رأس السنة الهجرية .. المصريون إجازة اليوم في ذكرى هجرة الرسول

المسلمون احتفلوا بذكرى رأس السنة الهجرية منذ أيام قليلة واليوم الحكومة المصري خصصته ليكون إجازة بمناسبة السنة الهجرية. وكان رئيس مجلس الوزراء، الدكتور، مصطفى مدبولي، أصدر يوم الخميس الماضي، قرارا بأن يكون 12 أغسطس 2021، إجازة رسمية مدفوعة الأجر.
إجازة رأس السنة الهجرية 2021 في مصر تعتبر من الإجازات الدينية التي يحدث معها تفاعل كبير من المواطنين وارتياحا ومعنويات مرتفعة، خاصة انها تأتي مباشرة عقب حصول المواطنين على أطول اجازة رسمية خلال العام، وهي إجازة عيد الأضحى، التي يحصل فيها موظفو الحكومة على 5 أيام إجازة بداية من يوم عرف إلى آخر أيام التشريق رابع أيام العيد.
يحصل العاملون بالقطاعات الحكومية والعام والأعمال العام والخاص على إجازة رأس السنة الهجرية 2021 مدفوعة الأجر الكامل، بينما أتاحت قوانين العمل الحرية لأصحاب وجهات العمل الاستعانة بالعمال في الإجازات الرسمية إذا تطلبت حاجة العمل ذلك، مقابل ن يحصل العامل على مثلي الأجر عن هذا اليوم من الأجر الأساسي للراتب الشهري.
والافتاء توضح حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد يحتفل المسلمون اليوم 1 محرم 1443 ه بذكرى رأس السنة الهجرية وهى ذكرى هجرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبوبكر الصديق من مكة إلى يثرب والتى سميت بعد ذلك بالمدينة المنورة، ببقاء رسول الله فيها وهى المدينة المنورة التي هاجر لها المسلمون بعد ذلك والتى تم تأسيسها كأول مدينة إسلامية.
قبل التقويم الهجري كانت العرب قبل الإسلام يُؤرِّخون أيامهم بالأحداث فكانوا يقولون :عام سيل العرم، عام بناء الكعبة، عام الفجار، عام الفيل، وبعد أن بُعِث النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهاجر المسلمون إلى المدينة استمر الأمر فكانوا يقولون عام الخندق، عام الحزن وهو عام مقتل عم الرسول حمزة بن عبدالمطلب في غزوة أحد وعام الوداع واستمر هذا الامر إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي جاء في عهده عام الرمادة .
من الذي وضع التقويم الهجري؟
بعد خلافة أبوبكر الذي عاصر حروب الردة جاءت خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه والتى استمرت 10 سنوات فتح الله فيها على المسلمين البلاد ومع احتكاك العرب المسلمين بغيرهم من الثقافات من البلاد المفتوحة ظهرت الحاجة إلى وضع تقويم اسلامى وذُكِر لعمر بن الخطاب أمر التاريخ، فقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضعوا للناس شيئًا يعرفونه، فقال بعضهم: اكتبوا على تأريخ الروم، فقيل: إنَّهم يكتبون من عهد ذي القرنين، فهذا يطول، وقال بعضهم: اكتبوا على تأريخ الفرس، فقيل: إنَّ الفرس كلَّما قام ملك طَرَح من كان قبله، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا: كم أقام رسول الله بالمدينة؟ فوجدوه عشر سنين، فكُتب التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعن محمد بن سيرين رحمه الله، قال: قام رجلٌ إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: أرِّخوا، فقال عمر رضي الله عنه: ما أرِّخوا؟ قال: شيءٌ تفعله الأعاجم، يكتبون في شهر كذا من سنة كذا، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حَسَنٌ، فأرِّخوا. فقالوا: من أيِّ الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان، ثم قالوا: المحرَّم، فهو منصرف الناس من حجِّهم، وهو شهرٌ حرام، فأجمعوا على المحرم.
متى بدأ العمل بالتقويم الهجري؟ كان بداية العمل بالتاريخ الهجري في عهد عمر بن الخطاب في 20 من جُمَادى الآخرة عام 17 سبعة عشر من هجرة النبيِّ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومن هذا التوقيت جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي كأوَّل سنةٍ من الهجرة، وجعلوا أوَّلها من الشهر المحرَّم وأوَّل من أرَّخ والتواريخ العربيَّة إنَّما هي على الليالي وسائر تواريخ الأمم على الأيَّام لأنَّ سنيهم تجري على أمر الشمس، وهي نهاريَّة، وسِنين العرب يعمل فيها على القمر وكانت بداية السنة الهجريَّة الأولى يُوافِق يوم الخميس 15 من يوليو عام 622م، وتُسمَّى هذه السنة سنة الإذن؛ أي الإذن للرسول وأصحابه بالهجرة من مكة إلى المدينة ويتكوَّن التقويم الهجرى من 12 شهرًا قمريًّا أي أنَّ السنة الهجريَّة تُساوي 354 يومًا تقريبًا، والشهر في التقويم الهجري إمَّا أن يكون 29 أو 30 يومًا .
حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد 1443 جاء سؤال إلى دار الافتاء المصرية عن تهنئة بالعام الهجري الجديد هل تجوز؟ أجابت دار الإفتاء أن التهنئة بقدوم العام الهجري شىء محبب شرعاً لإحياء ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة وقد حث الشرع على تذكر أيام الله وما فيها من عبر ونعم .
وتابعت الوزارة عبر موقعها الرسمي :«الهجرة حدث عظيم في تاريخ الإمة الإسلامية، استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي؛ لما مثلته من معاني سامية ورفيعة؛ إذ كانت دليلًا جليًّا على تمسك المؤمنين بدينهم الذين هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى؛ ولذلك مدحهم سبحانه وأشاد بهم؛ فقال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ الحشر:، كما أنها كانت البداية الحقيقية، لإقامة بنيان الدولة الإسلامية، ووضع أحكامها التشريعية، التي صارت أساسًا لإنشاء النظم المجتمعية، وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرارًا لمبدأ التعايش والتعددية» .
موعد هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بداية العام الهجري في أول شهر المحرم ليس هو يوم هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قد يُظَنُّ؛ بل كانت هجرته صلى الله عليه وآله وسلم في ربيع الأول، وإنما كان العزمُ على الهجرة والاستعداد لها في استهلال المحرم بعد الفراغ من موسم الحج الذي وقعت فيه بيعة الأنصار.
قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (7/ 268، ط. دار المعرفة): وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم؛ لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة، وهي مقدمة الهجرة فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم، فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم.
وفي التهنئة برأس العام الهجري استحضار للعديد من المعاني التي يجوز شرعًا التهنئة عليها؛ ومنها:- الامتثال للأمر القرآني بتذكر أيام الله تعالى، وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ إبراهيم: 5، والهجرة يوم عظيم من أيام الله تعالى، ينبغي أن يتذكره ويسعد به البشر كلهم؛ لأن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإرساء قوانين العدالة الاجتماعية، والمساواة بين البشر، وإقرار مبدأ المواطنة بين أبناء الوطن الواحد مع اختلاف العقائد، والتعايش والسلام ونبذ العنف.