قبل أيام من افتتاح طريق الكباش.. خبير آثار يحذر من ظاهرة المستنسخات المصرية المزيفة

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن افتتاح طريق الكباش بالأقصر يوم 25 نوفمبر الجاري، ويهدف المشروع إلى تحويل الأقصر لأكبر متحف أثري مفتوح في العالم، من خلال ربط عدة معابد ومواقع أثرية ببعضها.
ويقع المشروع على مساحة 2700 متر، وهو مشروع مصري 100% .
و في هذا السياق، قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار: «آن الأوان لتتجه أنظار العالم إلى الأقصر الأصل في احتفالية عالمية تبرز كل مقومات الأقصر السياحية التاريخية والسياحة النيلية والبيئية والشعبية وتطبيق استراتيجية بصرية وجمالية بالمدينة، مشيرا إلى أن العالم سيكتشف مدينة أقصر بلون جديد وشكل مبهر يجمع بين الماضى والحاضر لمدينة طيبة القديمة أهم المدن في مصر القديمة وأكثرهم ثراء وخلال فترات طويلة من التاريخ المصرى القديم كانت العاصمة الدينية والسياسية للبلاد«.
وحذر خبير الآثار من استمرار المحاولات في الشرق والغرب لاستنساخ الآثار المصرية بدون وجه حق، مؤكدا انها مخالفة للأعراف والقوانين وتجاهل كل حقوق الملكية الفكرية ومهما حققوا من إيرادات نتيجة هذا التزييف فإن العالم لن ينسى الأصل أبدًا.
وأكد ريحان ان مدينة لاس فيجاس الأمريكية تضم مستنسخات لكل من الأهرامات وأبوالهول والمسلات المصرية بل مدينة الأقصر بأكملها ممثلة هناك وبها آثار معبدالكرنك ومعبدالأقصر ومقبرة توت عنخ آمون التي أطلقوا عليها «المقبرة اللغز»، لافتا إلى أن هناك إحصائية ضمّنها باحث أمريكي أن أرباح مدينة لاس فيجاس سنويًا 80 مليار ونصف دولار بسبب مستنسخات الآثار المصرية .
وأشار ريحان إلى التقدير العالمى لقيمة طيبة الاستثنائية، موضحا أن اليونسكو سجلتها تراثا عالميا عام 1979 بناءً على عدة معايير الأول والثالث والسادس، حيث تمثل طيبة نموذجًا للروائع في تكوينها الفريد كمدينة للحكم بمبانيها على البر الشرقى والغربى، وتقف شاهدًا فريدًا على معتقدات خاصة بالحياة والموت في عهد المصريين القدماء.
كما اقترن اسمها بعديد من الأحداث والمعتقدات المرتبطة بتاريخ المصريين القدماء .
وأضاف ان الاكتشافات الأثرية دلت على أن مدينة طيبة ترجع إلى تاريخ أقدم مما كان يظن البعض، فقد عثر بمنطقة الكرنك على بقايا معبدمن الأسرة الثانية ووجود بناء قديم يرجع إلى عصر ما قبل الأسرات، لهذا تعد طيبة من أقدم المدن في مصر، وتعد هي النقلة البنائية في استخدام الأهرامات كمقابر ملكية إلى استخدام المقابر المخفية بوادى الملوك والملكات بالإضافة إلى المصطبة التي اكتشفت بمدينة الطارف بالأقصر فجمعت مزيجا من طراز الدولة القديمة والدولة الوسطى التي تنتمى معظم آثار الأقصر إليها.
وأوضح الدكتور ريحان أن طيبة عاصمة مصر في الدولة الحديثة من 1570 إلى 1070 قبل الميلاد ومن أهم آثارها معبدالكرنك الذي بناه أوزوريس 1900 قبل الميلاد دولة وسطى، ومعبدالأقصر بناه أمنحتب الثالث 1386- 1348 قبل الميلاد وربط الكرنك بطريق الكباش، ووادى الملوك بالبر الغربى، وتضم عدة مواقع أثرية موزعة على الضفتين الشرقية والغربية لنهر النيل.
وحملت الأقصر العديد من الأسماء عبر تاريخها الطويل فعرفت باسم «دواست» أي الصولجان رمزًا لقوتها وعظمتها ثم أطلق عليها «نوث» أي المدينة ثم «طيبة» وأطلق عليها الأقصر في زمن المسلمين بعد أن بهرتهم قصورها.
وأضاف ريحان أن تخطيط الأقصر اتبع الفكر المصرى القديم الذي يقسّم الحياة إلى أولى وآخرة من الشروق إلى الغروب، ففى البر الشرقى يقع معبدالكرنك المقر الرسمى للمعبود آمون ومعبدالأقصر، ويربط بينهما طريق الكباش كوحدة عقائدية واحدة، على حين توجد في البر الغربى المعابد الجنائزية وأهمها الدير البحرى والرمسيوم ومدينة هابو ومعبدالقرن وكذلك مقابر وادى الملوك والملكات، وقد زار منطقة وادى الملوك العديد من الرحّالة والباحثين، فقد ذكر الجغرافى استرابو في القرن الأخير قبل الميلاد وادى الملوك وذكر وجود 40 مقبرة به تستحق الزيارة.
ولفت إلى أن ديو دور الصقلى أشار إلى 17 مقبرة فقط، وأشار الرحّالة الإنجليزى ريتشارد بوكوك إلى وجود 14 مقبرة وهو أول من كتب عن مقابر وادى الملوك في العصر الحديث، وذكرت بعثة الحملة الفرنسية وجود 11 مقبرة بينما أشار بلزونى إلى وجود 18 مقبرة، أمّا العدد الحالى المكتشف فهم 62 مقبرة منها المقابر الملكية والغير ملكية. وقد كشف لوريه عام 1898م عن مقبرة أمنحتب الثانى وكشف بها عن 13 مومياء، وفى عام 1903م كشف كارتر أحد المكتشفين المساعدين لتيودور ديفز عن مقبرة تحتمس الرابع وهو أيضا الذي تبع اللورد كارتارفون وعمل معه حتى اكتشف مقبرة توت عنخ آمون.
وتقع مدينة الأقصر الحالية مكان المدينة القديمة على الشاطئ الشرقى من النيل، هذا خلاف طيبة الغربية أو مدينة الأموات على طول الشاطئ الغربى للنيل.