الإعادة على مقعد واحد، نتائج الحصر العددي لانتخابات الإعادة بالدائرة الأولى بالفيوم    من 19 إلى 30، إدارة ترامب تخطط لزيادة الدول المشمولة ب"حظر السفر"    ضمن «صحّح مفاهيمك».. أوقاف المنيا تنظّم ندوة بعنوان «احترام الكبير»    شوقي حامد يكتب: غياب العدالة    وجوه بائسة وغيبوبة من الصدمة، شاهد ما حدث في لقاء محافظ الدقهلية أصحاب محال "سوق الخواجات"    آداب سماع القرآن الكريم.. الأزهر للفتوي يوضح    ما حكم إخراج الزكاة لتوفير فرص العمل للشباب.. الإفتاء تجيب    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة قبيا غرب رام الله بالضفة الغربية    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    عصام عطية يكتب: الأ سطورة    وزير الأوقاف ينعي شقيق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم    الأنبا رافائيل يدشن مذبح «أبي سيفين» بكنيسة «العذراء» بالفجالة    الأزهر للفتوي: اللجوء إلى «البَشِعَة» لإثبات الاتهام أو نفيه.. جريمة دينية    الصحة: الإسعاف كانت حاضرة في موقع الحادث الذي شهد وفاة يوسف بطل السباحة    صحة الغربية: افتتاح وحدة مناظير الجهاز الهضمي والكبد بمستشفى حميات طنطا    الجيش الأمريكي يعلن "ضربة دقيقة" ضد سفينة مخدرات    عاجل- أكسيوس: ترامب يعتزم إعلان الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة قبل أعياد الميلاد    دعاء صلاة الفجر اليوم الجمعة وأعظم الأدعية المستحبة لنيل البركة وتفريج الكرب وبداية يوم مليئة بالخير    "الأوقاف" تكشف تفاصيل إعادة النظر في عدالة القيم الإيجارية للممتلكات التابعة لها    وست هام يفرض التعادل على مانشستر يونايتد في البريميرليج    رئيس هيئة الدواء يختتم برنامج "Future Fighters" ويشيد بدور الطلاب في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتعزيز الأمن الدوائي    نجوم العالم يتألقون في افتتاح مهرجان البحر الأحمر.. ومايكل كين يخطف القلوب على السجادة الحمراء    دنيا سمير غانم تتصدر تريند جوجل بعد نفيها القاطع لشائعة انفصالها... وتعليق منة شلبي يشعل الجدل    فضل صلاة القيام وأهميتها في حياة المسلم وأثرها العظيم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان    مصادرة كميات من اللحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بحي الطالبية    نتائج االلجنة الفرعية رقم 1 في إمبابة بانتخابات مجلس النواب 2025    كأس العرب - يوسف أيمن: كان يمكننا لوم أنفسنا في مباراة فلسطين    صاحبة فيديو «البشعة» تكشف تفاصيل لجوئها للنار لإثبات براءتها: "كنت مظلومة ومش قادرة أمشي في الشارع"    د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!    وزير الكهرباء: رفع كفاءة الطاقة مفتاح تسريع مسار الاستدامة ودعم الاقتصاد الوطني    إعلان القاهرة الوزاري 2025.. خريطة طريق متوسطية لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد الأزرق    غرفة التطوير العقاري: الملكية الجزئية استثمار جديد يخدم محدودي ومتوسطي الدخل    ضبط شخص هدد مرشحين زاعما وعده بمبالغ مالية وعدم الوفاء بها    سبحان الله.. عدسة تليفزيون اليوم السابع ترصد القمر العملاق فى سماء القاهرة.. فيديو    البابا تواضروس الثاني يشهد تخريج دفعة جديدة من معهد المشورة بالمعادي    محطة شرق قنا تدخل الخدمة بجهد 500 ك.