شركات التبغ تدعو أطباء ومشاهير للسفر الى سويسرا لإقناعهم بمنتجاتها الجديدة

حيلة جديدة تلجأ اليها شركات التبغ العالمية للترويج لمنتجاتها الجديدة، من خلال استقطاب أطباء متخصصين ومشاهير وشخصيات عامة، ودعوتهم لزيارة مقر أكبر شركة عالمية لمنتجات التبغ في سويسرا، والاطلاع على آلية تصنيع المنتجات الجديدة مثل التبغ المسخن والسجائر الإلكترونية، والإدعاء بانها آمنة تماما ولا تسبب أية مخاطر صحية مثل غيرها من منتجات التدخين التقليدية.
تلك الحلية الجديدة كشف عنها الإعلامي محمد على خير، الذي أعلن عن تلقيه دعوة من مسؤولي تلك الشركة خلال لقاء جمعه بهم مؤخرا، كما أكد هذا الأمر الدكتور الدكتور حسام حسني، أستاذ الأمراض الصدرية بطب قصر العيني ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة، والذي كشف عن تلقيه دعوة للسفر إلى سويسرا من قبل أكبر شركات التبغ، وذلك لزيادة المصنع والإطلاع على آلية تصنيع المنتجات الجديدة مثل التبغ المسخن، لكنه رفض تلك الزياردة رفضا قاطعا.
التدخين - صورة أرشيفية
د. حسام حسنى يتحدث ل«المصرى اليوم» - صورة أرشيفية
وأضاف رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أن ممثلي تلك الشركة يدعوا أن المادة المُسببة للسرطان ليست موجودة في «التبغ المسخن» بل في ورق السيجارة، مؤكدا أن هذا الأمر غير صحيح بل بالعكس يوجد قرابة 3400 مادة كيميائية مختلفة تتفاعل بشكل أو بأخر في منتجات التبغ المسخن وتؤدي للعديد من المخاطر الصحية، مؤكدًا أنه لا فارق بين سيجارة عادية وسيجارة الكترونية وتبغ مسخن، كله متساوي في الضرر، والتدخين هو المٌسبب الأساسي للسرطان والسدة الشعبية وتليف الرئتين، وجميع المنتجات متساوية في الآثار الجانبية، قائلا: «مفيش جاجة اسمها منتج تدخين آمن وغير آمن»، ولا يوجد دولة أو لجنة علمية أو طبية يمكنها أن تُقر أو توافق على أي نوع وسيلة للتدخين.
واضاف حسني في المداخلة الهاتفية مع برنامج «المصري أفندي»، أن السيجارة الإلكترونية ليست أفضل من السجائر العادية، والتبغ المسخن أيضا له اضرار بالغة، وبه مواد مسرطنة، وهذه الطريقة تؤدي إلى تليف الرئتين والسرطان، وشدد على التبغ المسخن ليس آمنًا بالمرة ومادة محظورة تمامًا.
محمد على خير
واضاف رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أنه لا يجب على الإنسان أن يعتاد على مادة أخرى كوسيلة عن التدخين لأن هذا يعتبر تحولا من إدمان إلى إدمان.
إلى ذلك تقوم بعض شركات التبغ بالاعلان عن منتجاتها في المولات، وتقدم عروض وتخفيضات لاستقطاب الشباب، بالمخالفة للقانون 85 لسنة 2002 و154 لسنة 2007 الذي يحظر الإعلان عن جميع منتجات التبغ بكافة الصور المباشرة وغير المباشرة، ولم تكتف تلك الشركات بذلك فقط بل قامت بإنتاج أنواع بنكهات مختلفة وأشكال مختلفة على السجائر العادية أو السجائر الإلكترونيه لجذب الشباب وحتى تصبح هذه المنتجات الأكثر رواجا بينهم.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن منتجات التبغ المسخن هي منتجات يتولد منها دخان يحتوي على النيكوتين ومواد كيميائية سامة عند تسخين التبغ أو عند تنشيط جهازّ، ويستنشق المدخنون هذا الدخان بواسطة جهاز ويحتوي الدخان على مادة النيكوتين المسببة للإدمان الشديد، فضلاً عن مضافات أخرى غير التبغ، وغالباً ّ ما تكون بنكهات، وقد يكون التبغ في شكل سجائر مصممة خصيصاً في شكل محدد.
من جانبه قال الدكتور عصام المغازى رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن التبغ المسخن أحد الأوجه القبيحة والمميتة لصناعة الدخان التي تقتل سنويا 8 ملايين نسمة على مستوى العالم منهم مليون نتيجة التدخين السلبي.
وأوضح، أن هناك دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية والمعهد الوطني الأمريكي للسرطان أكدت أن التدخين يكلف العالم أكثر من تريليون دولار سنويا، يفوق تكلفته بكثير الإيرادات العالمية للضرائب على التبغ، التي قدرتها منظمة الصحة العالمية بنحو 269 مليار دولار في عامي 2013 و2014.
وأشار المغازي، إلى أن التدخين يعد أحد مخاطر الصحة العامة التي تؤثر سلبا على المجتمع ككل وليس فقط على المدخن، بل وأيضا على الأجيال الحالية والقادمة، تعتبر مصر واحدة من أكثر الدول ذات المعدلات المرتفعة في استهلاك التبغ، حيث إن ما يقرب من ربع الشعب المصري من البالغين يستهلكون التبغ 8.22 %.
ونوه المغازي، إلى أن تلك النسبة التي تتضاعف بين الرجال البالغين لتصل إلى حوالي 45% ولنا أن نتخيل نسبة التدخين السلبي المرتفعة نتيجة التعرض لدخان ذلك القطاع العريض من المدخنين والتى يصل تأثيرها الضار على الصحة إلى الوفاة حيث يقدر عدد الوفيات المتعلقة بالتدخين في مصر بنحو 170 ألف حالة وفاة سنويا.