تلتقى اللوحات التشكيلية مع التصوير الفوتوغرافى، بوصفهما فنًا وسيطًا موثقًا للذاكرة الإنسانية؛ إذ تعبر اللقطات الفوتوغرافية واللوحات التشكيلية على حد سواء بالواقع الإنسانى والاجتماعى والسياسى للشعوب إلى عوالم الفن لتُعد سجلًا فنيًا توثيقيًا ومرآة استيعادية لمشاهد الواقع. فى هذا الصدد تفتتح قاعة الزمالك للفنون معرضين متزامنين، للفنانة التشكيلية نهى دياب، والمصور الفوتوغرافى أيمن لطفى، بدءًا من الأربعاء 12 يناير وحتى 30 من يناير. «معًا نعيش».. رواية بصرية فريدة بأعمال نهى دياب تحت عنوان «معًا نعيش» ترصد الفنانة التشكيلية نهى دياب على المستويين التجريدى والسريالى، العلاقة بين البشر والطبيعة المحيطة بهم فى رواية بصرية فريدة؛ إذ عمدت إلى تقديم ديناميكيات مختلفة من خلال استخدام عناصر الطبيعة كالأمواج والأسماك والحيوانات البرية، والضباع والغزلان، كوعاء للتعبير عن المشاعر الإنسانية المختلفة؛ كالاسترخاء والإثارة والخوف والتوقع والترقب. قامت نهى دياب بتأطير عناصر الطبيعة فى لوحات تجريدية لتُمثل تشابك المشاعر الإنسانية مع عوالم الطبيعة المحيطة بالبشر؛ إذ ترى أن البشر يبحثون عن المعرفة من خلال «مراقبة» الطبيعة من حولهم؛ لذا تحاول تقديم ديناميكيات مختلفة من خلال استخدام الرموز. بأعمال نهى دياب يمكنك أن تلمح الرغبة فى التحرر من خلال طائر، والإثارة من خلال ثوران موجة، والترقب والخوف فى عيون غزلان وضباع البرية. تجيد نهى دياب مزج النسيج اللونى والتكوينى بأعمالها عبر استخدام مواد مختلفة مثل الإكليريك والزيت وعبر مزج عناصر الطبيعة بالوجوه البشرية ليبدو نتاج أعمالها كرواية بصرية فريدة على مستوى اللون والشكل. حصلت نهي دياب على بكالوريوس الفنون البصرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخصصت فى الفن والهندسة المعمارية الإسلامية. اكتسبت العديد من التجارب الفنية من خلال زياراتها المتاحف المحلية والدولية، مثل اللوفر وتيت مودرن والمتحف البريطانى فى لندن، بالإضافة إلى ذلك، قامت بزيارات عديدة إلى مواقع أثرية فى مصر واليونان وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا. ويعد «معًا.. نعيش» هو المعرض الفردى الثانى لنهى دياب مع قاعة الزمالك للفن، بعد معرضها الأول «فانتازيا الطبيعة» فى 2018، بجانب المعرض السابق لجماعة الحنين المستقبلى بعنوان «إسكندرية 3000، مدينة الحكمة والبهجة والخلود» والذى أقيم فى مكتبة الإسكندرية فى عام 2018 بالتعاون مع قاعة الزمالك للفن. «زمبلك».. فوتوغرافيا أيمن لطفى السريالية أما المصور الفوتوغرافى والفنان التشكيلى أيمن لطفى الذى يقيم معرضه تحت عنوان «زمبلك» بدءًا من 12 من يناير وحتى 31 من يناير الجارى فيقدم نوعًا خاصًا من الفوتوغرافيا السريالية، ويسعى من خلاله لتوظيف الرموز ليعكس كل ما تحمله اللقطة الفوتوغرافية من ذكريات ودلالات. يستمد لطفى مفهوم معرضه «زمبلك» من وحى تجربته الشخصية، بزواج ابنته الكبرى ورحيلها لخوض تجربتها الجديدة خارج بيته لتبدأ رحلتها المستقلة فى الحياة، فبعد أن نشأت فى كنفه وتَكَّونَت شخصيتها وتعلمت كيفية إدارة حياتها، عليها هى أن تستكمل تجربتها بكل تلك الأشياء التى تعلمتها على يديه، كما أن عليه القبول بالواقع الجديد لتظل الصور حاملة الكثير من الذكريات التى يعتبرها بمثابة «زمبلك» أو أداة لدفع الحياة للأمام دون توقف. ومن وحى تجربته الشخصية تبلورت فكرة توظيف «الزمبلك» كمعادل للطاقة البشرية والمشاعر الإنسانية التى يتبادلها البشر والبصمات التى يزرعونها فى أرواح بعضهم البعض وجدانيًا وفكريًا؛ إذ يرى أن «الزمبلك» كناية عن تلك المشاعر التى نزرعها فى الآخرين ونملأ بها أرواحهم، وكذلك البصمات التى يتركونها بداخلنا. يتبع أيمن لطفى تقنية خاصة فى لقطاته؛ فلا يقدم صورة مباشرة، بل يسعى إلى تقديم أسلوب يتميز بطابع سريالى، يعتمد فيه على توظيف الرموز؛ ففى إحدى اللقطات امتزج النسيج اللونى والتكوينى للفراشات مع وجه فتاة، وفى أخرى جمع قانون الجذب الموسيقى بين سمكة وفتاة عازفة، لتبدو أعماله كنوع خاص من الفوتوغرافيا السريالية. وحصل أيمن لطفى على جائزة الدولة التشجيعية فئة التصوير الجغرافى عام 2016، وهو سفير الجمعية الأمريكية للتصوير الفوتوغرافى بالشرق الأوسط وحاصل على شهادة الزمالة فى الفوتوغرافيا التشكيلية من الجمعية البريطانية ومن جمعية مالطا للمصورين المحترفين، بالإضافة إلى أنه أول مصرى يحصد الميدالية الذهبية لجائزة التميز فى التصوير الفوتوغرافى بالنمسا فى 2010، والتى شارك بها أكثر من 40،000 مصور من جميع أنحاء العالم، ونال جائزة الماستر فى بينالى الصين الدولى للتصوير الفوتوغرافى المعاصر، والنجمة الذهبية من الجمعية الأمريكية، بالإضافة إلي جوائز عديدة فى إيطاليا وأمريكا والنمسا والصين وألمانيا.
