«السيادة السودانى» يدعو للوحدة بعد محاولة الانقلاب

دعا رئيس مجلس السيادة السودانى، الفريق عبدالفتاح البرهان، القوى السياسية بالسودان، إلى الوحدة والتماسك عبر المبادرات المطروحة من أجل بناء الدولة، لافتًا إلى أن عملية بناء الوطن وحماية أمنه واستقراره مسؤولية مشتركة بين العسكريين والمدنيين ومن خلفهم الشعب.
ووجَّه رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، التحية لضباط وجنود سلاح المدرعات بمنطقة «الشجرة»، لوقفتهم الصلبة، وسيطرتهم على الأوضاع واحتواء ما جرى بحكمة، الأمر الذى جنّب البلاد إراقة الدماء، مؤكدًا على وحدة واصطفاف القوات النظامية مع الشعب، لحماية الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطى بالسودان، حيث إن كل وحدات القوات المسلحة السودانية متوحدة خلف هذا الهدف.
وقال «البرهان»، ل«الضباط والجنود» بمنطقة الشجرة، أمس: «أنتم حرّاس الانتقال الديمقراطى بالبلاد، حتى تسليم السلطة إلى القوى الوطنية التى ينتخبها الشعب»، منوهًا بأنه يتابع أوضاع أفراد القوات المسلحة السودانية والظروف التى يمرون بها، حيث يتم بذل جهود كبيرة لتحسين أوضاعهم الاقتصادية.
وعقد مجلس الأمن والدفاع، برئاسة «البرهان»، اجتماعًا طارئًا، أمس الأول، بغرض استعراض الموقف الأمنى فى البلاد، بعد أن وردت لدى الأجهزة الأمنية السودانية معلومات بالتخطيط والتنفيذ لمحاولة انقلابية، بقيادة اللواء ركن عبدالباقى الحسن عثمان (بكراوى) ومعه 22 ضابطًا آخرون، برتب مختلفة، وعدد من ضباط الصف والجنود.
وقال وزير الدفاع السودانى، الفريق ركن يس إبراهيم، إن التحريات والتحقيقات الأولية للمحاولة الانقلابية أشارت إلى أن الهدف منها كان الاستيلاء على السلطة، وتقويض النظام الحالى للفترة الانتقالية، مضيفًا: «تم إجهاض المحاولة فى زمن وجيز، بيقظة وتضافر الأجهزة الأمنية، دون حدوث أى خسائر فى الأرواح والممتلكات، وتم القبض على كل المشاركين الذين وردت أسماؤهم فى التحقيقات ويجرى استكمال استجواب هذه المجموعة لتبيان تفاصيل هذه المحاولة».
وأشار «إبراهيم» إلى أن القوات المسلحة ستظل على العهد بها دومًا؛ تحافظ على صون حقوق الوطن ومكتسبات الشعب السودانى الصامد الأبى، لافتًا إلى أن القوات النظامية صادقة فى المضى فى شراكتها الحقيقية مع قوى الثورة الحية، للانتقال الديمقراطى الذى يعزز دولة المواطنة وصون الوطن.
من جانبها، أوضحت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدى، أن السلطات السودانية المختصة أحبطت أمس المحاولة الانقلابية الفاشلة التى قام بها بعض الضباط من الرتب الوسيطة والصغرى، بالإضافة إلى بعض المدنيين ذوى الصلة بالنظام البائد.
وأضافت «مريم»، خلال إحاطتها أعضاء السلك الدبلوماسى المعتمد بالخرطوم حول المحاولة الانقلابية الفاشلة، أن قيادة القوات المسلحة السودانية تصدت لها، وتمت السيطرة الكاملة على الوضع، وإلقاء القبض على قادتها من العسكريين والمدنيين، ويجرى التحقيق معهم، مؤكدة أن إعلان حكومة السودان إحباط هذا المخطط الانقلابى أثار ردود أفعال إقليمية ودولية إيجابية جديرة بالثناء والتقدير.
وتابعت: «لقد أزعج التقدم المطرد والنجاحات والإنجازات المتتالية التى حققتها ثورة ديسمبر المجيدة على الصعيدين السياسى والدبلوماسى، ونجاح حكومة الفترة الانتقالية فى فك طوق العزلة الدولية الذى كان مضروبًا على السودان من جراء السياسات الرعناء للنظام المُباد، وخصوصًا الدلائل الواضحة على تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلى فى الآونة الأخيرة، عناصر الثورة المضادة، وأصابهم بالإحباط، ما دفعهم الى هذه المحاولة اليائسة الرامية إلى قطع الطريق أمام مسيرة الفترة الانتقالية الماضية بعزم نحو إنجاز التحول الديمقراطى المنشود».
واستكملت وزيرة الخارجية: «خاب فأل أعداء الثورة تمامًا، وكانت النتيجة هى أن ازدادت لُحمة وتماسك شركاء الفترة الانتقالية، كما ازداد وعيهم بخطورة مخططات فلول النظام البائد وسعيهم الدؤوب إلى إفشال الانتقال، ومحاولة تقويض مكتسبات وإنجازات ثورة ديسمبر المجيدة، الأمر الذى دعاهم إلى التحلى باليقظة التامة حيال تلك المخططات، وننتهز هذه الفرصة لكى تعرب الوزارة عن عميق شكرها وتقديرها لجميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التى أدانت المحاولة الانقلابية وأعربت عن تضامنها مع السودان وحكومته الانتقالية، وذلك انطلاقاً من الموقف المبدئى القائم على رفض وشجب كافة أنواع التغيير للسلطة بوسائل غير دستورية».
وناشدت وزيرة خارجية السودان المجتمع الدولى والدول الصديقة والشقيقة تقديم الدعم المطلوب لعملية الانتقال فى السودان، بما يمكنها من مجابهة التحديات الجسام الماثلة أمامها، والعبور بأمان وصولًا لمرحلة التحول الديمقراطى بإنجاز جميع استحقاقاته اللازمة، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السودانى فى التنمية والسلام والحرية والعدالة والتداول السلمى المستدام للسلطة.
وأدانت مصر المحاولة الانقلابية الفاشلة التى شهدها السودان، مؤكدة دعمها مؤسسات الحكم الانتقالى وجهودها الدؤوبة لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب السودانى فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ البلاد، وأكدت حرصها الكامل على استقرار وأمن وتنمية السودان، ورفضها أى محاولة للمساس بهذا الاستقرار أو عرقلة جهود التنمية، وذلك فى إطار وحدة المصير والروابط الأزلية التى تجمع بين شعبى وادى النيل.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، محاولة الانقلاب، وقال فى بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، إن أى جهد لتقويض الانتقال السياسى فى السودان سيُعرض للخطر التقدم الذى تم إحرازه بشق الأنفس على الجبهتين السياسية والاقتصادية.
ودعا «جوتيريش» جميع الأطراف إلى مواصلة الالتزام بالعملية الانتقالية، وتحقيق تطلعات الشعب السودانى فى مستقبل شامل وسلمى ومستقر وديمقراطى، وأكد أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب حكومة السودان وشعبه فى هذا المسعى.
وأشار الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل فونتيليس، إلى أن الاتحاد الأوروبى يدين هذه المحاولة الانقلابية، متابعًا: «سنواصل دعم الحكومة الانتقالية فى السودان لتحقيق السلام والازدهار والديمقراطية فى البلاد».