ف    قفزة عشرينية ل الحضري، منتخب مصر يخوض مرانه الأساسي استعدادا لمواجهة الإمارات في كأس العرب (صور)    الأمن يكشف ملابسات فيديو تهديد مرشحى الانتخابات لتهربهم من دفع رشاوى للناخبين    بعد إحالته للمحاكمة.. القصة الكاملة لقضية التيك توكر شاكر محظور دلوقتي    كاميرات المراقبة كلمة السر في إنقاذ فتاة من الخطف بالجيزة وفريق بحث يلاحق المتهم الرئيسي    العزبي: حقول النفط السورية وراء إصرار إسرائيل على إقامة منطقة عازلة    رئيس مصلحة الجمارك: ننفذ أكبر عملية تطوير شاملة للجمارك المصرية    انقطاع المياه عن مركز ومدينة فوه اليوم لمدة 12 ساعة    فرز الأصوات في سيلا وسط تشديدات أمنية مكثفة بالفيوم.. صور    اختتام البرنامج التدريبي الوطني لإعداد الدليل الرقابي لتقرير تحليل الأمان بالمنشآت الإشعاعية    ميلان يودع كأس إيطاليا على يد لاتسيو    مراسل اكسترا نيوز بالفيوم: هناك اهتمام كبيرة بالمشاركة في هذه الجولة من الانتخابات    أحمد سالم: مصر تشهد الانتخابات البرلمانية "الأطول" في تاريخها    محمد موسى يكشف أخطر تداعيات أزمة فسخ عقد صلاح مصدق داخل الزمالك    محمد إبراهيم: مشوفتش لاعيبة بتشرب شيشة فى الزمالك.. والمحترفون دون المستوى    مصدر بمجلس الزمالك: لا نية للاستقالة ومن يستطيع تحمل المسئولية يتفضل    كيف يقانل حزب النور لاستعادة حضوره على خريطة البرلمان المقبل؟    ضبط شخص أثناء محاولة شراء أصوات الناخبين بسوهاج    أخبار × 24 ساعة.. وزارة العمل تعلن عن 360 فرصة عمل جديدة فى الجيزة    "لا أمان لخائن" .. احتفاءفلسطيني بمقتل عميل الصهاينة "أبو شباب"    ترامب يعلن التوصل لاتفاقيات جديدة بين الكونغو ورواندا للتعاون الاقتصادي وإنهاء الصراع    "المصل واللقاح" يكشف حقائق صادمة حول سوء استخدام المضادات الحيوية    سلطات للتخسيس غنية بالبروتين، وصفات مشبعة لخسارة الوزن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل أيام من افتتاح طريق الكباش: طيبة «بانوراما الجمال تتجسد فى أرض الملوك»

قدر العالم قيمة طيبة القديمة واعتبرها قيمة عالمية استثنائية لا مثيل لها، وسجلت، كتراث عالمى باليونسكو، منطقة طيبة ومقبرتها (الأقصر) عام 1979 بناءً على ثلاثة معايير، وليس معيارًا واحدًا، وهى المعيار الأول والثالث والسادس، حيث تمثل طيبة نموذجًا للروائع فى تكوينها الفريد كمدينة للحكم، بمبانيها على البرين الشرقى والغربى، وتقف شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالحياة والموت فى عهد المصريين القدماء، وفى فترة وجود طيبة كعاصمة واستثنائيًا على حضارة المصريين القدماء حسب الدراسة التى أعدها الخبير الأثرى الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، تحت عنوان «طيبة.. بانوراما الجمال تتجسد فى أرض الملوك»، التى أجراها حول تاريخ طيبة والأقصر، وتناولت الاكتشافات الأثرية الثرية والقيمة التاريخية والعالمية للكنوز المصرية هناك، ملقيا، فى الوقت نفسه، الضوء على تاريخ وتطورات طريق الكباش.
وأكد ريحان، فى دراسته، أن اسم طيبة اقترن بالعديد من الأحداث والمعتقدات المرتبطة بتاريخ المصريين القدماء، حيث تعتبر عاصمة مصر فى الدولة الحديثة من 1570 إلى 1070 قبل الميلاد.
