طلاق وخيانة وتأخر الزواج وحق النفقة والمأوى والمعاناة من التنمر.. قضايا المرأة تكسب فى الدراما

ألقت العديد من المسلسلات الدرامية الضوء على قضايا تمس المرأة المصرية، مثل «الطلاق، التنمر، تأخر سن الزواج، التحرش، تبنى الأطفال لغير المتزوجة، الخيانة الزوجية، حق المرأة فى النفقة والمأوى بعد تجاوز أبنائها سن الحضانة القانونية»، كما أبرزت الدراما الاجتماعية من خلال حلقات متصلة منفصلة فى مسلسلات «إلا أنا» و«ورا كل باب» و«زى القمر» و«ليه لأ»، الضوء على بعض الأمراض فى المجتمع التى قد تصيبهن، وتأثير ذلك على أنوثتهن، مثل مرض «البهاق»، الذى تناولته الفنانة جميلة عوض فى حكاية «لازم أعيش» ضمن مسلسل «إلا أنا»، وهذه الحكاية حققت نجاحًا كبيرًا، بسبب مناقشتها هذه النوعية من المسلسلات وما يعانيه أصحاب هذا المرض من مشاكل وتنمر، أو فاقدى البصر ومعاناتهم اليومية، والتى جسدتها الفنانة صابرين فى حكاية «1 %» ضمن مسلسل «زى القمر».
وقدمت الفنانة ريهام عبد الغفور فى حكاية «ربع قيراط»، ضمن مسلسل «إلا أنا»، قضية تشغل الكثير من السيدات فى مرحلة ما بعد الطلاق، حيث تجد المرأة نفسها أمام مسؤولية كبيرة تجاه أبنائها ونظرة مسيئة من المجتمع للمطلقة، وليظهر العمل معاناتها فى المجتمع كمطلقة تواجه العديد من الأزمات ما بين بيتها وعملها والمجتمع ككل.
كذلك قدمت الفنانة سهر الصايغ حكاية «بيت عز» ضمن حكايات مسلسل «إلا أنا»، الذى ناقشت من خلاله قضية التحرش ضد الفتيات، من خلال تعرض بطلة العمل للتحرش من جانب رئيسها فى العمل، والعمل يمثل صحوة لجميع الفتيات، بأن يقفن أمام من يحاول انتهاك حرمتهن أو العبث بأجسادهن، لتجد تدعيمًا كبيرًا من جانب المحيطين بها بعد تقدمها ببلاغ ضد المتحرش بغض النظر عن سلطته وسطوته.
ومن خلال حكاية «غالية»، ناقشت الفنانة «درة» قضية تأخر الزواج عند الفتاة، وقدمت درة فى هذه القصة مشاعر ومواقف تعيشها فتاة اسمها «غالية» تعزف وتدرس الموسيقى، تأخرت فى الزواج من منظور المجتمع وتتزوج بطريقة مختلفة وتتعرض لمشاكل تغير نظرتها للحياة.
وتناولت حكاية «عقبال عوضك» ضمن مسلسل «زى القمر»، بطولة مى كساب، قضية تأخر الفتيات فى الزواج، وتأثير تلك الظاهرة على الأمهات والعائلات، وكيفية تعامل الأهل والأصدقاء معها.
وفى طرح جرىء لقضية كفالة الأطفال فى الموسم الثانى من مسلسل «ليه لأ»، ناقشت الكاتبة مريم نعوم والمخرجة مريم أبو عوف، والفنانان منة شلبى وأحمد حاتم والطفلة منة أحمد زاهر، القضية من خلال حكاية «ندى»، التى ترغب فى احتضان طفل، لكنها تواجه صعوبات كثيرة فى هذا الأمر، ورغبتها فى الأمومة وسط تقاليد المجتمع، لتسلط الأحداث الضوء على علاقتها بالطفل.
من جانبها علقت الناقدة الفنية ماجدة موريس بأن المسلسلات التى ناقشت قضايا المرأة استطاعت أن توصل رسالة مهمة للمجتمع، لأن هذه القضايا فى المسلسلات العادية يتم تجاهلها فى إطار قصص عمومية جدًا، وهذه النوعية من المسلسلات يجب الاهتمام بها بشكل أكبر، ويجب أن نقدم دراما تعبر حقيقة عن أزمات المجتمع التى نعيش فيه مثل أزمة «المرأة أو الرجل أو الطلبة أو التعليم».
وأضافت: لا يصح تقديم أى عمل درامى، إلا أن يحمل رسائل مهمة تناقش قضايا المجتمع، ويوجد كثير من هذه المسلسلات استطاعت أن تفتح الأعين على القضايا الإنسانية، ومن يقدم هذه المسلسلات يجب أن يتمتع بعنصر مهم، وهو القصة والسيناريو الجيد.
وتابعت: المرأة عانت كثيرًا من الإهمال وأيضًا من التهميش فاستطاعت هذه النوعية من المسلسلات أن تقدم معاناتها بشكل موضوعى وقوى، وشاهدت مؤخرًا حكاية «بيت عز»، للفنانة الجميلة سهر الصايغ التى كانت تدور أحداثها حول فتاة توفيت والدتها منذ صغرها وعاشت مع والدها وعندما ذهبت لعملها كمهندسة استدرجها مديرها فى العمل بحجة البحث عن أوراق، ولكنه تحرش بها، فقدمت ضده بلاغًا، ووجدت دعما من كل المحيطين بها، وهذا المسلسل قدم رسالة مهمة لكل الفتيات اللاتى يتعرضن للتحرش فى الشارع، فمن المفترض أن ما نشكو منه فى حياتنا لابد أن تناقشه الدراما الاجتماعية، فالسوشيال ميديا من الممكن أن تقدم قضايا المرأة بشكل أسرع وأنجح، ولكن يجب أن تكون مسلسلات جيدة بكل عناصرها.
وقالت الناقدة حنان شومان: استطاعت المسلسلات التى ناقشت قضايا المرأة أن تمس المجتمع، لكن يجب ألا نحمل الدراما أو السينما كل خطايا المجتمع، فى حكاية «عقبال عوضك»، للفنانة مى كساب مثلا ناقشت قضية مهمة وهى العنوسة، تأخر الزواج، وهذه القضية تواجهها المرأة الآن فى الحضر والريف، وهذا المسلسل استطاع أن يؤثر على المشاهدين.
وتابعت «شومان»: هذه المسلسلات لا تكفى أن تناقش قضايا المرأة، ولا يجب أن نقف على عمل واحد، بل ننتج أكثر من 100 مليون عمل.
وعن النظرة الذكورية التى تؤثر على فكر المجتمع عند تناول تلك الدراما، علق الناقد طارق الشناوى: حاولت هذه المسلسلات أن تناقش قضايا المرأة، لأنها مظلومة فى المجتمع العربى ومناقشة قضاياها محاصرة بكثير من المخاطر، والنظرة الذكورية تؤثر على فكر المجتمع، لكنهم متخوفون أن نناقش كثيرا من القضايا مثل الحجاب والنقاب.
وتابع «الشناوى»: «السوشيال ميديا» هى عنوان المرحلة، وهى التى تحدد نجاح المسلسل أو فشله، ولا يستطيع عمل واحد أن يغير قناعة اجتماعية، لأن لها علاقة بالتعليم والتربية والثقافة الدينية. وأوضح: حكاية «غالية» التى لعبت دورها الفنانة درة، حملت قدرا كبيرا من الجرأة الاجتماعية، لأنها قدمت قضية مهمة تعانى منها المرأة وما تعانيه بسبب آثارها ونظرة المجتمع لها وهى تأخر الزواج.