة الورديان وميدان الهانوفيل بمنطقة العجمى والكيلو 21، كما اهتم بتجميل أكثر من جدارية لإكساب الطابع المميز منها، مثل جدارية سور مستشفى مصطفى كامل بمنطقة سيدى جابر، وجدارية الشاطبى وجدارية محطة الرمل، وتطوير وتجديد وتجميل 71 ميدانًا بمختلف أحياء المحافظة بالجهود الذاتية.
وقال المهندس إيهاب زكريا، عضو مجلس الشيوخ، إن الراحل كان نموذجا فريدا فى الإدارة، ولديه إبداعات فنية، مشيرا إلى أن ما لا يعرفه الكثير أن «المحجوب» كان فنانا يحب الرسم، وكان يتمتع بلمسات إبداعية فنية، وهو ما لمسه خلال تعامله معه عن قرب فى فترة من الفترات.
أما سامح الشيمى، عضو مجلس الشيوخ، فنعاه على صفحته الرسمية قائلا إن المحجوب رجل دولة من طراز فريد قلما يجود الزمان بمثله مرة أخرى، مشيرا إلى أنه ترك بصمات يظل يتذكرها السكندريون طوال التاريخ جيلا بعد جيل لدرجة أنه إذا ذُكر المحجوب ذُكر معه الإسكندرية الحديثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.