رصد الدكتور عبد الرحيم ريحان، الباحث والخبير الأثرى، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، مراحل التطوير الشاملة بالأقصر لاستقبال الحدث العالمى الذى يشهد افتتاح طريق الكباش يوم 25 نوفمبر الجارى، مشيرًا إلى أنه تم إنجازها بناءً على توجيهات من القيادة السياسية تمثلت فى تطوير ساحتى معبد الكرنك الخارجية والداخلية والطرق المؤدية إلى المعبد وإنشاء بوابة رئيسية لمعبد الكرنك تحتوى على مدخل ومخرج للحافلات السياحية وأماكن تمركز لأفراد الأمن والحراسة وعمل البرجولات الخشبية أمام البازارات السياحية بشكل يليق بمكانة المعبد ليصل عددها نحو 80 برجولة، إلى جانب تغيير جميع الأرضيات المتهالكة بالساحة الخارجية للمعبد بعمل أرضيات من الخرسانة المطبوعة بالأشكال الحجرية مطعمة بشرائح البازلت الأسود.
■ طيبة تتزين للحدث العالمى
أشار ريحان فى دراسته إلى أنه تم تغيير أرصفة ساحة معبد الكرنك وتزيينها ببلاط الإنترلوك وإعادة زراعة وتأهيل أحواض الزراعة وإضافة الزراعات والأشجار المزهرة بساحة المعبد الداخلية المؤدية إلى بهو المعبد بشكل جمالى يليق بمكانته، إلى جانب زراعة أشجار نخيل حول سور الساحة الخارجية لمعبد الكرنك، علاوة على أعمال تهذيب الأشجار والنخيل الموجود داخل ساحات المعبد الداخلية والخارجية كما تم الانتهاء من إنشاء ثلاثة ميادين أحدها أمام بوابة مطار الأقصر الدولى وآخر أمام نافورة المطار وثالث هو ميدان الشيخ موسى.
كما رصدت الدراسة ما قام به المهندس أسعد مصطفى، منسق حياة كريمة التابع لجهاز تعمير البحر الأحمر، مدير مشروع تطوير محافظة الأقصر بالتعاون مع إدارة الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة وإدارات المحافظة كاملة من إنشاء كورنيش النيل بطول 1.7 كيلو متر وإنارة جبل البر الغربى ليتماشى مع أعمال التطوير التى تمت بكورنيش النيل العلوى والسفلى وتطوير أربعة ميادين رئيسية وتطوير ساحة سيدى أبى الحجاج الأقصرى وتطوير شارع السوق السياحى.
■ طريق الكباش.. وحدة عقائدية
أشارت الدراسة إلى تاريخ الأقصر العريق، قائلة إنها حملت العديد من الأسماء فعُرفت باسم «دواست» أى الصولجان رمزًا لقوتها وعظمتها ثم أطلق عليها «نوث» أى المدينة ثم «طيبة» وأطلق عليها الأقصر فى زمن المسلمين بعد أن بهرتهم قصورها، وجسد تخطيط الأقصر الفكر المصرى القديم الذى يقسّم الحياة إلى أولى وآخرة من الشروق إلى الغروب، ففى البر الشرقى يقع معبد الكرنك المقر الرسمى للمعبود آمون ومعبد الأقصر، ويربط بينهما طريق الكباش كوحدة عقائدية واحدة، على حين توجد فى البر الغربى المعابد الجنائزية وأهمها الدير البحرى والرمسيوم ومدينة هابو ومعبد القرن وكذلك مقابر وادى الملوك والملكات.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن طريق الكباش هو الطريق الذى يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك وكان يبدأ من الشاطئ شارع فسيح تحف به تماثيل لأبى الهول، نجدها فى معابد الكرنك مُثلت على شكل أبى الهول برأس كبش والذى يرمز للإله آمون، وقد أطلق المصرى القديم على هذا الطريق اسم «وات نثر WAt-nTr» بمعنى طريق الإله، أما طريق الكباش فى معابد الكرنك فقد عُرف باسم «تا ميت رهنت» وترجمتها طريق الكباش أيضًا، ويوجد على طول الطريق البالغ 2.7 كم 1200 تمثال، وعرض هذا الطريق 76م وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملى ذات كورنيش نقش عليه اسم الملك وألقابه وثناءً عليه مقامة على قاعدة من الحجر مكونة من أربعة مداميك من الحجر.
والطريق عبارة عن ممشى من الحجر الرملى على جانبيه تماثيل على هيئة أبى الهول فمن الصرح العاشر بالكرنك إلى «معبد موت» يأخذ شكل جسم أسد ورأس الكبش، والجزء الأمامى من معبد خنسو يأخذ شكل الكبش الكامل، أمّا الجزء الممتد من معبد موت إلى معبد الأقصر فيأخذ شكل جسم أسد برأس إنسان وهو الجزء الأكبر من الطريق.
