الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات
تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة
200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)
سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير
فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين
محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة
شارك صحافة من وإلى المواطن
رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025
لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية
الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة
رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع
'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد
خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول
في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا
وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا
مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة
جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي
«بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز
مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت
اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة
بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا
بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي
بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية
حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل
امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل
أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما
حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)
نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب
إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي
إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم
إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول
رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي
دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت
نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"
أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل
29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها
الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما
خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى
«عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)
اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية
نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023
محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية
خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل
البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة
نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام
حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل
"بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان
علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله
تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)
صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة
الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم
ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟
هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»
كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي
سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه
خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب
البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الأقصر.. استعادة المدينة المقدسة
أخبار الأدب
نشر في
بوابة أخبار اليوم
يوم 30 - 10 - 2021
محسن جود
تترقب مدينة الأقصر عددا من الافتتاحات لمجموعة من المشروعات الكبيرة خلال الأيام المقبلة؛ سواء كانت أثرية، أو سياحية، لتحويلها إلى متحف مفتوح للآثار المصرية، المشروعات تضمنت إزالة كافة التعديات والتشوهات التى شهدتها المناطق الأثرية خلال العصور المتعاقبة، وتطوير عدد من المواقع الأثرية تشمل معابد الأقصر والكرنك وطريق الكباش الذى يعتبر من أبرز المشاريع الأثرية التى تشهدها الأقصر حاليا وهو أحد الأحلام التى راودت الأثريين من جميع أنحاء العالم وكل العاشقين للحضارة المصرية القديمة، حيث يرجع الطريق الأثرى الأطول فى العالم إلى أصله القديم واصلا بين معبدى الأقصر والكرنك.. وفى السطور القادمة نتجول فى المدينة التاريخية القديمة لنرصد التفاصيل الكاملة لعملية الإحياء التاريخية التى تجرى هناك.
الطريق للمتحف المفتوح
تتوالى الزيارات الميدانية للدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء لمتابعة ما يجرى على أرض الواقع فى الأقصر، حيث أكد حرصه على استمرار المتابعة بصورة دورية، وقال «سأقوم بزيارات أخرى متتابعة لحين موعد الافتتاح؛ حتى تظهر مدينة الأقصر فى أبهى صورها، كما أننا حريصون كل الحرص على أن تظهر مصر فى أفضل صورة أمام العالم أجمع»، وأكد أن حفل نقل المومياوات كان حدثا فريدا وكان حديث العالم لفترة طويلة، لذا سيتم العمل على أن يتم الاحتفال بمدينة الأقصر بصورة غير مسبوقة أيضا.
وخلال زيارته الأخيرة قال إن المدينة التاريخية تأتى على رأس اهتمامات الرئيس السيسى، وأضاف أن التوجيهات الرئاسية تتحدد فى استعادة الوجه الحضارى للمدينة وتحقيق التنسيق الحضارى لمبانيها ورفع كفاءتها وتطويرها. وأشار رئيس الوزراء إلى أنه عرض على الرئيس السيسى، بعض الصور التى توضح الجهد الكبير الذى يقوم به شبابنا من القائمين بتنفيذ المشروع العالمى إعادة كشف طريق الكباش والقائمين بأعمال ترميم معبدى الأقصر والكرنك، معربا عن اعتزازه بتواجد شباب من الجنسين متخصصين فى ترميم الآثار، وكذلك عدد من العاملين بالمجلس الأعلى للآثار؛ للقيام بأعمال الترميم، ومحاولتهم الدؤوبة لاستعادة الألوان الأصلية التى كانت تزين هذه المعابد من آلاف السنين.
شملت جولات الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقيه معبد الكرنك، لتفقد أعمال ترميم صالة الأعمدة الكبرى بالمعبد، استعداداً لاحتضان احتفالية افتتاح مشروع تطوير طريق الكباش وصعد رئيس الوزراء إلى أعلى نقطة فى معبد الكرنك حيث رأس الأعمدة التى يتم ترميمها، وأجرى حواراً مع عدد من شباب وشابات يتولون أعمال الترميم أعلى السقالات، وأكد لهم أنه عرض على الرئيس عبد الفتاح السيسى صورهم وهم يعملون فوق السقالات فى معبد الكرنك، مشيدا بما يبذلونه من جهود، ونقل لهم تحيات الرئيس وتقديره لما يقومون به من جهد رائع يبعث على الفخر.
قبلة العاشقين للتراث
وقال د. خالد العنانى وزير السياحة والآثار فى تصريحات سابقة إن الأعمال الجارية بمشروع إعادة كشف طريق الكباش قاربت على الانتهاء بنسبة تنفيذ تتجاوز 97% ولم يتبق سوى الجزء الخاص بكنيسة السيدة العذراء، حيث بدأت بالفعل أعمال إزالة الرديم خلف كنيسة السيدة العذراء باستخدام المعدات حتى تم الوصول لمستوى الأرض الأثرية، وجار حالياً تجهيز الجزء الأوسط من الطريق لأعمال بناء وترميم الممشى الحجرى فى هذه المنطقة المتبقية من الطريق الذى سيكون بمثابة محط أنظار العالم وقبلة العاشقين للتراث.
وأضاف الوزير أنه فيما يخص الجانب الغربى من تماثيل الطريق، فقد تم ترك شريط من الرديم الأثرى بعرض 3 أمتار وبطول الجدار الشرقى لكنيسة السيدة العذراء انتظاراً لاستكمال أعمال هدم هذا الجدار، ومن ثم البدء فى أعمال الحفائر الأثرية للكشف عن تماثيل الصف الغربى من الطريق، ليتم عقب ذلك تنفيذ السور لهذه المنطقة وتركيب الإضاءات الخاصة بها.
ولفت العنانى إلى استمرار أعمال الحفائر بالطريق، حيث تم الكشف عن أجزاء من تماثيل أبى الهول فى مواقع الحفائر، وجار العمل على توثيقها ورفعها تمهيداً لإعادة ترميمها وتركيبها على قواعدها، كما يقوم فريق العمل بإعادة تجميع الكتل المختلفة التى تمثل أجزاء من تماثيل أبى الهول لإعادة تركيبها فى أماكنها الأصلية، وأضاف أن أعمال الحفائر الجارية أسفرت حتى الآن عن الكشف عن آثار معاد استخدامها فى مبان ملحقة بالطريق، ومن أبرز هذه القطع الأثرية، جزء من وجه تمثال آدمى يحمل ملامح رومانية من الحجر الرملى، وهناك أيضاً كتلة من الحجر الرملى عليها خرطوش للملكة نفرتيتى، بالإضافة إلى أجزاء التلاتات التى تحمل نقوشا ترجع لعصر الملك إخناتون.
