«المصري اليوم» ترصد التأخير وساعات توقف قطارات الوجهه القبلي في أعياد الميلاد

رحلة من أسيوط للإسكندرية لم تتجاوز7 ساعات بالقطار ولكنها تحولت إلى معاناة دامت 26 ساعة لجميع ركابه، هكذا وصفها السيد همام كمال، أحد ركاب القطار، رحلة همام كانت من أسيوط للإسكندرية، والقطار قادم من تجربة والتي تسببت له في عدم استقلال القطار مرة أخرى، وصل همام محطة أسيوط الساعة الخامسة مساء يوم الأحد.
خلال الأسبوع الماضي تأخرت قطارات الوجه القبلي عن موعدها، وتجاوزت نسب التأخر لأيام وأرجعت إدارة السكة الحديد أن هذا التأخر بسبب سقوط الأمطار التي تسببت في خلل في منظومة الإشارات الجديدة، مما أدي إلى إلغاء عدد من الرحلات بشكل مؤقت.
تداول الركاب حكاياتهم ومعانتهم داخل القطارات على مواقع التواصل الاجتماعي، منهم من طلب المساعدة من زملاءه وأقرباءه في أقرب محطه له، ومنهم من حاول البحث من خلال منشوره عن حل للأزمة ومنهم من حاول توصيل صوته للمسؤولين.
المصري اليوم تواصلت مع بعض ركاب قطارات الوجه القبلي ممن واجهوا صعوبات وعلقوا داخل القطارات لساعات طويلة، بالتزامن مع أجازات أعياد الميلاد المجيدة والإقبال على السفر بالقطارات من القاهرة والأسكندرية إلى الوجهه القبلي لقضاء اجازة الأعياد.
«‏دا انا فعلا سبت العربيه اللي كان فيها ومشيت لاحسن يموت واحنا في منتنصف مكان مقطوع كده ومعرفش اعمل حاجة»، فأوضح همام أن معاناة الركاب لم تنتهي بمجرد صعودهم على متن القطار، فاستمرت أزمة بطء سير القطار وتعطله عن العمل، فيحكي الراكب عن معاناة الركاب من أطفال، مسنين ومرضى بسبب نقص الأدوية والمياه والغذاء، وكان من المتضررين أم وابنها الذي أصابه المرض خلال الرحلة الطويلة، فارتفعت حرارة الطفل وبدأ في البكاء الأمر الذي أثر فيه ودفعه إلى ترك العربة، يأتي هذا بالإضافة إلى حالات الإغماء بين الركاب «والله كان فيه ناس وبنات اغمي عليها».
«الناس نزلت ف نص اللامكان بعد المنيا»، يكمل الراكب أن حالة التوتر بداخل القطار بالإضافة إلى التعطيل المستمر والتأخير إلى أجل غير مسمى دفع الركاب إلى هجر القطار في منتصف صحراء الصعيد، ليبحثوا عن وسيلة أخرى للعودة إلى منازلهم وعائلاتهم وأعمالهم.
وقال همام «للمصري اليوم»، بأنه ومن معه من الركاب الذين قرروا البقاء على متن القطار بعد وصولهم إلى القاهرة تم «إجبارهم» على ترك القطار وتغييره إلى درجة أقل لأنه تم إلغاء رحلتهم.
ولم يكن هذا القطار هو الحالة الوحيدة، فكما تداول مستخدمي السوشيال ميديا، طالت الأزمة جميع قطارات الوجه القبلي، وتم الغاء العديد منها، والقطارات التي لم يتم الغاءها استغرقت وقتا أطول من المعتاد في الوصول، أحد قطارات أسوان 36 ساعة في طريقهم إلى القاهرة، وعانت هي الأخرى من نفاذ المياه والأدوية وحالات الإعياء.
الجدير بالذكر أن تلك الأعطال أتت بالتزامن مع عيد الميلاد المجيد، وكلفت عدد من الركاب قضاء الأعياد مع عائلاتهم سواء بالصعيد والقاهرة.
غ.ه أحد ركاب قطار متوجه من أسوان إلى القاهرة أمضت 25 ساعة في القطر، وأخبرتنا في تصريحات ل «المصري اليوم»، أن القطار لم يتعطل لكنه كان يتحرك بسرعة بطيئة فاستغرق ضعف الوقت على حسب قولها، واستكملت أن جزء من المشكلة أنه لم يتم إبلاغ الركاب بوجود مشكلة فأتى التأخير بمفاجأة لمعظم الركاب، احنا بقى لا اتقالنا إن فيه مشكلة في القطر يعني على الأقل كنا ناخد احتياطات في الأكل والماية وكده، ولا اتقالنا سبب المشكلة يعني أنا لحد دلوقتي معرفش ليه حصل كده أصلا.
وأوضح أيضا بعض الركاب على مواقع السوشيال ميديا، أن جزء آخر من المشكلة هو تعطل الكهرباء داخل القطارات، فبعد إن فرغت بطاريات هواتفهم فقد عدد من الركاب وسائل اتصالهم بالعالم الخارجي فأتي ذلك بالإضافة إلى حقيقة أنهم عالقين بالقطار لمدة ليست بالقصيرة بحالة هلع بعضا منهم.
بعضهم إضطر إلى دفع مبالغ كثيرة داخل القطار مقابل شحن الهواتف المحمولة بالكهرباء فقال عنها أحد الركاب «‏طبعا تلفونات الناس فصلت صح وبوفية القطار عنده كهربة تروح تشحن بقي تشرب حاجه إجباري ‏بعشره جنيه على مرتين وكان فيه طابور للشحن» .
يذكر أن هيئة السكك الحديدية أصدرت بيانا يوم الجمعة، أنه سيتم تقليل سرعة القطارات نظرا لهطول الأمطار وذلك حرصا على سلامة الركاب، لكن لم يتم توضيح المشكلة حتى، حيث أن الأمطار أحدثت خللًا كهربائيا في منظومة الإشارات الجديدة، حيث حول العطل الكهربائي جميع الإشارات إلى اللون الأحمر الأمر الذي يؤدي إلى توقف القطارات تلقائيا.
وأكد كامل الوزير، وزير النقل، في برنامج تلفزيوني سابق، أنه تم توفير وجبات مجانية لركاب القطارات المتأخرة، بالإضافة إلى أنه سيتم إعادة ثمن التذكرة للركاب الذي تم إلغاء رحلتهم.