ولفت الدكتور ريحان إلى أن الملك توت عنخ آمون كان له دور محورى فى تغيير رؤوس تماثيل أبى الهول من الشكل الآدمى إلى شكل الكبش وذلك تقربًا للمعبود آمون وهو يعد أقدم ملك عثر على اسمه محفورًا على قواعد التماثيل الخاصة بطريق الكباش خلافًا لما قام به سلفه من الملوك.
ويبلغ وزن كل كبش من خمسة إلى سبعة أطنان ويمثل الإله آمون رع ورمزه الكبش فى مصر القديمة وكان رمز القوة والإخصاب عند المصريين القدماء.
■ طريق المواكب
أوضحت الدراسة أن طريق الكباش أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى تماثيل أبى الهول ذات رؤوس الكباش أحد رموز المعبود آمون المتراصة على جانبيه فيما بين معبد الكرنك ومعبد موت وأطلق عليه طريق أبى الهول نسبة إلى تماثيل أبى الهول المتراصة على جانبيه بين معبد موت ومعبد الأقصر وأطلق عليه طريق المواكب الكبرى نسبة إلى الغرض الفعلى الذى من أجله أنشئ الطريق، حيث استخدمه ملوك مصر القديمة كطريق مقدس للمواكب الدينية كما فى عيد الأوبت وهى التسمية الأكثر دقة فى رأى الدكتور مصطفى الصغير، مدير معبد الكرنك، من حيث شمولية هذا الاسم على الطريق من بدايته إلى نهايته بعكس التسميتين السابقتين اللتين اختصتا بأجزاء بعينها من الطريق دون الأخرى.
وأكد ريحان أن ملوك مصر القديمة ساهموا فى طريق المواكب الكبرى بالبناء أو الترميم ومنهم حتشبسوت، توت عنخ آمون، آى، حور محب، مرنبتاح، سيتى الثانى، رمسيس الثالث، نختنبو الأول، حيث أشارت حتشبسوت إلى قيامها ببناء ست مقاصير لاستراحة الزورق المقدس لآمون على جانبى طريق المواكب وسجلت ذلك على جدران مقصورتها الحمراء بالكرنك، كما سجل كل من مرنبتاح وسيتى الثانى ورمسيس الثالث أسماءهم على قواعد التماثيل فى مواضع مختلفة بينما قام كبير كهنة آمون «حريحور» الذى تم تنصيبه ملكًا بعد ذلك بعمل ترميمات للتماثيل وسجل ذلك بنص على مقدمة قواعد التماثيل كما قام الملك نختنبو الأول ببناء الطريق فيما بين معبد موت ومعبد الأقصر.
وأكدت الدراسة أن طريق الكباش الحالى ينتهى عند البيلون الأول وهو أضخم بيلون فى مصر كلها وأسهم فى بنائه عدد كبير من الملوك، والطريق فى شكله الحالى وما يحف به من كباش يرجع إلى عصر رمسيس الثانى ويبلغ عدد الكباش فى كل صف من الطريق فى الجزء الخارجى الذى يمتد من المرسى حتى الصرح الأول 20 كبشًا، والجزء الداخلى عدد 13 فى الناحية الجنوبية و19 كبشًا فى الجهة الشمالية ولا يزال طريق الكباش يحتفظ بجماله.
■ مهرجان الأبت
وأضاف الدكتور ريحان أن الاحتفالات الأولى من مهرجان الأبت القديمة، كانت تماثيل الإله تؤخذ عبر طريق الكباش الذى يربط بين المعبدين، وتتوقف فى المعابد الصغيرة التى شيدت خصيصًا فى طريقها، وهذه المعابد الصغيرة أو الأضرحة كان يمكن أن تكون مليئة بالقرابين، المهداة للآلهة أنفسهم وللكهنة الحاضرين للطقوس كذلك، وفى نهاية الاحتفالات فى معبد الأقصر، تغدو المراكب المقدسة عائدة مرة أخرى إلى الكرنك، وفى الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر، كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك عن طريق القوارب فى النهر وليس عبر طريق الكباش البرى ويُعقد احتفال إبت فى الشهر الثانى من فصل أخت وهو موسم فيضان نهر النيل.