وفى مجموعة معابد الكرنك قال الدكتور خالد العنانى أن أعمال الترميم فى الصالة الكبرى تشمل 134 عمودًا، ارتفاع كل منها نحو20 م، بالإضافة إلى ترميم الزخارف والكتابات الهيروغليفية بها، وإظهارها بشكل واضح، هذا بالإضافة إلى ترميم تمثال الملك تحتمس الثانى الموجود بالصرح الثامن بمعبد الكرنك، مؤكداً أن أعمال الترميم تتم بناء على دراسات علمية دقيقة قام بها فريق العمل، للوقوف على أنسب طرق الترميم والتى تتناسب مع الحالة الراهنة للأثر، وتتسق مع الأسس العلمية التى أقرتها المواثيق الدولية، وأوضح العنانى، أن فريق الترميم الخاص بوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع عدد من خريجى أقسام الترميم بجامعتى الأقصر وجنوب الوادى ومعهد الترميم بالأقصر يتولى أعمال ترميم الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك، وإظهار ألوانها الأصلية.
وفى الشهور الأخيرة لا يكد يمر أسبوع دون أن يتواجد د. مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى الأقصر، ليكون على رأس البعثة الأثرية المصرية التى تعمل فى استكمال كشف طريق « الكباش « خاصة بعد الإنتهاء من ازالة قصر اندراوس باشا، ونجح وزيرى مع جيش من الأثريين فى اكتشاف العديد من رؤوس الكباش الأثرية التى كانت مطمورة تحت الطريق من عصور سحيقة، كما تم اكتشاف عتب من الحجر الجرانيتى الوردى يحمل خرطوش الملك تحتمس الثالث .
هوية موحدة
من جانبه أكد المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، أنه يتم تنفيذ خطة لتجديد الهوية البصرية لطريق الكباش ضمن رؤية فنية تستهدف إضفاء هوية موحدة لمدينة الأقصر بكاملها، مع تنفيذ أعمال الإنارة على جانبى الطريق بما يتيح الزيارة ليلاً، إلى جانب استكمال أعمال الرصف والتشجير حتى نهاية طريق الكباش، على النحو الذى يحقق المظهر الحضارى المميز لهذا الموقع الأثرى.
وقال إن محافظة الأقصر انتهت من طلاء واجهات ما يقرب من 1500 منزل من أصل 2000 منزل بالمناطق المستهدفة داخل مدينة الأقصر، وذلك استعداداً للاحتفالية المرتقبة، كما تم تنفيذ 7450 مترا طولا أعمال بردورات من أصل 8400 م.ط، بنسبة تنفيذ 89%، وتنفيذ 28000 م .ط أعمال انترلوك من أصل 35000 م.ط، بنسبة تنفيذ 80%، وتنفيذ نسبة 60% من أعمال الرصف التى تشمل 16 كم بطريق المطار (طريق مزدوج)، و1 كم طريق مدخل المعبد وطريق السيد يوسف وطريق الكباش الغربى من كوبرى المطار حتى كوبرى المطحن، وجار الانتهاء من تنفيذ أعمال البردورات والرصف، علما بأن أعمال الرصف تنتهى بنهاية جميع أعمال المرافق.
وأضاف بأن ذلك يتم فى إطار توجه الدولة لاستعادة الوجه الحضارى لمدينة الأقصر واستمرارا لمشروعات التطوير السابقة التى شملت مشروع الكورنيش العلوى والسفلى وتطوير 4 ميادين رئيسية وحديقة الطفل وتطوير ساحة سيدى أبو الحجاج وشارع السوق السياحى، ومشروع إنشاء مرسى سياحى جديد ومرسى معدية الأهالى وضم عدد 2 عبارة نهرية جديدة ومشروع إعادة إنارة جبل القرنة بالبر الغربى، وغيرها من مشروعات التطوير الأخرى منها تطوير عدد 2 ميدان وتجميل وتزيين ميادين المدينة حتى تواكب ذلك الحدث الهام والمرتقب.
أول كوبرى زجاجى
وذكر محافظ الأقصر تفاصيل إقامة أول كوبرى زجاجى على الضفة الشرقية لنهر النيل أمام معبد الأقصر والانتهاء من عملية إحياء طريق الكباش العالم وأوضح أن الكوبرى الزجاجى سوف يقوم بمهمة حماية بقايا المرسى الأثرى للمعبد، إذ تم الانتهاء من أعمال تنظيف وترميم المرسى الأثرى أمام معبد الأقصر وإعادة تركيب الأحجار المتساقطة منه، والتى كانت ترسو به مراكب الاحتفال بعيد الأوبت المصرى القديم.
ويتم خلال الوقت الحالى تجهيز بعض الأماكن على طريق المواكب الملكية لتكون معرضا للصور النادرة والتى تروى تاريخ معابد الكرنك والأقصر وطريق المواكب الذى يربط بين المعابد وأهم الاكتشافات الأثرية وصور ومناظر للأعياد والاحتفالات التى كانت تقام فى العصور القديمة وأن الاقصر سوف تصبح خلال الأسابيع القادمه متحفا عالميا مفتوحا ومتعة تسر الناظرين بما يليق بمدينة الاقصر التى تحتوى على ثلث اثار العالم وتحظى بدعم الرئيس عبدالفتاح السيسى.
طريق الكباش.. القصة الكاملة
أيام فقط ويعود أقدم وأطول أثر أقيم على أساس دينى فى العالم إلى الظهور ليتحقق الحلم الذى ظل يداعب الأثريين ومحبى الثقافة ليس فى مصر وحدها ولكن فى العالم بأسره منذ ما يقرب من قرن كامل.
يعتبر طريق أبوالهول «الكباش» من أكبر الطرق المقدسة التى شيدتها حضارة قديمة للربط بين منطقتين مقدستين وتزينه بطريقة عبقرية وفريدة.
كان هذا الطريق مخصصاً للاحتفالات والمواكب الدينية وهو الطريق الذى يربط معابد الكرنك بمعبد الأقصر، كان يستخدم فى الأعياد، وأهمها عيد «الأوبت» والذى كان يتم فيه الاحتفال بذكرى زواج الإله «آمون» من زوجته الآلهة «موت» حيث كان ينتقل فيه الإله «آمون» من معابد الكرنك، والذى كان يعتبر مقراً رئيسياً له إلى معبد الأقصر وهو منزله الخاص، أو «الحريم الجنوبى» وكان يحتفل بهذا العيد فى شهر «بابة» وهو موسم الفيضان، وكان موكب الإله المقدس ينتقل من معابد الكرنك إلى معبد الأقصر بالمراكب على صفحة نهر النيل ثم يعود الموكب إلى معبد الكرنك، وكان هذا العيد يستمر أحد عشر يوماً فى الأسرة الثامنة عشرة، ووصلت الاحتفالات إلى سبعة عشر يوماً فى الأسرة التاسعة عشر، وازدادت بعد ذلك إلى سبعة وعشرين يوماً فى الأسرة العشرين.
