شكا عدد من مزارعى المحافظات من ارتفاع أسعار الأسمدة، لافتين إلى أنهم اضطروا للجوء إلى الحصول على احتياجاتهم من السوق السوداء بعد تأخر حصولهم على الحصص المقررة على الحيازة الزراعية. فى المنيا، أكد المزارعون تضررهم من ارتفاع أسعار الأسمدة الأزوتية المطروحة فى السوق، وتأخر صرف مخصصاتهم المدعمة للمحاصيل الشتوية، واللجوء للسوق السوداء. وأشار المزارعون إلى أن سعر الطن ارتفع إلى 8 آلاف جنيه، بدلا من 3290 جنيها للطن مدعم، وبسعر من 164.5 جنيه إلى 400 جنيه للشيكارة اليوريا، وارتفاع سعر شيكارة النترات من 159.5 جنيه مدعم، إلى 370 جنيها بالسوق السوداء. وطالب حسين أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، بدور جاد للحكومة بالرقابة على مصانع الأسمدة، والالتزام بصرف حصص الدولة المدعمة، ومراقبة الإنتاج بكل مصنع، بعد أن كشفت الصادرات عدم التزام مصانع الأسمدة بصرف مخصصات الدولة للمزارعين. من جانبه، قال المهندس إسماعيل رضوان، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، إن هناك قرارا صدر من لجنة الأسمدة بصرف 50% من مخصصات الزراعات الشتوية للمزارعين بشرط تقديم الكارت، أو البطاقة الزراعية، أو إجراء معاينات، مؤكدا أن المخصصات تتراوح ما بين 2 و8 شكاير للفدان، حسب نوعية المحصول المزروع. مؤكدا أن أكثر المساحات المزروعة بالمحافظة قمح، وبنجر، وقصب السكر. وأكد اللواء أسامة القاضى، محافظ المنيا، أنه تم توجيه مديرية الزراعة بالتيسير على المزارعين لسرعة صرف كروت السماد الخاصة بالمزارعين «كارت الفلاح الذكى»، من الجمعيات الزراعية، بالتنسيق مع البنك الزراعى، مع المرور على كافة مراكز المحافظة، لتلافى تأخير تسليم تلك الكروت للمزارعين. وفى سياق متصل أعلنت مديرية الزراعة عن ضبط 25 طنا من سماد النترات و1.5 طن من سماد اليوريا المدعم بمركز سمالوط بأحد المتاجر (السوق السوداء)، وذلك بالاشتراك مع مباحث تموين سمالوط ومندوبى مجلس ومدينة سمالوط ومدير الإدارة الزراعية بمركز سمالوط ومهندس الرقابة على المبيدات والأسمدة، وتم التحفظ على الكمية المضبوطة بمخازن جمعية سمالوط الزراعية وتحرير محضر بالواقعة وعرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيق. وفى بنى سويف، ارتفعت أسعار أسمدة اليوريا والنترات والبوتاسيوم لأول مرة منذ فترة طويلة، وأكد التجار والمزارعون أن هذه الأسعار «الجنونية» لم تحدث منذ 20 عامًا مضت. وقال محمد محمود، تاجر، إن أسمدة اليوريا وصل سعر الطن بها إلى 9000 جنيه بدلا من 4600 جنيه، وأشار إلى أن سعر طن النترات وصل إلى 7000 جنيه بدلا من 4500 جنيه، كما ارتفع طن أسمدة البوتاسيوم إلى 13000 جنيه بدلا من 9000 جنيه. وحذر ياسر على، مزارع، من الشناوية بمركز ناصر، من أن هذه الأزمة سوف تقضى على الزراعة بالمحافظة، مطالبًا بتوفير الدعم اللازم للفلاح لتحفيزه على زراعة المحاصيل الاستراتيجية. وقال: «إننا نعانى من عدم وجود أسمدة فى الجمعيات الزراعية، مما يهدد بموت زراعتنا»، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الأسمدة يعد ضربة قاضية للفلاح الذى يزرع الخضروات المختلفة بسبب عدم توافر المقررات الخاصة بهم بجانب زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج الأخرى التى لم تعادلها زيادة فى أسعار بيع المحصول مما يعد عبئًا إضافيًا على الحياة المعيشية. وفى القليوبية، أكد مختار البنا، عضو مجلس إدارة الجمعية الزراعية بقرية أجهور الكبرى، عضو الجمعية المركزية فى المحافظة، أن الأسمدة الزراعية متوفرة فى الوقت الحالى بشكل كبير فى جميع الجمعيات الزراعية على مستوى المحافظة، ولا يوجد بها أى أزمة، مشيرا إلى أن سعر الأسمدة لصنف السوبر فقط هو الذى ارتفع من 83 جنيهًا للشيكارة إلى 95 جنيهًا، أما باقى الأصناف فلم يتم رفع أسعارها. ولفت «البنا» إلى أن توافر الأسمدة فى جميع الجمعيات يرجع إلى أنه حاليا لا يكون هناك إقبال على الأسمدة لعدم زراعة الخضراوات بشكل كبير مثلما يحدث فى فصل الصيف. من جانبه، قال المهندس حسن زايد، وكيل وزارة الزراعة فى المحافظة، إنه لا يوجد ارتفاع فى أسعار الأسمدة، مشيرا إلى أن القليوبية بها مخزون من الأسمدة فى مخازن المديرية يصل إلى 5 آلاف و400 طن، يغطى احتياجات المحافظة كلها، وقال إن جميع الأصناف متوفرة، سواء سوبر أو نترات أو يوريا. وفى الأقصر، أعرب المزارعون عن تخوفهم من نقص الأسمدة، وتهديد محصول القمح والمحاصيل الشتوية بقرى إسنا التى تنتج أكثر من 80% من المحصول بواقع 28 ألف طن قمح من إجمالى إنتاج القمح فى المحافظة، البالغ 34 ألف طن سنويا، رغم تحذيرات المزارعين. وقال أحمد منصور، مزارع، إن المزارعين يوردون قيمة الأسمدة مقدما للجمعيات الزراعية، ولا نحصل على الكميات المطلوبة فى الأوقات التى يحتاجها المحصول، موضحا أن القصب تأثر بسبب عدم الحصول على كميات الأسمدة. وأوضح على حسن، مزارع، أن الأزمة مازالت مستمرة، ونقوم بشراء أجولة الأسمدة من السوق السوداء بسعر 320 جنيهًا للواحد لتسميد الخضراوات والمحاصيل الشتوية، وقال: «قمنا بزراعة القمح ونخشى على المحصول من نقص الأسمدة». وفى كفر الشيخ، ارتفعت أسعار أسمدة المحاصيل الشتوية بالمحافظة بسبب عدم منح آلاف المزارعين كارت الفلاح لصرفها، وأكد أحد المسؤولين بإدارة دسوق الزراعية أن دسوق بها أكثر من 55 ألف مزارع مدونين بالجمعيات الزراعية، إلا أن الكروت وصلت إلى 25 ألفًا فقط، مشيرًا إلى أن التعليمات تقضى بصرف مستلزمات الإنتاج الزراعى من أسمدة وخلافه لمَن معهم كارت الفلاح فقط، ما تسبب فى الارتفاع الكبير فى أسعار الأسمدة. وفى الشرقية، شهدت محال ومراكز بيع الأسمدة والمبيدات الزراعية ارتفاعًا ملحوظًا فى الأسعار، الأمر الذى أدى إلى حالة من الاستياء بين المزارعين، وسط مطالبات بضرورة دعمها وتوفيرها فى الجمعيات الزراعية حتى لا يقع الفلاح فريسة لتجار السوق السوداء. وأشار المهندس حسن أمين، صاحب مصنع أسمدة، إلى أن هناك ارتفاعًا كبيرًا فى الأسعار، حيث يتراوح سعر شيكارة اليوريا ما بين 450 و600 جنيه، وشيكارة نترات النشادر ما بين 500 و700 جنيه، وشيكارة سلفات النشادر ما بين 300 و400 جنيه، أما بالنسبة لسعر طن سلفات البوتاسيوم فإنه يتراوح ما بين 12 و13 ألف جنيه، فضلًا عن الزيادة الكبيرة فى أسعار هيدروكسيد البوتاسيوم وغيرها من الأسمدة، مطالبًا بضرورة الرقابة والمتابعة المستمرة للشركات المستوردة للأسمدة، والتى تقوم بتخزينها.
