مصر تدعم تحركات الاستقرار فى السودان

أكدت وزارة الخارجية أن مصر تُتابع عن كثب التطورات الأخيرة فى جمهورية السودان الشقيق، وفى هذا الإطار تدعم مصر التحرك الأُممى الحالى الداعم لتحقيق الاستقرار بالسودان من خلال تفعيل حوار بين الأطراف السودانية من شأنه حل وتجاوز الأزمة الراهنة، والحيلولة دون الانزلاق إلى دائرة الفوضى.
وناشدت مصر كافة الأطراف للعمل على اختيار رئيس وزراء انتقالى توافقى جديد وتشكيل حكومة فى أقرب وقت ممكن، معربة عن استعدادها لدعم تلك الحكومة بكافة السُبُل الممكنة، كما تشدد مصر على أن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة.
ومن جانبها، أعلنت الأمم المتحدة، بالتشاور مع الشركاء السودانيين والدوليين، إطلاق مشاورات سياسية أولية بين الأطراف السودانية «الفرقاء السودانيين»، تتولى الأمم المتحدة تيسيرها بهدف دعم أصحاب المصلحة السودانيين للتوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة السياسية الحالية والاتفاق على مسار مستدام نحو الديمقراطية والسلام.
وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة يوناميتس، فى بيان، عن قلقه من أن يؤدى الانسداد السياسى الراهن إلى الانزلاق بالبلاد نحو المزيد من عدم الاستقرار وإهدار المكاسب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى تحققت منذ قيام الثورة، مشيرًا إلى أنه لم تنجح كل التدابير التى تم اتخاذها حتى الآن فى استعادة مسار التحول الذى يحقق تطلعات الشعب السودانى.
وقال فولكر بيرتس: «لقد حان الوقت لإنهاء العنف والدخول فى عملية بنّاءة وستكون العملية شاملة للجميع، وستتم دعوة كافة أصحاب المصلحة الرئيسيين من المدنيين والعسكريين، بما فى ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدنى والمجموعات النسائية ولجان المقاومة».
وأكد الواثق البرير، الأمين العام لحزب الأمة القومى، أن الحزب يرحب مبدئيًا بالمبادرات التى أطلقتها مؤسسات دولية، بما يساهم فى حل الأزمة السياسية فى السودان، شريطة أن تدفع تلك المبادرات نحو تحقيق مطالب الشعب السودانى بالتحول المدنى الديمقراطى، وقال، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: «سندعم أى مبادرة للوصول إلى تحقيق هذا الهدف».
واعتبر الأمين العام لحزب الأمة القومى أن خارطة الطريق التى طرحها الحزب لحل الأزمة السياسية تستند على عقد مائدة مستديرة بين القوى السياسية السودانية للتوافق حول كيفية حل الأزمة وتحقيق التحول المدنى الديمقراطى المنشود، وقال: «هذا هو جوهر خريطة الطريق التى طرحناها»، مؤكدًا أنه ليس هناك حل للأزمة السياسية السودانية دون حوار، وهو ما طرحه الأمين العام للأمم المتحدة وممثله فى السودان.
ودعا الأمين العام لحزب الأمة القومى، المجتمع الدولى والإقليمى ودول الجوار لدعم ذلك الحوار، حتى يتم الوصول إلى أرضية مشتركة.
وأضاف: «نحتاج فى هذه المرحلة إلى إجراءات بناء الثقة وإلغاء الطوارئ، ومحاولة التصالح مع الشارع والاعتراف بحقه فى التعبير السلمى عن آرائه، ثم الانخراط فى حوار هادف وإيجابى».
وفى رده على سؤال حول تشكيل الحكومة الانتقالية قبيل عقد الحوار أم الانتظار لنتائجه، اعتبر «الواثق» أن أى محاولة لفرض أمر واقع جديد وتسمية رئيس الوزراء الجديد سوف تصب الزيت على النار، مؤكدًا أن المطلوب فى الوقت الراهن هو كيفية الرجوع إلى مربع الانتقال للوصول إلى الحكم المدنى الديمقراطى، وشدد على أن تحركات الشارع السودانى الآن ثورة حقيقية وليست مقاومة أو احتجاجًا، لتحقيق الهدف الأساسى والوصول إلى سودان جديد يؤمن بالديمقراطية، وقال: «إن أى محاولة للقفز إلى الأمام لن تجدى نفعًا».
وردًا على سؤال حول مطالب بعض القوى السياسية السودانية بتحقيق المعادلة الصفرية وخروج المكون العسكرى من العملية السياسية، قال: «نحن فى حزب الأمة كنا نعتقد أن هناك ضرورة لوجود علاقة توافقية بين كافة المكونات المختلفة، بما فيها المكون العسكرى، حفاظًا على الفترة الانتقالية من الانهيار»، وأضاف: «إلا أن المكون العسكرى فض هذه الشراكة بمحض إرادته وحاول أن يُقصى المكون المدنى وفرض وصايته على الشعب السودانى بانقلاب 25 أكتوبر الماضى».
وأشار الأمين العام لحزب الأمة القومى إلى الحاجة لإيجاد معادلة قضيتى عدم الإفلات من العقاب والمحاسبة وكيفية تناول القضايا العالقة، على رأسها فض اعتصام القيادة العامة ومحاسبة المتسببين فى سقوط 60 شهيدًا منذ 25 أكتوبر الماضى، وقال: «كلها قضايا شائكة واجبة النقاش».
وفى سياق متصل، تلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالى بالسودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أمس الأول، اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، تم خلاله التأكيد على التزام المنظمة الدولية بدعم الفترة الانتقالية حتى الوصول للانتخابات.
وأطلع رئيس مجلس السيادة، خلال الاتصال الهاتفى، جوتيريش على تطورات الأوضاع فى السودان والجهود التى يبذلها شركاء المرحلة الانتقالية من أجل العبور بعملية الانتقال نحو التحول الديمقراطى والحكم الرشيد.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة اهتمام المنظمة الدولية باستقرار الفترة الانتقالية وتشجيع الحوار بين كل الأطراف السودانية لضمان الانتقال السلس الذى يُفضى إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، تحقق تطلعات وآمال الشعب السودانى. وأكد البرهان وجوتيريش على ضرورة استكمال هياكل ومؤسسات الفترة الانتقالية والإسراع فى تشكيل حكومة مدنية تعمل على تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة المتمثلة فى الحرية والسلام والعدالة.