وقد سجلت مناظر الاحتفالات بعيد «الأوبت» تفصيلاً على جدران صالة الأربعة عشر عموداً بمعبد الأقصر، ويرجع تاريخ هذه المناظر لعصر الملك «توت عنخ آمون» (1333 ق.م) حيث يلاحظ أن موكب المراكب المقدسة يتقدمها حَمَلَة الأعلام والجنود وجميع طوائف الشعب فى كرنڤال دينى شعبى رائع، حيث تصور المراكب المقدسة لثالوث طيبة وهى تبحر فى نهر النيل فى اتجاه معبد الأقصر، ويقوم بجرها مجموعة من الرجال يتقدمهم كهنة آمون والأمراء وكبار رجال الدولة، كما تصور المناظر الأضحيات التى تقدم لآمون فى هذا العيد، وأما عودة الموكب المقدس إلى معابد الكرنك فكانت تحمل فيه المراكب على الأعناق بواسطة كهنة آمون ثم تعود عن طريق نهر النيل أيضاً، وصورت هذه المناظر فى أماكن عديدة منها الجدران الخارجية لمقصورة حتشبسوت حيث يتقدمها مركب آمون رع والتى يميزها تمثال رأس كبش رمز الإله آمون رع، وقد اغتصب ملوك الأسرة 18 و19 هذه التماثيل لأنفسهم حيث نقش كل من «آى» و«حور محب» أسماءهما فوق خراطيش توت عنخ آمون.
ثم قام كهنة الأسرة 21 بترميم هذه التماثيل، حيث نقش حريحور على قاعدة إحداهما نصا يذكر فيه قيامه بترميم هذا الطريق.
حتى جاء عصر الملك «نختنبو الأول» مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية (380 ق.م) الذى قام بتشييد الصورة النهائية لطريق «أبوالهول» المقدس الذى يربط بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر بالصورة التى عليها الآن بأن شيد طريقا يربط الطريق القادم الذى يربط البيلون العاشر من الكرنك بمعبد موت فى اتجاه الغرب بطول 200م، ثم يتحول بزاوية قائمة فى اتجاه معبد الأقصر، ومن زاوية تلاقى الطريقين أنشأ طريقا مرصوفا فى اتجاه الغرب مازالت أغلب أجزائه أسفل منازل الكرنك إلى الغرب من طريق الكباش، ونقش على الكثير من التماثيل الواقعة أمام معبد الأقصر نص تذكارى يذكر فيه (لقد أنشأت طريقا جميلا ل«آمون- رع» محاطا بالأسوار ومزروعا بالأشجار ومُزين بالزهور هو طريق أنشأه الملك لأبيه «آمون» لكى يُبحر فيه إلى معبد الأقصر «أبت- ريسيت» ولا يوجد طريق أجمل منه شُيد من قبل).
ومن المناظر والنقوش وفى عصور مختلفة يتبين أن عيد الأوبت لثالوث طيبة المقدس كان يخرج من معابد الكرنك ويعود عن طريق نهر النيل- حيث تصور مناظر توت عنخ آمون ذلك- أيضاً مناظر رمسيس الثالث من الأسرة العشرين فى الدولة الحديثة والمصور على الجدار الخارجى الغربى لمعبده الصغير فى الفناء الأول للكرنك فهى تصور ذهاب وعودة المراكب المقدسة عن طريق النهر، وأيضاً مناظر عيد الأوبت على الجدار الغربى الداخلى فى معبد خونسو والتى ترجع لعصر حريحور من الأسرة الحادية والعشرين، كل ذلك سيرى النور مرة أخرى ليحكى عن عظمة الحضارة المصرية القديمة، ويضيف إلى محافظة الأقصر معلماً أثرياً وسياحياً جديداً، يُضاف إلى تاريخ طيبة القديم.
بدأ العمل بمشروع بمشروع إحياء الطريق القديم عام 2004 بتكلفة مبدئية تم تقديرها ب 240 مليون جنيه وبلغ ما تم صرفه على المشروع 579 مليون جنيه، وتوقف العمل بالمشروع عقب ثورة يناير واستؤنف العمل فى سبتمبر 2016 بعد إصرار القيادة السياسية على تنفيذه لما يمكن أن يضيفه من أهمية لمصر والمصريين إلى جانب أن العالم كله ينتظر افتتاحه، هنا نكشف القصة الكاملة ل «طريق المواكب الكبرى» المسمى ب «طريق الكباش».
البداية كنا شهود عيان عليها، وقت أن حمل الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق على عاتقه مهمة إعادة الكشف عن الطريق الأثرى، مستعينا بفكرة عايشناها أيضا مع الأثرى الكبير الدكتور محمد الصغير فى الثمانينيات، حيث ظل الرجل يعمل فى صمت وحماس كبيرين لتحقيق حلمه الذى تملكه وقتها، إذ أراد أن يعيد الطريق إلى سالف عصره، فبدأ أعمال تنقيب فى الجزء الجنوبى أمام معبد الكرنك وبالقرب من معبد موت، حيث كانت المنطقة شبه فارغة من التعديات وبدأت أعمال حفر وتنقيب أسفرت عن اكتشاف تماثيل ورؤوس تماثيل.
هذه الاكتشافات الأولية شجعت المسئولين يومها على النظر إلى المشروع باهتمام بالغ مما جعل المركز الإنمائى للأمم المتحدة يضع الأقصر فى عين الاعتبار، وبالفعل وضع المركز خطة عالمية لتطوير مدينة الأقصر وجعلها متحفا مفتوحا باعتبارها من أهم وأعظم المدن التراثية فى العالم وأعد نموذجا أطلق عليه مخطط التنمية الشامل لتطوير الأقصر كان ذلك فى أواخر التسعينيات من القرن الماضى وبالتحديد فى عام 1994.