وتبدأ المناظر بعيد الأوبت من الركن الشمالى الغربى من صالة الأعمدة بمعبد الكرنك وتنتهى فى الركن الشمالى الشرقى، حيث نجد توت عنخ آمون وهو يحرق البخور ويقدم القرابين والزهور لآمون والصور المقدسة للأرباب، بعدها تُحمل القوارب لتخرج من الصرح أو بوابة المعبد الذى بناه أمنحتب الثالث، «هو حاليًا الصرح الثالث لمعبد الكرنك» حتى تصل إلى شاطئ النهر، حيث توضع على متن المراكب التى تجر بالحبال فى اتجاه الجنوب حتى تصل إلى معبد الأقصر يصاحبها حملة الأعلام وكبار الموظفين والجنود والموسيقيون من عازفى الطبول والأبواق والمغنين والراقصين النوبيين.
■ أعمال الترميم والتطوير
رصد الباحث مجهودات وزير السياحة والآثار الدكتور خالد عنانى والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيرى وفريق العمل من آثاريين ومرممين ومهندسين ومصورين فى أعمال الترميم والتطوير التى مهدت لهذا الافتتاح العالمى، وقد بدأت أعمال الترميم والتطوير منذ نوفمبر 2019.
وقال إنه تم ترميم 19 كبشًا من الكباش داخل فناء معابد الكرنك فى الجهة الشمالية والذى أعاد الحياة فى الجهتين الشمالية والجنوبية بالفناء والبالغ عددها 48 كبشًا تم إنقاذها بالكامل.
كما تم مشروع قومى لإنقاذ 29 تمثالًا للكباش داخل معابد الكرنك، وذلك بعد نقل أربعة تماثيل كانت متواجدة خلف الصرح الأول بالمعبد لتزيين ميدان التحرير، وقد تبين أن باقى التماثيل تعانى من ضرر ودمار كبيرين نتيجة سوء نقلها وتخزينها فى تلك المنطقة من السبعينيات وقت افتتاح عروض الصوت والضوء وتقرر ترميمها وحمايتها من الدمار بعد التصوير الفوتوغرافى لها ورسم توثيقى لإظهار مظاهر التلف.
وأشار ريحان إلى أخطاء الترميم السابقة من رفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار، الأمر الذى أثر سلبًا عليها وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلى لها والوصول إلى قاعدة الكبش ومصدرها من نهر النيل لقرب المعبد من نهر النيل، والتى أدت إلى تحويل بعض أجزاء منها إلى بودرة رملية، كما أدى ظهور بعض النباتات فى فواصل الأحجار للكباش وجذور النباتات إلى زيادة الضغط فى الفواصل مما ساهم فى زيادة الشروخ علاوة على نمو للبكتيريا فى الأماكن الرطبة بالحجر وظهور بعض التعفنات، ومن أخطاء الترميم القديم وضع مونة أضرت بالتماثيل مكونة من الأسمنت الأسود المحفز للأملاح، علاوة على أن صلابته أشد من صلابة الحجر نفسه، مما أدى لانفصال وتدهور القشرة الملامسة للأسمنت الأسود.
وأشار ريحان إلى مجهودات مرممى المجلس الأعلى للآثار، قائلًا إنهم قاموا بمعالجة لكل هذه الأمور بوضع هذه التماثيل على مخدات أعلى قواعد حجرية متجاورة كل على حدة، كما تم عمل معالجة أرضية هذه القواعد وحمايتها من المياه الجوفية تم التنظيف الميكانيكى لكل كبش لإزالة الأتربة وتقوية الأجزاء الضعيفة منها باستعمال المواد المخصصة لها والمتعارف عليها عالميًا، أمّا الأجزاء الكبيرة فتم استعمال الاستانلس المقاوم للصدأ لتجميعها، وبعد الانتهاء من أعمال الترميم، تم وضع تلك الكباش على مصاطب كبرى تتحمل ثقل كل كبش والذى يتراوح وزنه بين 5 و7 أطنان.
