«محاولة لإنقاذ العالم».. أكثر من 100 زعيم يتعهدون بحماية الطبيعة

تعهد أكثر من 100 زعيم عالمى خلال قمة «كوب 26»، والتى انطلقت أمس الأول، بجلاسجو، بإنهاء إزالة الغابات وانحلال التربة بنهاية العقد الحالى، وذلك بدعم من أموال عامة وخاصة، يقدر حجمها ب19 مليار دولار للاستثمار في حماية الغابات واستعادة غطائها النباتى.
ودعا قادة العالم وخبراء البيئة وناشطون، خلال القمة التي توصف بأنها فرصة حاسمة لإنقاذ كوكب الأرض من التأثيرات الأكثر كارثية لتغير المناخ وتستمر حتى 12 نوفمبر الجارى، إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الاحتباس الحرارى الذي يهدد مستقبل الكوكب، وهى المهمة التي صارت أصعب بسبب عدم اتفاق دول مجموعة العشرين على التزامات جديدة طموحة مطلع الأسبوع الجارى في روما، خاصة أن هذه المجموعة هي المسؤولة عن نحو 80% من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى ونسبة مماثلة من ثانى أكسيد الكربون والغاز الناتج عن حرق الوقود الأحفورى، المسبب الرئيسى لارتفاع درجات الحرارة العالمية المسببة لموجات الحر والجفاف والفيضانات والعواصف.
وفى إطار الاتفاق الذي أبرمه قادة العالم، أمس الأول، تعهدت 12 دولة، بينها بريطانيا، بتقديم 8.75 مليار جنيه إسترلينى من الأموال العامة بين 2021 و2025 لمساعدة الدول النامية عبر جهود عدة، منها استعادة عافية الأراضى التي تعرضت لانحلال التربة والتصدى لحرائق الغابات، حيث أعلن الجانب البريطانى أنه سيمول استثمارات صديقة للبيئة تزيد قيمتها على 3 مليارات جنيه إسترلينى على مدار 5 أعوام وضمانات جديدة لدعم مشروعات البنية التحتية النظيفة في الاقتصادات النامية، وأكد كذلك أنه سيقدم ضمانات إضافية للبنك الدولى لتمويل مشروعات صديقة للبيئة بقيمة مليار دولار في الهند.
على صعيد متصل، سيقدم أكثر من 30 كيانًا استثماريًا من القطاع الخاص، بينها «أفيفا وشرودرز وأكسا»، ما لا يقل عن 5.3 مليار جنيه إسترلينى أخرى، كما تعهدت هذه الكيانات التي تمثل 8.7 تريليون دولار من الأصول المدارة، بوقف الاستثمار في أنشطة متعلقة بإزالة الغابات بحلول 2025، وأُطلقت كذلك مجموعة من المبادرات الحكومية والخاصة الأخرى للمساعدة في التوصل إلى ذلك الهدف، ومنها تعهدات بمليارات الدولارات لحراس الغابات والزراعة المستدامة من السكان الأصليين.
وتعهدت الهند والبرازيل، وهما من البلدان التي يصدر عنها أكبر معدلات تلوث في العالم، بخفض الانبعاثات، وقال الرئيس البرازيلى، جايير بولسونارو، الذي أشرف على مدى يزيد على عامين على أعمال إزالة في غابات الأمازون المطيرة: «سنتصرف بمسؤولية ونبحث عن حلول حقيقية لانتقال عاجل»، وأكد أن بلاده ستخفض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحرارى بنسبة 50% بحلول 2030، فيما حدد رئيس الوزراء الهندى، ناريندرا مودى، عام 2070- كهدف للهند، للوصول إلى «صفر انبعاثات كربونية»، وهو توقيت متأخر عما حددته دول أخرى وبنحو 20 عامًا عما توصى به الأمم المتحدة عالميًا.
ولاقى البيان المشترك في «كوب 26» دعمًا من زعماء دول، منها البرازيل وإندونيسيا والكونجو الديمقراطية، التي تمثل مجتمعة 85% من غابات العالم، حيث ذكر بيان من مكتب رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، نيابة عن زعماء القمة أن «إعلان جلاسجو» بشأن الغابات واستخدام الأراضى سيغطّى غابات تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 21 مليون كيلو متر مربع، وقال «جونسون»: «فرصة لإنهاء تاريخ البشرية الطويل من قهر الطبيعة.. المناخ كان دائمًا ضحية صامتة للنمو الاقتصادى والتقدم».