لكن الخطة ظلت حبيسة الأدراج بضع سنين إلى أن تولى الدكتور سمير فرج مسئوليته كرئيس للمجلس الأعلى لمدينة الأقصر، حيث بدأت الفكرة تعود مرة أخرى للأذهان، وحمل الرجل على عاتقه مهمة تحقيق خطة النهوض بمدينة الأقصر، وإعدادها كمتحف مفتوح، وأن يعيدها إلى سابق عهدها يوم أن كانت أول عاصمة مركزية لأقدم وأهم حضارة عرفها الإنسان. أعجب الرجل بالفكرة وعرضها على الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء آنذاك فتحمس للفكرة ووجه بوضع المشروع على رأس اهتمامات الحكومة وقتها باعتبار أنه يمكن أن يعيد للأقصر بهاءها القديم كأعظم مدينة أثرية فى العالم.
بداية المشروع
يقول الدكتور منصور بريك مدير عام آثار مصر العليا السابق الذى شهد بداية المشروع إن الدكتور سمير فرج حمل على عاتقه فكرة إعادة كشف الطريق الذى ترجع أهميته إلى أنه أول طريق شيده الإنسان بوازع دينى واستغرق 1500 عام ليكون دليلا على إبداع الفن والعمارة المصرية القديمة حيث تبارى معظم ملوك وأمراء مصر القديمة على المشاركة فى إنشائه تقربا للآلهة، وبالفعل تم إنجاز ما يقرب من 95% من مشروع إعادة كشف الطريق فى عهد فرج ولم يتبق سوى جزء قليل جدا منه فى نجع أبوعصبة عند بوابة معابد الكرنك الجنوبية.
ويؤكد د. بريك أن أول من بدأ التفكير فى ربط معابد الكرنك بمعبد الأقصر بطريق هى الملكة حتشبسوت أشهر ملوك الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة حيث شيدت 6 مقاصير على طول الطريق للاستراحة خلال موكب الإله فى رحلة التزاوج السنوية بين الإله أمون الذى يخرج من معابد الكرنك لزيارة زوجته فى بيت الحريم الجنوبى الذى يطلق عليه حاليا معبد الأقصر، ومما يؤكد أهمية هذا الطريق ما سجلته الملكة حتشبسوت بفخر عن تشييدها المقاصير الست على جدران مقصورتها الحمراء الشهيرة بمعابد الكرنك.
وإذا كان أمنحوتب هو صاحب الفضل الأكبر فى إنشاء الطريق منذ أكثر من 5 آلاف عام فالحقيقة تؤكد أن معظم ملوك وفراعنة مصر حرصوا أيضا على عمليات التشييد المستمرة بعد امنحوتب، من حتشبسوت إلى رمسيس حتى وصل الأمر إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة ال 30 آخر أسرات عصر الفراعنة والذى يرجع إليه النصيب الأكبر فى تنفيذ هذا الطريق الذى يزيد طوله على 3 كيلو مترات لو حسبنا بعض التفريعات فى عدة مناطق أمام معبدى موت وخونسو.
تعديات بالجملة
سألت الدكتور منصور بريك الذى ساهم فى الكشف عن الطريق من خلال بعثة أثرية شكلتها هيئة الآثار عن الداعى الأساسى لتنفيذ المشروع؟ فأجابنى بقوله إنه فى العصر الحديث بدأت التعديات على الطريق بإقامة المنازل والمصالح الحكومية ودور العبادة بالإضافة إلى التعديات الزراعية وبالفعل تم حصر هذه التعديات، وفى عام 2004 بدأ عمل لجنة حصر التعديات على طريق الكباش التى شكلها الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر تلاها تكوين فرق الإزالة وتمكنت من إزالة 1750 منزلا و6 مساجد بينها مسجدان أثريان بالإضافة إلى مقابر الاتحاد الأوروبى ودول الكومنولث بعد موافقة 9 سفراء من الدول الأوروبية على نقل تلك المقابر إلى مقابر بديلة فى مدينة طيبة الجديدة تم تخصيصها على مساحة 10 أفدنة كاملة، وكذلك تم إزالة عدد من المصالح الحكومية أبرزها قسم شرطة الأقصر، ومحكمة الأقصر، والسنترال، وتحويل مسار مرافق البنية الأساسية من ماء وكهرباء وصرف صحى، ناهيك عن خطوط التليفونات الأرضية ولم يتبق إلا كنيستان ظلتا تشغلان الطريق.
أهم المعالم الأثرية
يعد طريق الكباش أو طريق المواكب الكبرى من أهم الطرق المقدسة التى شيدها المصرى القديم على مدار تاريخه، ويعتبر من أهم المعالم الأثرية فى محافظة الأقصر، وقد عرف المصرى القديم الطرق المقدسة من قديم الأزل حيث عرفت بالطرق الصاعدة التى كانت تربط معبد الوادى والمعبد الجنائزى فى عصر الأهرامات ثم تبعها بعد ذلك عديد من الطرق القصيرة التى كانت تربط بين المعابد الدينية فى مصر القديمة.
يرجع تاريخ طريق المواكب الكبرى كما تذكر المصادر التاريخية إلى عصر الملكة حتشبسوت (1508 قبل الميلاد) التى يحيط بحكمها الغموض حيث تولت العرش منفردة بعد أن كان يشاركها الملك تحتمس الثالث، وشيدت حتشبسوت مقصورتها الحمراء داخل معابد الكرنك، وقامت بتشييد طريق يربط معبد الكرنك بمعبد الأقصر، بالإضافة إلى أنها شيدت 6 مقاصير على هذا الطريق وكان لكل مقصورة اسمها، وتعتبر تلك المقاصير من أهم ما شيدته تلك الملكة على هذا الطريق المقدس، ثم تبعها بعد ذلك العديد من الملوك فى تزيين وتشييد الطريق نذكر منهم تحتمس الرابع (1391 ق.م) ثم امنحتب الثالث (1388 ق.م) وتوت عنخ آمون (1334 ق.م) فرمسيس الثانى (1278ق.م) نهاية بالملك نختنبو الأول (380 ق.م) أول ملوك الأسرة الثلاثين الفرعونية.
طريق الإله
أطلق المصرى القديم على هذا الطريق اسم (وات نثر) بمعنى طريق الإله، ويبلغ عرضه 36 مترا وطوله 2700 متر ويصطف على جانبيه 1200 تمثال، كل تمثال تم نحته من كتلة واحدة من الحجر الرملى على هيئتين، الأولى على جسم أسد ورأس إنسان ويرمز شكل الأسد إلى إله الشمس فى مصر القديمة، أما الهيئة الثانية فهى على شكل جسم كبش ورأس كبش ويرمز الكبش إلى الإله «خنوم» وهو الإله الخالق الذى صنع البشرية فى الديانة المصرية القديمة، ويبلغ طول التمثال 5 أمتار وعرضة 135سم وارتفاعه 2متر و75 سم ويبلغ وزنة 5 أطنان، ويربض فوق قاعدة من الحجر الرملى أبعادها 230سم ×120سم ويبعد كل تمثال عن الآخر بمسافة 3 أمتار وتتوسطها أحواض الزهور التى كانت تجمل وتزين الطريق، وتؤكد المراجع أن قدماء المصريين استخدموا هذا الطريق فى الاحتفالات وأطلقوا عليه طريق المواكب أو الاحتفالات خاصة «الأوبيت» حيث يسير الملك فى منتصف الطريق فى موكب مهيب خلف الزوارق المقدسة التى تحمل تماثيل الآلهة وبجانبه كبار الكهنة والوزراء وكبار رجال الدولة.
