«التبادل التجاري والسياحة وإدارة المياه» تتصدر لقاءات الرئيس ب«كوب 26»

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال مشاركته فى فعاليات أعمال قمة المناخ العالمية «كوب 26»، فى جلاسجو، أمس، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والأمير تميم بن حمد آل ثان، أمير دولة قطر، ورئيس جمهورية أرمينيا، أرمين سركيسيان، والشيخ صباح الخالد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتى، ورئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وذلك بالتوازى مع انعقاد قمة الأمم المُتحدة لتغير المناخ فى جلاسجو، ورئيس الوزراء اللبنانى، نجيب ميقاتى، ورئيس الوزراء الفلسطينى محمد أشتية، ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وتضمنت لقاءات الرئيس لقاءه مع رئيس وزراء هولندا، مارك روته، وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء تناول بحث سبل دفع العلاقات بين البلدين فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، خصوصًا التبادل التجارى والسياحة والهجرة، بالإضافة إلى التعاون القائم فى مجال إدارة المياه، فضلاً عن الاستفادة من الخبرات الهولندية فى المشروعات المرتبطة بأنظمة الرى والزراعة، وكذلك فى مجال إدارة الموانئ وتعزيز التعاون القائم بين قناة السويس وميناء روتردام، إلى جانب مناقشة سبل تعزيز التعاون الثلاثى بين مصر وهولندا فى إفريقيا، فى ضوء الاهتمام المشترك للجانبين بدعم التنمية فى القارة، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية توطين الاستثمارات الهولندية فى مصر فى ظل المناخ المشجع للاستثمار وكونها بوابة للتصدير للقارة الإفريقية.
وشهد اللقاء التباحث بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وأشار رئيس وزراء هولندا إلى حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر لصون السلم والأمن الإقليميين فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، معربًا فى هذا الإطار عن تقديره للجهود المصرية للوصول إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات الذى يمر بها محيطها الإقليمى المضطرب بما يساهم فى عودة الاستقرار والأمن لدوله.
وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس عبدالفتاح السيسى يشارك فى الشق رفيع المستوى من القمة، وأوضح- فى مداخلة حول القمة- أن كلمة الرئيس ستتناول الموقف المصرى وركائزه تجاه قضايا تغير المناخ، باعتبار مصر تمثل دول القارة الإفريقية وبصدد استضافة المؤتمر القادم للتغيرات المناخية العام المقبل.
وأشار إلى أن قضية المناخ العالمى تنقسم إلى شقين رئيسيين، شق خاص بالدول الصناعية المعنية بالانبعاثات الخاصة بالصناعات الكبيرة، والتى أدت إلى زيادة حرارة كوكب الأرض وظاهرة الاحتباس الحرارى، وهناك شق آخر يتعلق بمعاناة الدول النامية من تداعيات التغيرات المناخية وسبل مواجهتها.
وأضاف أن هناك تعهدات من جانب الدول الصناعية الكبرى تجاه الدول النامية بتقديم المساعدات للتغلب على التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن هناك مطالبات من الدول النامية للدول الكبرى بالالتزام بالمعايير الدولية لخفض الانبعاثات، خاصة الغازات الدفيئة.
وأضاف راضى أن هناك جلسة أخرى بها حلقة نقاشية سيشارك فيها الرئيس، بالإضافة إلى عقد لقاءات ثنائية مع رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، ويعد هذا اللقاء مهمًا واستراتيجيًا يتناول قضايا مهمة حول العلاقات الثنائية بين البلدين بكافة الجوانب الأمنية والمعلوماتية والدفاع والسياسية والتجارية والاقتصادية، كما سيكون هناك تبادل للخبرات وعرض النماذج الناجحة للتعامل مع فيروس كورونا ما بين البلدين.
وحول المباحثات الثنائية بين الرئيس السيسى والمستشار النمساوى، أوضح راضى أن المباحثات تركزت على العمل على زيادة الاستثمارات النمساوية داخل مصر فى المشروعات القومية الكبيرة التى تشهدها مصر حاليًا فى ضوء البنية التحتية الحديثة التى تتمتع بها مصر، مشددًا على أن البنية التحتية فى مصر أصبحت إطارًا راسخًا وأساسًا متينًا لاستقبال وتفعيل أى استثمارات أجنبية.
وقال إن المستشار النمساوى أشاد خلال لقائه بالرئيس بجهود مصر تجاه الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب، والفكر المتطرف، ونشر قيم التسامح وقبول الآخر وحرية الاعتقاد، ومفاهيم جديدة خاصة فى ضوء قيادة الرئيس لمصر، مؤكدًا أن الرئيس السيسى لديه رؤية واستراتيجية انعكست على سلوك الدولة كله نحو هذه القيم النبيلة، وأنها قوبلت بإشادة كبيرة من المجتمع الدولى، وخاصة أوروبا.
وأضاف أن المباحثات مع المستشار النمساوى تناولت عدة قضايا مهمة، منها العلاقات المصرية- النمساوية وقضايا المنطقة، مؤكدًا أن المستشار النمساوى ثمّن الجهود والتوجهات الاستراتيجية، خصوصًا أن الرئيس يقوم بتلك الجهود فى خضم منطقة مضطربة جدًا وحدود مضطربة وقضايا ساخنة فى المنطقة، مع ذلك نجحت مصر فى تحقيق الاستقرار ونشر المفاهيم النبيلة فى ظل تلك الظروف غير المواتية.
وأوضح راضى أن المباحثات تناولت ملف السياحة، بالإضافة إلى استعراض المقاصد السياحية المصرية المختلفة مثل شرم الشيخ والغردقة، والتى تعد من المقاصد المفضلة للسائحين النمساويين، كما سيتم تعزيز تبادل الحركة السياحية بين البلدين، لافتًا إلى أن هناك شقًا مهمًا يتعلق بقضايا المنطقة، حيث حرص المستشار النمساوى ألكسندر شالنبرج، خلال اللقاء، على الاستماع لوجهة نظر الرئيس وتقييمه لما يحدث فى المنطقة، وأفضل السبل لتسوية الأزمات التى ظهرت آثارها على جميع الشعوب.