«الأقصر» تبدأ هدم قصر «أندراوس» التاريخي بقرار من «الآثار»

بدأت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الأقصر، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، أعمال إزالة قصر توفيق باشا أندراوس الشهير، الموجود داخل حرم معبدالأقصر، والمطل على كورنيش النيل بمدينة الأقصر التاريخية، وجاء قرار الهدم على خلفية صدور قرار من وزارة الآثار بنزع ملكية القصر، الذي تجاوز عمره 120 عامًا، لحجبه بانوراما معبدالأقصر من الجانب الغربي ناحية النيل، وتنفيذ قرار الإزالة الذي صدر في هذا الأمر، بجانب صدور قرار بإزالته من لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بالمحافظة.
وقال العميد طارق لطفى، رئيس المدينة، إن أعمال هدم قصر توفيق أندراوس جاءت تنفيذًا لقرار الإزالة الصادر من لجنة المنشآت الآيلة للسقوط، بعد المعاينة التي قامت بها للمبنى على الطبيعة، وثبوت أن المبنى غير سليم وآيل للسقوط وفيه خطورة كبيرة، موضحًا أن هذه اللجنة باشرت أعمالها بناء على المذكرة التي تقدمت بها هيئة الآثار إلى المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، بأنه نتيجة عملية التنقيب عن الآثار داخل القصر، في أغسطس 2020، والتى نجحت شرطة السياحة والآثار في إحباطها أسفل القصر التاريخى، بمعرفة عدد من ورثته، وتم ضبط 4 متهمين، بينهم سيدة من الورثة وابنها، وتم التحفظ عليهم والتحقيق معهم في الواقعة، بعد صدور بلاغ من مفتشى معبدالأقصر، ما أدى إلى حدوث تشققات وتصدعات أثرت على سلامة المبنى وخطورته على المنطقة الأثرية، وهو ما أكدته لجنة المنشآت الآيلة للسقوط التي شكلها محافظ الأقصر.
وأضاف «لطفى» أنه تم تسليم الموقع بالكامل إلى مقاول الهدم، الذي بدأ بعدد من الحجرات الإدارية خلف المبنى ورفع التراكمات من الأتربة والمخلفات، موضحًا أن العمل يستمر على مدار 3 أيام، حيث يستكمل المقاول أعمال الهدم للجوانب والواجهة على مدار يومى الثلاثاء والأربعاء وتسليم الموقع الخميس إلى «الآثار» للتصرف في السور المحيط بالمبنى.
وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنتين: الأولى مسؤولة عن حصر مقتنيات القصر بالكامل وعمل محضر رسمى بها، حيث تم العثور على أنتريه قديم وسفرة قديمة وبعض الأثاثات القديمة بجانب الشبابيك، وتم إيداع المقتنيات مخازن مدينة الأقصر وعمل كشوف تسليم وتسلم بمعرفة اللجنة، أما اللجنة الثانية فهى المسؤولة عن متابعة أعمال الهدم مع المقاول المسؤول عن العملية وتنفيذها وفق البرنامج الزمنى، الذي تم وضعه لتسليم الموقع إلى «الآثار»، مؤكدًا أن أعمال الإزالة تمت بناء على قرار لجنة المنشآت الآيلة للسقوط وخطورة وعدم سلامة المبنى.
وشُيد القصر عام 1897، وهو القصر الوحيد الذي استقبل الزعيم سعد زغلول عام 1921 في رحلته النيلية التاريخية إلى مدن الصعيد للحصول على دعم شعبى لمطالب ثورة 1919، حيث حاولت الشرطة آنذاك منع وقوف باخرة سعد زغلول، لكن توفيق باشا أندراوس، الذي كان أحد أقطاب حزب الوفد آنذاك، تمكن من إيقاف الباخرة أمام قصره، ونزل سعد زغلول، وسط هتافات أهالى الأقصر آنذاك.
وأُنشئ قصر أندراوس ليكون مُطِلًا على نهر النيل الخالد وملاصقًا لمعبدالأقصر الفرعونى، وقد كانت تشغله كريمات توفيق باشا، اللاتى تعرضن للقتل، في حادث مجهول عام 2013، واستقبل هذا القصر الأمير إمبرتو، ولى عهد إيطاليا، وغيره ممن زاروا الأقصر عقب اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922.