الأوبيت على جدران المعابد
كان الغرض من الطريق ربط معبد الأقصر الذى كان يسمى الحريم الجنوبى بمعابد الكرنك بيت الإله آمون رع فى عصر الدولة الحديثة، وأيضا الاحتفال بأعياد مصر القديمة وأهمها «عيد الاوبت» الذى يعد من أهم الأعياد المصرية القديمة، وقد بدأ الاحتفال به فى عصر الدولة الحديثة، وكان يتم الاحتفال به فى بداية موسم الفيضان عندما كان الفيضان يغطى أرض مصر، ويعتبر من أهم المواسم القديمة ويأتى بعده موسم الزراعة أو بذر البذور وزراعة الأرض التى كانوا يعيشون عليها.
تم تصوير احتفالات عيد الاوبت بالتفصيل على جدران معبد الأقصر من عصر الملك توت عنخ امون (1334 قبل الميلاد) وتوضح تلك النقوش والرسومات ما كان يقوم به المصريون القدماء خلال هذا الاحتفال، حيث كانت تخرج الزوارق المقدسة من مقاصيرها فى معابد الكرنك فى طريقها إلى معبد الأقصر مستخدمة النيل حتى تصل إلى معبد الأقصر لتظل به مده كانت تتراوح من 11 إلى 21 يوم ثم العودة مرة أخرى عبر طريق المواكب الكبرى فى احتفال كبير إلى موطنها الأصلى داخل معابد الكرنك، وطريق الكباش أو طريق المواكب الكبرى هو طريق مقدس لا يستخدمه العامة بل كان مقصورا على الاحتفالات التى كان يقوم بها المصرى القديم خاصة عيد الاوبت.
تغيرات فى شكل الطريق
هل طريق الكباش أو طريق المواكب الكبرى الموجود حاليا هو الذى شيدته الملكة حتشبسوت؟ يقول د.بريك إن دراسة طبقات الأرض التى قام بها الباحثون عند الكشف عن طريق الكباش أثبتت أن الطريق الذى شيدته الملكة حتشبسوت فى بادئ الأمر ربما كان يمتد من معبد موت مباشرة إلى معبد الأقصر ثم إلى الشرق قليلا من الطريق الموجود حاليا الذى شيده الملك نختنبو الأول، والدليل على ذلك أنه تم اكتشاف مقصورة ل «حرى حور» إلى الشرق من طريق الكباش تم تشييدها على هذا الطريق فى عصر الأسرة ال 21 وكشف عنها الدكتور محمد الصغير فى حفرياته.
ومن أهم الطرق أيضا الموجودة فى معابد الكرنك والأقصر هو طريق الكباش الموجود أمام الصرح الأول الذى ربما شيده الملك رمسيس الثانى، أو ربما كان موجودا قبله من عصر الملك امنحتب الثالث واغتصبه الملك رمسيس الثانى لنفسه، وأيضا طريق الكباش الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت والذى توالى على إنشائه عدد من الملوك من عصر الملك امنحتب الثانى ثم تبعه الملك توت عنخ آمون، إلى جانب الطريق الذى يمتد أمام معبد الأقصر الذى شيده الملك امنحتب الثالث، وقد شاهد طريق الكباش عدة تغيرات ربما من أهمها فى عصر الملك اخناتون عندما قام بتدمير بعض رؤوس الكباش التى كانت ترمز للإله آمون فى القطاع الموجود أمام معبد خونسو والقطاع يربط طريق أبو الهول من الصرح العاشر إلى معبد موت.
زكريا غنيم وأول اكتشاف
أول من اكتشف طريق المواكب الكبرى أو طريق أبو الهول هو الدكتور زكريا غنيم فى عام 1949م حيث كان يقوم بالتنظيف أمام معبد الأقصر وكشف أول 8 تماثيل لأبو الهول والتى كانت أول بداية لطريق المواكب الكبرى، ثم تبعه بعد ذلك الدكتور محمد عبد القادر فى الفترة من (1958-1960م) بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر عندما أمر بتنظيف معبد الأقصر وإزالة التعديات التى كانت تحيط به فقام المرحوم الدكتور محمد عبد القادر بالكشف عن 14تمثالا سبعة على كل اتجاه أمام معبد الأقصر.
ثم بعد ذلك أكمل الكشف من بعده الدكتور محمود عبد الرازق فى الفترة من 1961- 1964م حيث استكمل العمل من أمام معبد الأقصر حتى قسم شرطة الأقصر القديم وجامع المقشقش، وتم الكشف عن 64 تمثالا على جانبى الطريق، وكشف أيضا عن بقايا مدينة رومانية.
حلم اكتشاف طريق الكباش ظل يراود أغلب الأثريين ولكن التعديات الواقعة على هذا الطريق والتى امتدت بطوله الذى يمتد إلى 2,700 كيلو متر من معبد الأقصر حتى معبد الكرنك كانت تعيق الأثريين عن العمل فى استكمال هذا المشروع، حتى جاء الدكتور محمد الصغير وبدأ العمل فى أجزاء من هذا الطريق حيث كشف عن الجزء الواقع من معبد موت فى اتجاه الغرب حتى بداية الطريق فى اتجاه معبد الأقصر كما عمل فى جزء بجوار طريق المطار وجزء بجوار نجع أبو عصبة، وظل الحلم يراود الدكتور محمد الصغير أن يتم اكتشاف هذا الطريق كاملا حتى جاءت اللحظة التاريخية الفارقة فى الكشف عن هذا الطريق عندما جاء الدكتور سمير فرج رئيسا للمجلس الأعلى لمدينة الأقصر ثم محافظا بعد ذلك لينفذ خطة التنمية الشاملة التى شملت إعادة كشف طريق الكباش وإزالة منازل القرنة التى كانت تقع فوق المقابر الأثرية فى البر الغربى.