ولفت ريحان إلى أن فكرة الترميم اعتمدت على محورين: الأول نقل الكباش من مكانها وحفر خندق بعرض 2 متر تقريبًا وعمق متر ونصف المتر وردم أرضية هذا الخندق بالزلط والرمال الحديثة لمنع المياه الجوفية من التأثير السلبى على التماثيل لأنها منحوتة من الحجر الرملى، والذى يتأثر بسرعة بالماء والرطوبة الموجودة فى التربة مع عمل قاعدة خرسانية حديثة لوضع التماثيل عليها بعد انتهاء أعمال الترميم والصيانة، وكل هذه الأعمال تمت بواسطة فريق متخصص من الآثاريين والمصورين والمرممين والفنيين التابعين لوزارة السياحة والآثار وتحت إشراف الوزارة مباشرة وبالتنسيق مع منطقة آثار الكرنك.
■ هوية الأقصر البصرية
أشارت الدراسة إلى الجهود المبذولة من جانب المسؤولين للمحافظة على هوية الأقصر البصرية، وذلك من خلال إنشاء جدارية بطول 25 مترًا وارتفاع 6 أمتار ووضع شعار الهوية البصرية الخاصة بالأقصر باللغتين العربية والإنجليزية، وتطعيم الجدارية بالأحجار وعمل أحواض زهور أسفلها وإضاءتها بإضاءات حديثة غير مباشرة، وعمل جداريات من الفنون الجميلة تعتمد فكرتها على الدمج بين الخط العربى وصور الرجل والمرأة المصرية من مصر القديمة ومن صعيد مصر مع توظيف المناظر الطبيعية الخلابة ورموزها الجميلة كالنخيل والمراكب الشراعية، بالإضافة إلى عمل جداريات البوليستر والتى تقوم بشكل أساسى على مشاهد من حياة المصرى القديم فى الحضارة المصرية القديمة، وهى مزودة بإضاءة لإبراز جمالها ليلًا وإنشاء وفتح طرق حول طريق الكباش ابتداءً من كوبرى الكباش وصولًا إلى معبد الكرنك وإعادة تأهيل الجزيرة الوسطى بطريق المطار وجانبى الطريق بطول 7 كم بداية من بوابة المطار وصولًا إلى كوبرى المطار وعمل بردورات حدائق بطول الطريق، حيث نجحت المحافظة فى إنشاء أربع حدائق جديدة حول معبد الكرنك وتزيين الطريق الدائرى الواصل بين طريق المطار إلى معبد الكرنك على طريق الكباش بمسطح حوالى 2000 متر، وأعمال تطوير كورنيش النيل من قاعة المؤتمرات الدولية حتى نهاية معبد الكرنك على النيل، وتشمل ترميم الأعمدة المصنوعة من الحجر الصناعى.
■ ستون عامًا من الاكتشافات
وأشار ريحان إلى ستين عامًا من الاكتشافات من خلال دراسة أثرية للدكتور مصطفى الصغير، مدير معبد الكرنك، وقد بدأت أعمال الحفائر الأولى على يد الآثارى زكريا غنيم فى 18 مارس 1949 بمعبد الأقصر وظهر أول تمثال واكتشف بعد ذلك أول أربعة تماثيل ثم وصل العدد إلى ثمانية تماثيل، وعرف أن الطريق يتجه جنوبًا، ثم كشف الدكتور محمد عبد القادر فى الفترة من 1956 - 1958 عن 14 تمثالًا آخر أعقبه اكتشاف الدكتور محمد عبدالرازق 1961 - 1964 لعدد 64 تمثالًا آخر لأبى الهول.
ومنذ منتصف السبعينيات حتى عام 2002 اكتشف الدكتور محمد الصغير والد الدكتور مصطفى الصغير الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت بمجموعة معابد الكرنك، والطريق المحاذى باتجاه النيل، وفى الفترة من 2005 حتى 2006 قام الآثارى منصور بريك مدير الآثار وقتها بإعادة أعمال الحفر للكشف عن باقى الطريق والذى قام بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريًا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور وإعادة أعمال الحفر للكشف عن باقى الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن.
وقام الدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر الأسبق، بنزع جميع الأراضى ووضعها تحت بند منفعة عامة، مما أسرع من عجلة العمل وتسهيل عملية الحفر وفى 2017 تم استكمال الطريق بعد توقفه لعدة سنوات بعد عام 2011.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.