«طالبان» تأمر الموظفات فى «كابول» بالبقاء فى المنازل

طلب القائم بأعمال عمدة العاصمة الأفغانية كابول، التابع لحكومة حركة طالبان، حمد الله نعمانى، من موظفات البلدية، البقاء فى المنزل إلا إذا كان لا يمكن لرجل شغل وظائفهن، وقال نعمانى إن طالبان: «وجدت أنه من الضرورى منع النساء من العمل لفترة»، وتشكل هذه التصريحات أحدث قيود تفرضها الحكومة الجديدة للجماعة المتشددة على المرأة.
وأوضح رئيس بلدية كابول أن حوالى ثلث موظفى البلدية البالغ عددهم 3 آلاف موظف من النساء، وقال إن هؤلاء سيبقين فى العمل، بحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى»، وأضاف: «على سبيل المثال، تعمل النساء فى مراحيض النساء حيث لا يستطيع الرجال الذهاب، ولكن بالنسبة للمناصب التى يمكن أن يشغلها الرجال، فقد طلبنا من النساء البقاء فى المنزل حتى عودة الوضع إلى طبيعته، وسيتم دفع رواتبهن».
وبعد سيطرتها على البلاد الشهر الماضى بعد انسحاب القوات الأمريكية، قالت طالبان إنه ستحترم حقوق المرأة «فى إطار الشريعة الإسلامية»، ولكنها طلبت من النساء العاملات البقاء فى المنزل، وقام مقاتلو طالبان بضرب النساء المحتجات ضد الحكومة المؤقتة، المكونة من ذكور فقط.
وتزامن ذلك مع تقارير أفادت بأن طالبان أغلقت وزارة شؤون المرأة واستبدلتها بوزارة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى تطبق رؤية الحركة المتشددة للشريعة الإسلامية، وفرضت تلك الوزارة، خلال حكم طالبان فى التسعينيات من القرن الماضى، قواعد متشددة وقيودا صارمة على النساء.
وشهدت كابول، مساء أمس الأول، احتجاجات فى محيط وزارة شؤون المرأة، بعد أن أغلقت حركة طالبان الوزارة بالقوة ووضعت على اللافتة التى تحمل اسمها لافتة أخرى «لوزارة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وقالت متظاهرات شاركن فى الاحتجاجات: «لا نريد إزاحة هذه الوزارة، إبعاد المرأة يعنى إبعاد البشر»، وقالت موظفات إنهن يحاولن العودة إلى عملهن فى الوزارة منذ أسابيع، لكن طُلب منهن العودة إلى منازلهن.
وجاء الاحتجاج بعد عودة بعض البنات إلى الدراسة فى فصول منفصلة فى مدارس ابتدائية لكن من غير الواضح ما إذا كانت الطالبات الجامعيات الأكبر سنا سيستأنفن الدراسة، وأعيد فتح المدارس الثانوية، الأسبوع الجارى، وقالت طالبان إنها تعمل على إعادة فتح مدارس للفتيات.
وقالت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان إنها لم تتمكن من أداء دورها، منذ سيطرة طالبان، وأضافت، فى بيان، أن طالبان استولت على مبانيها ومركباتها وأجهزة الكمبيوتر. وناضلت نساء أفغانستان خلال السنوات العشرين الماضية، من أجل الحقوق الأساسية وحصلن عليها، لكن المخاوف تتزايد من أن انتكاسة قد تلحق بتلك المكتسبات بعد سيطرة طالبان على الحكم.