الاحتلال الرومانى
قبل أن نتحدث بالتفصيل عن مشروع الكشف عن طريق الكباش لابد أن نذكر أن هذا الطريق المقدس ظل مستخدما من العصور المصرية القديمة حتى دخول الرومان الذين حولوا معبد الأقصر إلى ما يشبه المعسكر الرومانى المحصن أو ثكنة عسكرية وشيدوا كثيرا من الأسوار من الطوب الأحمر حول المعبد وأغلق معبد الأقصر، ومن يومها أغلق الطريق وأهمل ولم يعد يستخدم، ولم يعرف وقتها هل كان يتم الاحتفال بعيد الأوبت أم لا، رغم أنه كان من أهم الأعياد الرسمية التى ظلت عالقة فى أذهان المصريين حتى بعد دخول الإسلام وهو ما يتبين حتى اليوم حيث تتكرر مظاهر الاحتفال به بمولد العارف بالله سيدى أبو الحجاج الأقصرى حيث يخرج أهالى الأقصر حاملين الزوارق والمراكب ويطوفون بها مدينة الأقصر فى ليلة الاحتفال بمولد أبو الحجاج أو ما يطلق عليه الدورة ولا أحد يعلم ما صلة أبو الحجاج بهذه الزوارق أو المراكب وهو ما يؤكد على أن الاحتفال بهذا العيد ظل راسخا فى عقول المصريين حتى بعد دخول الإسلام.
مشروع الإحياء
بدأ مشروع الإحياء بتشكيل فريق بحث كبير وبدأ العمل الفعلى عام 2006 واستمر حتى عام 2011 وتوقفت الأعمال بعد ثورة يناير 2011م وخلال هذه الفترة نجحت أجهزة الأقصر فى إزالة جميع التعديات التى كانت تغطى هذا الطريق وبدأ فريق من الأثريين يقودهم منصور بريك بالكشف عن الطريق ولإحكام السيطرة على أعمال التنقيب وتسجيل الطبقات الأثرية وتوثيقها علميا تم تشكيل فرق مختلفة من الأثريين كل فريق مسئول عن قطاع من قطاعات الطريق الخمسة، والتى تم تقسيمها على أساس أن يكون القطاع الأول منها هو الواقع أمام معبد الأقصر والذى يمتد إلى نهاية حديقة خالد بن الوليد التى كانت مقامة على الطريق ومحصورة بين مسجد المقشقش وسنترال الأقصر، ثم فريق آخر مختص بالقطاع خلف كنيسة السيدة العذراء، ثم فريق ثالث مختص بالقطاع خلف مكتبة الأقصر وفريق رابع مختص بالقطاع أمام معبد خونسو ثم فريق خامس مختص بالقطاع الممتد من طريق المطار حتى معبد موت، واستمرت هذه المنظومة الأثرية العلمية بأعمال التنقيب وتواصلت على مدار العام دون توقف من عام 2006 حتى 2011 لمدة ست سنوات كامله، وانتهوا تقريبا من كشف جميع المعالم الأثرية لهذا الطريق فيما عدا الجزء الذى كان يقع فوقه طريق شارع المطار وطريق المطحن، حيث كان ينتظر أن يتم انشاء كوبرى فوقهما حتى يتم استكمال أعمال الكشف عن الطريق كليا.
نعمة الفيضان
قبل بداية الحفر قام فريق الأثريين بقيادة الدكتور منصور بريك بدراسة طبيعة التربة لمعرفة تتابع الطبقات الأثرية، وكذلك تحديد وقت تدمير هذا الطريق، ومتى توقفت الاحتفالات عليه، وتبين بالحفر أن الطريق قد أهمل تماما فى العصر الرومانى وتم تدمير أجزاء كثيرة منه، واستخدمت بعض التماثيل وبعض رؤوس التماثيل كأساسات لمبان وبيوت من ذلك العصر تم الكشف عن العديد منها فى القطاع الواقع أمام معبد الأقصر، وأثبتت دراسة طبقات التربة أن الطريق قد تعرض فى نهاية العصر البطلمى إلى فيضان ضخم حمله بطبقات كثيفة من طمى النيل، وربما كان هذا الفيضان بمثابة منقذ لأنه حافظ على كثير من التماثيل فى أماكنها، أو تلك التى سقطت بفعل اندفاع المياه بجوار قواعدها، كما أثبتت أعمال دراسة طبقات التربة أيضا أنه بعد العصر الرومانى تحولت أجزاء كثيرة من الطريق إلى أماكن للعيش أو إلى حقول زراعية، وبالتالى تم حفظ جميع الطبقات الأثرية أسفل هذه التعديات، ماعدا الجزء الواقع خلف كنيسة السيدة العذراء والذى احتلته منازل ما يطلق عليها عزبة الصفيح، وتم الكشف عن الكثير من أجزاء الطريق والتماثيل المهشمة عن عمد فى هذه المنطقة.
بداية أعمال الكشف
قبل الكشف عن طريق الكباش أو طريق المواكب الكبرى قامت الإدارة العامة لآثار الأقصر بإعادة التنقيب عن البوابة الرومانية الواقعة شرق معبد الأقصر والتى أنشأها الرومان عندما حولوا المعبد إلى معسكر روماني، حيث كانت البوابة مغطاة بالحشائش وتحيط بها بعض الأحجار الأثرية، ومن المصادفات العجيبة أنه تم الكشف عن بقايا 12 تمثالا لأبى الهول من طريق الكباش استخدمها الرومان كأساسات لأبراج تلك البوابة مما أعطى أملا لإدارة منطقة آثار الأقصر بأنه سيتم الكشف عن العديد من التماثيل عند التنقيب عن هذا الطريق. بعدها استمرت أعمال إزالة للتعديات الواقعة فوق طريق الكباش لأكثر من عام ونصف حتى انتهت فى بداية عام 2006 .
5 قطاعات
كشفت أعمال التنقيب فى القطاع الأول من نهاية الجزء المكتشف بمعرفة الدكتور محمد عبد الرازق أى الذى يمتد من مسجد المقشقش وحتى نهاية حديقة خالد بن الوليد عن أن الطريق فى حاله متوسطة من الحفظ بمعنى أن كثيرا من التماثيل التى تم الكشف عنها معاد استخدامها فى العصر الرومانى فى أساسات المنازل، إلى جانب أن بعض رؤوس تماثيل أبو الهول استخدمت ك «حشو» فى بعض الجدران، ونجح فريق الترميم فى إعادة تجميع هذه التماثيل، حيث تم عمل ما يشبه ورشة لتجميع بقايا التماثيل إلى الغرب من الطريق، قام فريق من المرممين بمجهود كبير فى تجميع تلك التماثيل ثم تم البدء فى إعادة أحجار قواعد التماثيل التى تم الكشف عنها فى هذا الجزء لوضع التماثيل عليها مرة أخرى.
