إن الأشهر فى كتاب الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم هى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وتأتى متتالية ثم بعد ذلك شهر رجب منفصلا. وسميت حرمًا لأن الله سبحانه وتعالى جعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح مستحب وأجره عظيم.. فيستحب فى هذه الأشهر جميعا الدعاء والاستغفار والعمل الصالح ففيهم الليالى العشر من ذى الحجة ووقفة عرفات بل إن كل أيامهم خير ويتقبل فيهم التوبة النصوح وتقبل الدعاء المصحوب باليقين. أما عن عاشوراء فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله قدم إلى المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال لهم الرسول ما هذا اليوم الذى تصومونه فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال الرسول نحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.. وورد عن ابن قتاتة أن النبى قال فى صيام يوم عاشوراء إنى أحتسب الله أن يكفر السنة التى قبله كما ورد أن النبى كان ينوى فى العام الذى يليه أن يصوم اليوم الذى قبله حتى لا نتشبه باليهود وقد اتفق أغلب العلماء على ذلك، كذلك فقد أضاف الشافعى أنه يستحب الصوم فى تاسوعاء وعاشوراء كما كان ينوى النبى قبل وفاته ويا حبذا إتمام الصيام فى اليوم الحادى عشر من محرم.. وإذا كانت هذه الأيام قد فاتت قبل كتابة هذا المقال وبما أن دار الإفتاء أوضحت أن صيام هذه الأيام يكفر الذنوب الصغيرة لسنة ماضية أو عام قادم وإن لم تكن صغائر يخفف الله بها من الكبائر وإن لم تكن كبائر رفعت درجات.. أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح.. ومن هنا نعود إلى ما قلناه سالفا بأنه إذا كان الله ورسوله قد اختص أياما بعينها بسرعة إجابة الدعاء أو عظم العمل الصالح فى أيام أخر إلا أن باب التوبة مفتوح على مصراعيه فى كل وقت تريده فهو الباب الذى لا يغلق ولا يرد والدعاء مستجاب بإذنه إذا أحسنت عملك وجعلت اليقين نبراسا لقلبك والعمل الصالح متقبل فى كل زمان والاستغفار والتوبة النصوح متاحة وبرغم أننا بشر نخطئ ونصيب ولكن أنصحكم ونفسى بالبعد عن الظلم والأذى والأعمال التى لا ترضى الله وليكن الاستغفار طريقنا وليرسم العمل الصالح حياتنا وفقنا الله جميعا لما هو فيه خير لنا ولأحبابنا.