تمثل «فيفي» قصة كفاح وصبر، اضطرتها ظروف أسرتها المادية أن تلتحق بمدرسة التمريض الثانوية، رغم حصولها على مجموع يؤهلها لدخول الثانوية العامة، ثم التحقت بمعهد التمريض. بعد 6 سنوات من التخرج والعمل كممرضة في مستشفي حكومي، تزوجت خلالها وأنجبت طفلين، التحقت بالثانوية العامة في عام 2019. بدأت «فيفي» داراسة الثانوية العامة في عام 2019 مع بداية تطبيق نظام التابلت، ورغم ظروف العمل وظروفها الأسرية ورعايتها لأطفالها وزوجها ووالدتها، وبفضل دعم زوجها لها تفوقت وحصلت على مجموع يؤهلها لدخول كلية الطب. حطمت نتيجة التنسيق آمال وطموحات «فيفي» حيث ظهرت أمام النتيجة عبارة «ليس من حقها الالتحاق بأي كلية» «فيفي»: حصلت على 90.73% في الثانوية العامة تقول فيفي فتحى السعيد، 25 سنة، أنا أعمل ممرضة في مستشفي قطور المركزي، وحاصلة على الثانوية العامة دفعة 2011، وحاصلة على دبلوم تمريض 2011، ومعهد فنى صحي 2013، لكن مكتب التنسيق حطم أحلامي. وتوضح «فيفي»: أن مشكلتها بدأت مع إعلان نتيجة التنسيق، حيث لم ظهر أمام النتيجة عبارة «خطأ في البيانات» فقامت بتسجيل شكوي إلكترونية، وتم الرد عليها بعبارة «أنت لم يتم قبولك في أي كلية حتى الآن أساسًا، وشكواك غير حقيقية». وتضيف الطالبة الحاصلة على مجموع كلية الطب في الثانوية العامة: «بيقولوا إني اترشحت في كلية تمريض، أنا ما دخلتش ثانوية عامة قبل كده، وما روحتش كلية تمريض، وما عنديش أي شهادات تانية،وغير مسجلة في أي جامعة في مصر.» وتضيف «فيفي»: «أنا حاصلة على الثانوية العامة هذا العام وحاصلة على مجموع 372 بنسبة 90.73%، وأنا ذاكرت ثانوية عامة وأنا أم وزوجة وحصلت على هذا المجموع في امتحانات التابلت هذا العام.» وتقول «فيفي»: «حرام أن يتم حرماني هذا العام، هذا ظلم لا يرضي ربنا، أنا لم أدخل كليات نهائي، لو في جامعة طنطا أو غيرها.» المتفوقة في الثانوية العامة 2021: كل مشكلتى إنى عندي طموح وتضيف «فيفي»: «أنا كل مشكلتى إني أنا واحدة عندي طموح وعايزة أكمل تعليمي، واتظلمت في الإعدادية كنت جايبة مجموع أعلي من الثانوي العام، وكان ليا ترتيب على المدرسة، والدى لظروف مادية زي أي بيت في مصر مقدرش يدخلنى ثانوية عامة عشان المصاريف وعشان إخواتي، ودخلني دبلوم تمريض». وتستطرد: «بعد ما خلصت في 2013 اشتغلت في مستشفي حكومي في 2014، وفي 2018 لقيت زمايلي بيقدموا ثانوية عامة ودخلت معاهم، وزوجي لما لاقهم قدموا قال قدمي زيهم طالما انتى عندك حلم، ومش هتخسري حاجة وأنا بإذن الله هأقف جنبك وهتوصلي، وقدمت في 2019 ثانوية عامة، وكان نصيبي إنها دفعة التابلت وأول مرة يتم تطبيق النظام الحديث، ومن أول سنة كان لي ترتيب على المدرسة.» وتؤكد «فيفي»: «أنا كل مشكلتى مع مكتب التنسيق، أنا جايبة مجموع طب بشري، وكتبت الرغبات الكترونيا يوم إعلان نتيجة التنسيق، يوم إعلان نتيجة الثانوية العامة كان أسعد يوم في حياتي، ولكن كل ذلك تحول إلى كابوس.» وتشرح «فيفي» معاناتها مع الإمتحانات: «والدتي في شهر 9 اللى فات اتشخص عندها ورم في المخ وكان لازم تدخل مستشفي وعمل عملية وما بدأتش مذاكرة غير في شهر نوفمبر وفضلت معاها وبحكم إن ممرضة كنت برعاها ووسط ده كنت بذاكر، أنا زوجة وأم لطفلين، عندي ولد 7 سنين وبنت 5 سنين.» وتضيف «فيفي»: «ما كنتش بنام وكنت بيسيب والادي مع أختى أو والدتي وبشتغل بالليل وابنى في المدرسة والبنت في الحضانة وكنت بأذهب بأولادي إلى المدارس والدروس والحضانة، وكانت تأتي عليَّ أيام أطبق فيها ولا أنام، وأصيبت بالأنيميا في ثالثة ثانوي من كثرة المكيفات التي أشربهاحتى أظل مركزة وأذهب للدروس، وجوزي كان بيشيل الأولاد عشان أفضل مركز شوية، وشايف وضعي في الإمتحانات عامل إزاي، عشان كان عندي حلم عايزة أوصله.» وتشرح «فيفي»: «يوم ظهور نتيجة التنسيق كان مفروض أدخل طب بشري، كان حلمي من وأنا صغيرة إنى أدخل طب، كنت في ابتدائي واعدادي كنت بذاكر لوحدي لأن أهلي مش متعلمين، وطول عمري بحلم أكمل، اللى بيتعب ربنا بيديله».