وأهم ما تم الكشف عنه من خلال البعثة الأثرية -التى أشرف عليها بريك وضمت الأثارى عمار حسن مدير المشروع وقتذاك والآثارى أحمد عربى كبير مفتشى الآثار الذى صار مديرا للمشروع فيما بعد قبل أن يتولى منصب مدير عام آثار معبد الأقصر ومصطفى الصغير المشرف الحالى عن المشروع وهانم صديق والدكتور ياسر- كان الكشف عن مساكن وورش أقامها المصريون القدماء حول طريق الكباش وتسجل هذه الاكتشافات إضافة كبيره لتاريخ الأقصر تعكس بجلاء صورة لما كانت عليه حياة المصرى القديم.
وتبين أعمال التنقيب الأثرى أنه تم خلال القرون الوسطى استخدام هذا القطاع من الطريق فى شق قناة أو ترعة تربط نهر النيل بالمزارع التى كانت تقع إلى الشرق من مدينة الأقصر وأن جزءا من هذا القطاع قد تم تدميره عند إنشاء هذه الترعة، ومن أهم ما توصلت له أعمال التنقيب فى هذا القطاع أيضا الكشف عن عتب لمدخل كبير من الحجر يحمل أسماء وخراطيش الملك المصرى القديم تحتمس الرابع (1391 ق.م) وهذا الملك هو صاحب لوحة الحلم الموجودة بين مخلبى تمثال أبوالهول الشهير فى هضبة الجيزة وله مقبره فى وادى الملوك إلى جانب أنه تم الكشف ولأول مرة عن بقايا عتب لباب يحمل اسم الملكة كيلوباترا السابعة (51 ق.م) ومن المعروف أنه لم يعثر على أى آثار أو بقايا لمبان شيدتها تلك الملكة فى مدينة طيبة القديمة بأسرها، وإن كان يوجد لها منظر كبير شهير على جدران معبد دندره يصورها واقفة وخلفها ابنها قيصرون وهى تقدم القرابين للآلهة حتحور، وفى مدينه الأقصر طيبه القديمة لم يعثر على أى أثر لهذه الملكة سوى هذا العتب، وهو ما يؤكد أن هذه الملكة قد شيدت شيئا ليحمل اسمها فى مدينه طيبة، ومن المعروف أن كيلوباترا كانت قد قامت برحلة شهيرة إلى معالم طيبة مع يوليوس قيصر عندما تزوجته وأثمر زواجهما عن ابنهما قيصرون.
تماثيل فى حالة جيدة
أما نتائج أعمال التنقيب التى تمت فى القطاع الواقع خلف مكتبة الأقصر فقد كانت مثمرة إلى حد كبير، وهو القطاع الذى يعتبر الأكثر حظا فى الاكتشافات حيث كانت تشغله تعديات عبارة عن زراعات حديثه فقط وليست مبانى، وبالتالى تم الكشف عن معظم تماثيل هذا القطاع فى حالة جيدة من الحفظ وقد أعطت دراسة الطبقات الأثرية فى هذا القطاع العديد من المعلومات الهامة التى تم الكشف عنها لأول مرة والتى تعكس جزءا هاما من تاريخ طريق المواكب الكبرى خاصة خلال العصر الرومانى حيث تم الكشف فى هذا القطاع عن العديد من معاصر النبيذ والورش وبعض الصهاريج التى كان يحفظ فيها النبيذ.
إلى جانب أنه تم الكشف عن العديد من المنازل حول هذا الطريق من الجهة الغربية خلف مكتبة الاقصر العامة، على أن أهم ما تم الكشف عنه فى هذا الطريق ويعتبر من أكثر الاكتشافات إثارة والتى أضافت للتاريخ المصرى القديم لوحة من حجر الكوارتزيت الأحمر تم الكشف عنها خلف الصف الغربى لطريق أبوالهول فى القطاع الواقع الى الشرق من مكتبة الأقصر، وهى لوحة تذكارية ترجع إلى عصر الملك المصرى القديم «ست نخت» مؤسس الأسرة ال 20 (1189 ق.م ) ووالد الملك رمسيس الثالث، وهذه اللوحة كتبها كاهن آمون الأكبر فى عصر هذا الملك «باك ان خونسو». «تبيروس» يتعبد لثالوث طيبة
فى هذا القطاع نفسه تم الكشف أيضا عن لوحة للإمبراطور الرومانى «تبيروس» (14 ميلادية) وهو يتعبد لثالوث طيبة القديم آمون وموت وخنسو، هذه اللوحة عثر عليها على أجزاء ربما تم جلبها من معابد الكرنك وأعيد استخدامها فى بعض المبانى خلال العصر الرومانى، وفى هذا القطاع أيضا تم الكشف على قواعد بعض التماثيل عليها عديد من الكتابات اللاتينية التى تؤرخ لزيارة بعض اليونانيين للطريق خلال العصر البطلمى اثناء زيارتهم لمعبد الكرنك مما يؤكد أن طريق أبو الهول ظل مستخدما حتى العصر البطلمى كما ذكرنا إلى جانب أنه تم الكشف فى الجانب الشرقى من الطريق عن بقايا ساقية مياه مشيدة بالطوب الأحمر ربما تم حفرها فى العصور الوسطى عندما استخدم الطريق للزراعة.
إلى جانب ذلك تم الكشف عن العديد من اللقى الأثرية عبارة عن أوانى فخارية ومسارج والعديد من القطع الحجرية التى ترجع للعصور المصرية القديمة والعصر البطلمى عندما استخدم الطريق لصناعة النبيذ وتخزينه، كما تم الكشف عن أرضيات الطريق التى أنشأها نختنبو عليها بقايا لآثار عجلات تؤكد أن الرومان كانوا ينقلون النبيذ لتصديره إلى الإسكندرية مستخدمين هذا الطريق المقدس.
تغير حركة النيل
أما فى القطاع الممتد من طريق المطار حتى معبد موت فقد أسفرت عمليات التنقيب عن الكشف عن العديد من تماثيل أبو الهول والعديد من قواعد التماثيل، وكان من أهم ما كشف عنه الجداريات واللوحات المنقوشة التى تحمل أسماء بعض الزوجات للإله آمون رع مثل» آمون إردس « و «شيبن إن أوبيت» وهذه وظيفة سنها الملوك فى عصر الأسرة 25 عندما غزا ملوك كوش مصر ووضعوا بناتهم داخل معابد الكرنك كزوجات إلهيات للإله آمون ومن أشهر هذه اللوحات أو الجداريات التى تم الكشف عنها فى هذا القطاع بقايا جدارية ل «شيبن ام اوبت» إلى جانب أنه تم الكشف أسفل واحدة من قواعد تماثيل أبوالهول قطع من الحجر الجيرى تشكل بقايا لمذبح شيدة الملك إخناتون ل»آتون رع» ومن المعروف أن اخناتون قد غير ديانته إلى عبادة التوحيد ووحد الآلهة فى إله واحد هو الإله آتون وشيد العديد من المعابد لهذا الإله شرق معبد الكرنك، ولكن بعد وفاة هذا الملك تم تدمير هذه المعابد واستخدمت أحجارها فى أساسات الصروح فى معبد الكرنك وكذلك فى طريق أبوالهول والتى يطلق عليها أحجار «الثلاثات» والتى تتميز بنوع من الفن أطلق عليه علماء الآثار الفن الواقعى أو فن العمارنة ومنها العديد من الجداريات التى تزين متاحف عديدة مثل متحف الأقصر.
