«بهجورى» يداعبنا بفن «البوب» فى جاليرى «أوبونتو» بالزمالك

عبر استلهام موضوعاته من الفن المصرى والإفريقى القديم، ينقلنا الفنان الكبير جورج بهجورى إلى عالم تمتزج فيه عناصر الفن الكلاسيكى والمعاصر معًا، ليخلق عالما فنيا وثيق الصلة بثقافة البوب المصرية وتراثها وهويتها.
يعكس الفنان جورج بهجورى، عبر أعماله التى يمتزج بها الحس التعبيرى والتكعيبية، خلفيته الكاريكاتورية وأسلوبه المستمد من التراثين المصرى القديم والإفريقى، وكذلك عبر مزيجه الرائع من الأشكال المنمقة وملامح الوجوه، أما آخر معارضه والذى يحمل اسم «باليه يهجورى» فله ملامح جديدة، وهو معرض استقبله «UBUNTU Art Gallery» بالزمالك، الأربعاء الماضى 29 سبتمبر، ويستمر حتى 16 من أكتوبر الجارى، إلى جانب مجموعة «Shuffle» التى تضم أعمال مجموعة من شباب الفنانين هم: محمد صبرى، محمد طناش، مها مسعود، يوسف صبرى، منى الكاتب، دعاء فاخر، فيليب أندريفوسيك، سارة محيى الدين، أدهم غريب، محمود طلعت.
أيقونة
تجربة بهجورى
يعد جورج البهجورى أحد أشهر الفنانين المصريين المعاصرين؛ نظرًا لتجربته الفنية الثرية والمتنوعة بين الكاريكاتير والتصوير والنحت؛ بدأ حياته المهنية كرسام كاريكاتير سياسى فى روزاليوسف، قبل أن يدرس الرسم والتصوير تحت إشراف الفنان البارز حسين بيكار.
ولد الفنان جورج البهجورى فى مدينة الأقصر فى جنوب مصر عام 1932، وتعود علاقته بفن الكاريكاتير، إلى بدايات عمله فى الصحافة، فى أوائل الخمسينات حين كلفه الروائى المصرى الراحل إحسان عبدالقدوس برسم صفحتين يومياً تحت عنوان «أخبارهم على وجوههم» فى إحدى المجلات المصرية التى كان يرأس تحريرها حينها، وكان لايزال طالباً فى الفنون الجميلة.
أيقونة
كانت خلفية جورج بهجورى كرسام كاريكاتير سياسى أحد أسباب تحقيقه لعلامته التجارية ك«جد أكبر» لفن الكاريكاتير، فضلًا عن أن سفره إلى باريس فى منتصف السبعينات، كان بمثابة خطوة فارقة فى مسيرته الفنية، ففى أعقابها مارس بهجورى فنون التصوير والنحت، فضلًا عن خوضه غمار تجربة الكتابة «متأخراً»، كما يقول؛ إذ صدرت له على مدار العقدين الماضيين كتب مصورة مصحوبة برسومات ولوحات تحكى سيرته الذاتية، بدأها بكتاب «أيقونة فلتس» الصادر عام 1997؛ وفلتس هو اسم شعبى فى العائلة القبطية، ثم أتبعها ب«أيقونة باريس»، و«بهجر فى المهجر» و«أيقونة شعب».
كتابات البهجورى ارتبطت بما يسميه هو «المشهدية فى الأدب»، فهو رسام فى المقام الأول، وحين يصف شخصاً ما، أو مشهداً بعينه يتخذ هذا الوصف طبيعة خاصة ومميزة، وبأسلوب لا يخلو من السخرية والفكاهة.
أيقونة
الهوية الفنية
يُعرف بهجورى بربط لوحاته بحسه الكوميدى الذى طوره أثناء ممارسته فن الكاريكاتير؛ إذ تسهم روح الدعابة فى تحديد ملامح هويته الفنية وتبوح روح الطرافة جلية فى خفة خطوط رسوماته وميله للمبالغة فى تصوير تفاصيل الوجوه بها.
يُقال عنه أيضًا إنه أحد أكثر الفنانين المصريين ارتباطاً بالشارع؛ فخطوطه البسيطة المتقاطعة تربط الشخوص بالأماكن، فضلًا عن رصدها مظاهر الحياة فى المدينة.
أيقونة
تقدير عالمى
تُشكل بعض أعمال بهجورى مراحل عمره ومسيرته الشخصية مع الرسم، حتى إنه صور وجهه فى أحد اسكتشاته، إلى جانب الرسوم العارية والأشخاص المنغمسين فى الحديث، والوجوه الغارقة فى بحور الصمت.
أيقونة
تلقى أعمال بهجورى تقديرًا على المستوى الدولى؛ إذ عُرض بعض منها فى متحف «اللوفر» فى باريس، وكذلك استقبلتها معارض بكندا والسودان وتونس وبلغاريا، كما يمكن العثور على بعض أعماله فى متحف لومانسى فى فرنسا، ومتحف الفن الحديث بعمان، إلى جانب وجودها بمتحف الفن المصرى الحديث فى القاهرة.
أيقونة