شهدت منطقة الزورق المقدس بمعابد الكرنك رفع الستار عن تمثالى «آمون وزوجته آمونت»، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وممثلى المركز المصرى الفرنسى. وبدأت أعمال ترميم التمثالين الموجودين بجوار مقصورة الزورق المقدس فى 2019، بالتعاون بين وزارة السياحة والآثار والمركز المصرى الفرنسى، حيث تم استكمال الأجزاء المفقودة من «تمثال توت عنخ آمون» على غرار نموذج لتمثاله الموجود بالمتحف المصرى بالتحرير. وقال الدكتور أحمد الطاهر، مدير المركز المصرى بالأقصر، إن تمثال توت عنخ آمون من «حجر الكوارتزيت»، وتم اكتشافه فى 1897، وكان محطَّمًا فى العديد من أجزائه. وأوضح مدير المركز الفرنسى لدراسة معابد الكرنك، الدكتور لوك جابولد، أنه تم تصميم تخيل للترميم المتوقع للتمثال خلال العام قبل الماضى، بالمشاركة بين وزارة الآثار والمركز، حيث شملت الأعمال ترميم الصدر والرجل اليسرى معتمدًة على شكل التمثال الذى يحمل رقم «JE34049» بالمتحف المصرى، والمنحوت من الحجر الرملى القريب من التمثال الأصلى. فى سياق متصل وصلت أكثر من 45 حافلة سياحية تقلّ عددًا كبيرًا من السائحين إلى مدينة الأقصر، أمس، تتراوح أعدادهم بين 8 و10 آلاف سائح، قادمة من مدينتى «سفاجا والغردقة» وباقى مدن البحر الأحمر، ضمن رحلات «اليوم الواحد»، إلى جانب رحلات مباشرة من بعض الأسواق العالمية. واستقبلت المناطق الأثرية بالمدينة السياحية زائريها من البرازيل وأمريكا وألمانيا وفرنسا وبيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا وإسبانيا والبرتغال، والذين أعربوا عن شدة إعجابهم بما شاهدوه من عظمة الحضارة المصرية العريقة، ودقة تطبيق الإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية فى الفنادق والمواقع الأثرية والمتاحف، ما دفعهم للشعور بالراحة والأمان والاستمتاع بالإجازة، والحرص كذلك على التقاط الصور التذكارية التى تخلّد تواجدهم بعاصمة السياحة العالمية. وزار عدد كبير من السياح «طريق الكباش الفرعونى» الذى يمتد بطول 2700 متر، ويربط بين معبد الأقصر ومجموعة معابد الكرنك، والتقطوا الصور التذكارية مع الكباش الموجودة على جانبى الطريق، حيث امتلأت أحاديثهم مع المرشدين السياحيين بالإعجاب بعظمة القدماء المصريين، مبدين سعادتهم بمشاهدة أعمال الحفائر والترميمات المستمرة فى الطريق وعظمة المصريين فى إعادة كشف طريق إحياء الاحتفالات الملكية وإعادته للحياة، ليكون حديث العالم بعد الحفل الأسطورى الذى بهر العالم أجمع، أمس الأول، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعدد من ممثلى الدول العربية والأوروبية. وشهدت صالة الأعمدة بمعابد الكرنك زحامًا كبيرًا من السياح، وتسابقوا على التقاط الصور التذكارية بجوار الأعمدة التى تم إعادة ترميمها وإظهار ألوانها الأصلية، فضلًا عن التواجد أمام البحيرة المقدسة والطواف حول «الجعران المقدس»، لتحقيق الأمنيات وجلب السعادة لهم. وقال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، إن الحفل الأسطورى لافتتاح طريق الكباش أثار إعجاب جميع أصدقائه حول العالم من خلال نشر الصور للاحتفالية عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وأبدوا انبهارهم بالتنظيم الكبير وأنشودة الحفل والمراكب الملكية، خاصة أن هذا الحدث التاريخى نجح فى مزج الماضى بالحاضر. وأضاف «عثمان» أن ما تم تقديمه خلال الحفل من عروض فنية وأفلام وثائقية وأنشودات أعادت للأذهان حفل عيد الأوبت الذى كان يقام فى عهد الفراعنة فى مشهد إبداعى وبانوراما حية، يعكس أهمية السياحة الثقافية للأقصر ومدن الجنوب، ويؤكد أن الجمهورية الجديدة قادرة على تكرار عظمة الأجداد فى البناء والتنمية والتعمير، لافتًا إلى أن هذا الحدث سيساهم بشكل كبير فى زيادة التدفقات السياحية الوافدة، وإدراج الطريق ضمن برامج الزيارات المختلفة للسائحين. وأوضح أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية بالأقصر، أن نجاح هذه الاحتفالية بمثابة دعاية كبيرة ورسالة إيجابية للعالم أجمع، تؤكد أن مصر آمنة، ولا تزال تملك الدليل على عظمتها وريادتها، وكذلك قدرتها على تحقيق مرتبة متقدمة وسط الدول السياحية الكبرى فى المستقبل القريب. وأكد «أبوزيد» أن ما حدث على أرض الأقصر لم تشهده عاصمة السياحة فى العالم من قبل، لا سيما أنه فتح شهية العاملين بقطاع السياحة على استمرار الإبداع فى الأداء السياحى، حتى يكون هذا الحدث التاريخى بداية للانطلاقة السياحية المرتقبة خلال السنوات المقبلة، وتابع: «هذه الرسالة الواضحة للعالم ستحقق مردودًا إيجابيًا كبيرًا.. فمصر لا تزال تحمل الكثير من الأسرار والطاقة الروحية التى تجعلها تنتعش وتواصل مسيرة التقدم والارتقاء. نعيش الآن حالة من الأمل على جميع المستويات وفى أنحاء الجمهورية كافة».