فى هذا القطاع أيضا تم الكشف عن مقياس للمياه يقع خلف الصف الغربى لطريق أبوالهول عبارة عن بئر ضخمة مشيدة من الحجر الرملى وبه سلم حلزونى يؤدى إلى أسفلها، ربما كان هذا المقياس يقاس به مستوى الفيضان لفرض الضرائب على الشعب نسبة إلى كمية الفيضان الواردة إلى مصر، إلى جانب أنه تم الكشف فى مواجهة هذه البئر أو المقياس عن قاعدة لساريات أعلام مشيدة من كتل الحجر الرملى وبها فتحات لتثبيت الأعلام ولعلها كانت تستخدم عند قدوم الفيضان حيث يقوم الكهنة برفع أعلام مختلفة ك «إشارة» لبدء الاحتفالات بعيد الاوبت.
عزبة الصفيح
من أصعب أعمال التنقيب التى واجهت الفرق الأثرية هو العمل فى القطاع الواقع خلف كنيسة السيدة العذراء حيث كان هذا القطاع يعانى من تعديات كثيرة جدا ومنازل عشوائية كان يطلق عليها عزبة الصفيح، واستلزم ازالتها بعض الوقت من محافظة الأقصر، وبعد الإزالة بدأت أعمال التنقيب فى منتصف عام 2009م وكان الفريق يعتقد أنه لن يتم العثور على أى شواهد أثرية فى هذا المكان نظرا لوقوعه أسفل تلك المنازل التى كانت مشيدة بالخرسانة المسلحة وبطريقه عشوائية، ولكن المفاجأة كانت عند بداية أعمال التنقيب إذ تم الكشف عن العديد من التماثيل، كما تم الكشف عن معصرة للنبيذ، وبقايا مقصورة للكاهن «من خبر رع» ومن المعروف أن الكاهن من خبر رع كان من أهم الكهنة والذى خلف الكاهن الشهير حرى حور اثناء حكم الأسرة ال «21» أو ما نطلق عليه الحكم الليبي، ومن المعروف أن الدكتور محمد الصغير كان قد كشف عن بقايا مقصورة تبعد قليلا إلى الشمال من هذه المقصورة للكاهن حرى حور ومن الملاحظ على بقايا مقصورة من خبر رع التى تم الكشف عنها فى هذا القطاع أنها مشيدة بالطوب الأحمر، وكل طوبة مختومة بخاتم يقرأ باسم هذا الكاهن، وهو ما يؤكد أن المصرى القديم قد عرف صناعة الطوب الأحمر وبالتحديد من الأسرة 21.
سد يحيط بمعابد الكرنك
أما القطاع الواقع أمام معبد خنسو فهو يتميز بتماثيله التى نحتت على شكل كبش كامل ليس مثل التماثيل الأخرى التى تربط معبد موت بالصرح العاشر التى كانت منحوتة بشكل جسم أسد ورأس كبش، كما تم الكشف عن العديد من القواعد والتماثيل والتى تحوى نقوشا بالكتابة الهيروغليفية القديمة تحوى بعضا من النصوص الخاصة بالأعياد.
ومن أهم ما تم الكشف عنه فى هذا القطاع امتداد السد الذى كان يحيط بمعابد الكرنك من الجهة الغربية وكان ممتدا حتى طريق الكباش الواقع أمام معبد خنسو، مما يؤكد أن السد الذى تم الكشف عنه أثناء أعمال التطوير لساحة معبد الكرنك يمتد ليحيط بطريق الكباش الواقع أمام معبد خنسو، كما تم الكشف أيضا عن بعض التماثيل الصغيرة الكاملة التى كانت تقع أسفل رأس التماثيل وهى خاصة بالملك أمنحتب الثالث، كما تم الكشف أيضا فى نهاية طريق خونسو عن بقايا مدينة من العصر البطلمى تمتد فى المنطقة الواقعة من طريق الكباش أمام معبد خنسو وحتى طريق المواكب الكبرى طريق أبو الهول للمك نختنبو الذى يربط مجموعة معابد الكرنك بمعبد الأقصر.
القطاع الأخير
أما القطاع الأخير الذى يربط معبد موت بالصرح العاشر بمعبد الكرنك وأيضا يمتد من طريق أبوالهول ليصله بمعبد موت وهو أصغر القطاعات وفيه تم الكشف عن امتداد لطريق المواكب الكبرى متعامدا مع الطريق المؤدى لمعبد موت مما يعنى أنه كان هناك ما يشبه «الميناء» يربط معبد موت بنهر النيل. ومن الجدير بالذكر أنه أثناء تنفيذ أعمال مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية أسفل معابد الكرنك وعند إعادة حفر المصرف الذى حفره عالم الآثار الفرنسى «شيفرييه» تكشف عن بقايا بوابة لمقصورة من العصر البطلمى تحمل نقوشا بالحفر الغائر ومناظر لأحد البطالمة وهو يتعبد للإله آمون رع. أما القطاع الأخير وهو الممتد من معبد موت إلى الصرح العاشر وكان قد قام بحفره المرحوم الدكتور محمد الصغير وما قامت به البعثة هو فقط إعادة تنظيف لهذا القطاع حيث عثر الدكتور محمد على أحد التماثيل كاملة وربما كان هذا الكشف من عصر الملك توت عنخ آمون كما تم العثور من قبل الدكتور محمد الصغير على العديد من الكباش الكاملة كانت ملقاة بجوار قواعد التماثيل.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
بالصور.. شاهد سحر "طريق الكباش" أطول وأعظم ممر فرعونى فى الأقصر
شاهد صور معبد "الإبت" بالكرنك قبل افتتاحه الجمعة المقبلة | صور
انفراد.. أول فيديو لبروفة الكرنفال الفرعوني بالأقصر
«البالون الطائر» و«الدهبيات».. عروض فنية في الكرنفال الفرعوني بالأقصر
لقطات حية من استعدادات الأقصر للكرنفال الفرعوني | صور
أبلغ عن إشهار غير لائق