تجديد حبس مالك «معدية القطا» و3 عمال وسائق السيارة

ينظر قاضى المعارضات بمحكمة شمال الجيزة، اليوم، أمر تجديد الحبس الاحتياطى للمتسببين فى حادث انقلاب سيارة النقل التى كانت تقل 24 طفلاً وبالغًا من منطقة القطا بمنشأة القناطر بالجيزة إلى قرية أشمون بالمنوفية، وسقطت بمياه النيل من أعلى المعدية، ما أسفر عن مصرع 10 ونجاة 14 آخرين.
وأصدرت جهات التحقيق، أمس الأول، قرارًا بحبس سائق السيارة ومالك المعدية و3 من العمال، ووجهت لهم تهم: الخطأ الناتج عن الإهمال، وإدارة المعدية دون الحصول على التراخيص اللازمة لذلك.
وتقدم مالك معدية القطا، خلال التحقيقات، بأوراق تفيد بأن المعدية مرخصة من الملاحة الداخلية حتى ديسمبر من العام الجارى.
وقال سائق النقل، لجهات التحقيق، إنه لم يستطع التحكم فى فرامل السيارة أثناء اعتلائه المعدية بالركاب، فسقطت بالمياه.
وتحفظت جهات التحقيق على السيارة المتسببة فى الحادث، بمعرفة مهندس فنى، لكتابة تقرير وافٍ عنها، وفحص أجزائها الميكانيكية، والمكابح الخاص بها، لبيان ما إذا كان بها مشاكل فنية تحول دون قيادتها من عدمه. كما أمرت بإغلاق المعدية وتشكيل لجنة لفحصها، وتحديد مدى صلاحيتها، وإذا ما كان بها مشاكل فنية تحول دون صلاحيتها للاستخدام.
وصرحت النيابة العامة بدفن جثامين الضحايا، وتبينّ أن سبب الوفاة ناتج عن إسفكسيا الغرق إثر دخول كمية كبيرة من الماء إلى الرئة ما أدى للاختناق وامتلاء القصبة الهوائية بالمياه. فى سياق موازٍ، روى حسن مصطفى، شاهد عيان، أحد منقذى الأطفال الناجين من الموت، ل«المصرى اليوم»، أنه كان يراعى أرضه الزراعية المجاورة للمعدية وفجأة سمع صراخ واستغاثات بعضها من الأطفال والفتيات وهم يصارعون الموت، وحين هرول إلى المعدية سمع الناس تقول «إلحقوا البنات والعيال وقعوا من العربية النقل»، ف«جريت وجبت مركب صغير علشان أنقذهم بسرعة».
«مصطفى»، أضاف فى حديثه: «أنقذت وعدد من الأهالى اللى كانوا عائدين من عملهم ويستعدون لركوب المعدية للتوجه لأشمون نحو 4 بنات وولدين».
بحزنٍ أشار إلى أنه لم يستطع والأهالى إنقاذ الطفلين زينب عبدالمؤمن، 16 سنة، وابن خالتها سعيد مسعد، 13 سنة: «لقيناهم ميتين على وش الميه، وكانوا شربوا ميه كتيرة فخرجنا جثثهم وغطناهم علشان أسرتهم تستلمهم».
وتكثف قوات الإنقاذ فى محافظة الجيزة جهودها لانتشال الجثمان الأخير من ضحايا غرق سيارة ربع نقل سقطت من أعلى معدية أثناء مرورها من الجيزة إلى المنوفية.
وتجمع الأهالى لليوم الثالث على التوالى، أمام مرسى المعدية من الناحية الأخرى من فرع النيل، لمتابعة استخراج آخر جثث الضحايا وهى لفتاة تدعى شروق. أكد الأهالى أن الفتاة المفقودة هى الابنة الكبرى لوالدها، وكانت تساعده على تربية شقيقاتها الأربع الصغار فى مواجهة أعباء الحياة.
وتمكنت قوات الإنقاذ النهرى من انتشال 7 جثامين من الضحايا، هم: دعاء نبيل، وندى أحمد، وهاجر عبدالصمد، وزياد أحمد حسن، ومحمد صبرى سالم، وزينب عبد المؤمن، وسعيد مسعد الطنانى، وتم دفن الجثامين فى مقابر أسرهم بقرية عزبة التفتيش.
وسادت حالة من الحزن بين أبناء القرية حيث انتشر الأهالى فى شوارع القرية، وتم تشييع الجثامين الى مثواهم الأخير.
والتقت «المصرى اليوم» بوالدة زينب عبدالعزيز، إحدى الضحايا، وقالت: «بنتى كانت طالعة لرزقها ولقمة عيشها، عشان تجهز نفسها. عروسة مخطوبة وحاجزين لها القاعة عشان فرحها..».
وتوضح: «بنتى زينب طلعت من المدرسة من تالتة إعدادية وبدأت تشتغل من 3 شهور فى المزرعة عشان تساعد أبوها، وأبوها بيشتغل عامل باليومية، بيشتغل يوم ويقعد 10، وأجرته 50 جنيه».
وتقول أم زينب: «بقوا بيضحكوا عليا إخواتى ويقولوا لى دى عايشة، دى فى المستشفى ودراعها مكسورة، وما عرفتش بوفاتها إلا بعد المغرب».