«الرقابة الصحية» تشهد إطلاق أول دبلوم مهني في جودة المنشآت الصحية بجامعة بدر

أكد الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن التطبيق الفعلي لمعايير الجودة يستلزم أن يصبح المريض جزءاً أصيلاً من المعادلة وهي الفلسفة التي تبنتها «هيئة الاعتماد والرقابة الصحية»، عند إعداد ووضع معايير الاعتماد لمختلف أنواع المنشآت الصحية، مشيراً أن المريض هو المحور الرئيسي الذي تنتظم حوله كافة جوانب الخدمة الصحية، لتلبية احتياجات المرضى وتوقعاتهم واحترام تفضيلاتهم وكذلك ضمان أمنهم وسلامتهم.
أضاف رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أنه نفس المبدأ الذي يتبناه «مشروع التأمين الصحي الشامل»، فالتغطية الصحية حق إنساني للجميع، والوصول لجودة الرعاية الصحية التي تؤثر على جودة حياة المواطن المصري تحتاج إلى جهود مختلفة ومتخصصة لتأهيل المنشآت الصحية وفقا لهذا المنظور، وترسيخ ثقافة الجودة على جميع المستويات، موضحاَ أنه من هنا ظهر الاحتياج لإعداد وتخريج كوادر بشرية مؤهلة ومدربة على تطبيق الجودة والسلامة في الخدمات الطبية وفقا لأحدث المعايير العالمية.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد «هيئة الاعتماد والرقابة الصحية» برئاسة د.أشرف إسماعيل في الحفل الافتتاحي الذي نظمته «جامعة بدر» بمناسبة إطلاق أول دبلوم مهني في مجال الجودة واعتماد المنشآت الصحية HQA، والذى يأتي في إطار تفعيل البروتوكول الذي وقعته الجامعة مع الهيئة في شهر يونيو من هذا العام، وذلك بمقر كلية العلاج الطبيعي في المنطقة التعليمية والترفيهية داخل مدينة بدر بمحافظة القاهرة.
وخلال كلمته، أشاد رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، بجهود القائمين على إعداد الدبلوم المهني الذين استطاعوا تحويل الحلم إلى حقيقة ملموسة في أقل من 4 شهور.. مؤكداً أن أعظم استثمار هو الاستثمار في البشر وأن سوق العمل ومشروع التأمين الصحي الشامل في احتياج كبير لمثل هؤلاء الخريجين المتميزين في هذا المجال لتجهيز وتأهيل أكبر عدد من المنشآت الصحية للاعتماد على مستوى جميع محافظات الجمهورية حتى تتمكن من تقديم خدماتها لمنظومة التأمين الصحي الشامل، خاصة وأن الرئيس السيسي، أعاد تعريف مفهوم «الوقت»، وهو ما نراه جليا في الإنجازات المتحققة بالمشروعات القومية لأول مرة في تاريخ مصر وعلى رأسها مشروع التأمين الصحي الشامل الذي وجه الرئيس بأن يتم الانتهاء من كافة مراحله خلال 10 أعوام بدلا من 15 عام مع ضمان تقديم خدمات صحية ذات مستوى عالمي للمواطن المصري
أضاف د. إسماعيل، أن الهدف من التعاون المشترك بين الهيئة والجامعات هو بناء قدرات المتدربين لتطبيق معايير الجودة والسلامة في الخدمات الطبية طبقا لمعايير الاعتماد الصادرة عن الهيئة من خلال محتوى تدريبي متكامل بشقيه النظري والعملي، يشمل آليات التطبيق وقياس الأداء ومنهجيات التحسين للوصول إلى التطابق مع متطلبات المعايير الصادرة عن الهيئة على أرض الواقع.. مشيراً إلى ان هذا المحتوى العلمي يؤهل الحاصل عليه لخوض اختبار «الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية» النهائي؛ للحصول علة شهادة «أخصائي تأهيل منشآت صحية للاعتماد – Egyptian Certified Accreditation Professional» EGYCAP«.
أوضح رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أنه يشمل 8 وحدات تدريبية تغطى المادة العلمية اللازمة لإكساب المتدرب بالمعرفة والمهارات والخبرة اللازمة للتطابق مع معايير الاعتماد هي: المهارات القيادية في المنشآت، إدارة الموارد البشرية، الرعاية المتمركزة حول المريض، الجودة وتحسين الأداء، التكنولوجيا وإدارة المعلومات، سلامة المرضي، مكافحة ومنع انتشار العدوى، سلامة البيئة والمنشأة «السلامة البيئية»، والحصول على الاعتماد«.
في سياق متصل، أشار د. حسن القلا، رئيس مجلس أمناء جامعة بدر، إلى الأثر الكبير لهذا البرنامج الدراسي على مستقبل الرعاية الصحية في مصر مشيداً بتعاون فريق العمل بهيئة الاعتماد والرقابة الصحية مع الجامعة لإخراج الدبلوم بدرجة كبيرة من التميز.. لافتاً إلى أن ما يحدث كان يعد منذ عشرات السنين حلما بعيد المنال.. ومؤكدا على أن ذلك يأتي في إطار أهداف الجامعة بتزويد «المنشآت الصحية»، في البلاد بالكوادر البشرية من الفنيين والخبراء في مختلف المجالات الطبية والصحية؛ لتصبح قادرة على تقديم «خدمات صحية»، آمنة وذات جودة عالمية؛ للمشاركة في الخطى المبذولة للارتقاء بمنظومة القطاع الصحي المصري.
من جانبها، أعربت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية، عن سعادتها ببرنامج الدبلوم والرسائل الهامة التي يعكسها هذا التعاون المشترك بين هيئة الاعتماد والرقابة الصحية والجامعة، من تشجيع الشراكة مع الشباب الذين سيشكلون نواة لرحلة انطلقت ولن تتوقف هي رحلة الرعاية الصحية المبنية على البراهين والأدلة والتوثيق والدراسات، والرؤية الواضحة، والشراكة مع مختلف الأطراف من أجل تغطية صحية شاملة، وهو ما يتوافق مع الهدف ال13 من أهداف التنمية المستدامة من أجل حق الصحة التي هي أهم من المرض.