والد ضحية «لقمة العيش» بعد إحالة المتهم إلى «المفتى»: «يحيا العدل»

شهدت محكمة جنايات القاهرة واقعة مؤلمة، إذ وقف عامل فى قاعة المحكمة يهلل بعد قرار القاضى إحالة أوراق «سباك» إلى المفتى لأخذ الرأى الشرعى فى إعدامه، مرددا: «يحيا العدل.. يحيا القضاء العادل»، ورفع صورا لابنه فى قاعة المحكمة، والتف حوله عدد من الموجودين فى القاعة لتهنئته بقرار المحكمة.
التقت «المصرى اليوم»، العامل محمد الشافعى، والد القتيل أحمد، سائق «توك توك»، الذى قتل على يد المتهم فى 10 فبراير 2019 بدائرة قسم شرطة دار السلام فى القاهرة.
وقال: «إن قرار المحكمة بإحالة أوراق المتهم (محمد بدر) إلى المفتى أعاد حق ابنى الذى قتل غدرا على يده خلال البحث عن لقمة العيش فى القاهرة»، متابعا: «فرحتى الكبيرة يوم تنفيذ حكم الإعدام».
وأوضح أنه من محافظة الفيوم، وأن ابنه المجنى عليه طالب فى الصف الثالث- تعليم فنى.. ونظرا لمروره بضائقة مالية، قرر المجنى عليه مساعدته، فتوجه إلى القاهرة بحثا عن لقمة العيش فى منطقة دار السلام، وتعرف على أحد الأشخاص، يمتلك عددا من مركبات «التوك توك» وعمل لديه سائقا، وكان يقضى نصف الشهر فى القاهرة والنصف الثانى فى الفيوم لمتابعة دراسته.
وتابع: «موت ابنى كسرنى، وضيع فرحة أهل بيتى، على مدى عامين أحضر إلى القاهرة لمتابعة القضية فى المحكمة وأنظر إلى المتهم داخل قفص الاتهام وكنت أحلم بهذا الحكم العادل».
وأوضح: «ابنى غادر الفيوم متوجها إلى القاهرة للعمل كعادته، ويوم الحادث انتشر خبر فى البلد بتعرضه لحادث، وفوجئت بشخص يتصل بى هاتفيا قائلا: ابنك متعور وفى المشرحة»، صرخت وجريت فى الشارع أقول «ابنى مات، محدش بيتعور ويدخل مشرحة!»، إلا ان أحد الأقارب كذب الاتصال، حاولت الاتصال على هاتف ابنى، دون جدوى، وفى نهاية اليوم تلقيت اتصالا هاتفيا من رئيس مباحث دار السلام يطلب حضورى، وطوال الطريق كنت أتمنى أن يكون الاتصال الأول غير صحيح، وأن يكون ابنى مصابا فقط. توجهت إلى قسم شرطة دار السلام والتقيت رئيس المباحث، وعلمت أن ابنى توفى وقال لى: «ربنا يعوضك ويرحمه» سقطت على الأرض مغشيا علىّ من هول الصدمة، تسلمت الجثمان من المشرحة وعلمت أن المتهم استدرجه خلال عمله إلى شقة مهجورة وعندما قاومه شل حركته ووثقه بحبل وشنقه لسرقة «التوك توك» وهاتف محمول.
كانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت إحالة أوراق المتهم بقتل سائق «توك توك»، المحكوم عليه بالشنق، إلى فضيلة المفتى لأخذ رأيه الشرعى فى إعدامه، وتحديد جلسة 22 ديسمبر المقبل للنطق بالحكم.
صدر القرار برئاسة المستشار جمال السمرى، وعضوية المستشارين محمد سامى عبدالخالق، وعادل الغويط، وأمانة سر صبحى طعيمة.
وخلال الجلسة السابقة، ادعت شروق أحمد، دفاع المجنى عليه، بمبلغ 50 ألف جنيه وواحد جنيه على سبيل التعويض المدنى المؤقت ضد المتهم، وانضمت إلى النيابة العامة، وطلبت توقيع أقصى عقوبة على المتهم طبقا لمواد الاتهام بأمر الإحالة.
كانت النيابة أحالت المتهم إلى محكمة الجنايات، لأنه فى يوم 10 فبراير عام 2019 دائرة قسم شرطة دار السلام، استدرج المجنى عليه أحمد محمد «18 سنة»، سائق «توك توك» لشقة مهجورة فى منطقة دار السلام وقام بتوثيقه بحبل وشنقه لسرقة «التوك توك» وهاتف محمول.
وكشفت التحقيقات أن المتهم استدرج السائق من موقف سيارات الأجرة وطلب منه توصيله إلى عقار تحت الإنشاء على كورنيش النيل، وهناك طلب من الضحية الصعود إلى العقار المكون من 12 طابقا لحمل سخان والنزول به وقرر التخلص منه. وعندما قاوم الضحية الجانى، قام بتوثيقه وشنقه بحبل واستولى على هاتفه والمفاتيح.
وتوصلت التحريات إلى أن المتهم يدعى «م.م» 29 سنة، سباك، وأن الضحية يعمل سائق توك توك، استدرجه المتهم لسرقة المركبة منه وقتله داخل الشقة المهجورة.