«دفاعًا عن تاريخ المسرح المصرى» توثيق معاصر لريادة يعقوب صنوع

يؤكد هذا الكتاب على ريادة (يعقوب صنوع) للمسرح المصرى، تلك الريادة التى أكدها من قبل عدد كبير من الباحثين منهم (د. محمد يوسف نجم- د. لويس عوض- د. نجوى عانوس- د. على الراعى- د. إبراهيم عبده- د. محمد عزيزة- رشدى صالح- د. عمرو دوارة- فاروق عبدالقادر) وغيرهم.. وتأتى أهميته فى أنه حسم تلك القضية، التى فجرها- من جديد- الباحث د. سيد على إسماعيل، حين نفى تلك الريادة منذ عشرين عاما، ولم ينتبه إليه- وقتها- سوى د. محمد يوسف نجم، الذى ناقشه فى عدة مقالات عن تلك القضية، مؤكدا ريادة صنوع، وظل الأمر بعدها ساكنا إلى أن أصدرت د. نجوى عانوس كتابها فى عام 2019 عن يعقوب صنوع ومسرحياته المجهولة، فعادت قضية الريادة من جديد، ليناقشها عدد آخر من النقاد منهم: الكاتب: محمد أبوالعلا السلامونى، وعبدالغنى داود، وعمرو دوارة، ود. وفاء كمالو، ومؤلف هذا الكتاب، وغيرهم، وكتاب (دفاعا عن تاريخ المسرح المصرى) للكاتب والناقد: أحمد عبدالرازق أبوالعلا، يناقش تلك القضية بشكل علمى وموضوعى تماما، حيث استند مؤلفه إلى المنهج الاستقصائى، معتمدا على تقييم ومناقشة كل ما ذهب إليه وناقشه د.سيد على إسماعيل، فى كتاباته المتعددة فى هذا الشأن، فى ضوء السياق التاريخى الذى ارتبطت به قضية ريادة (يعقوب صنوع) للمسرح المصرى حضورا أو غيابا، والمرتبط - أيضا- بمحتوى الدليل والرأى، والكتاب يقع فى مائتى صفحة من القطع المتوسط، ويتكون من ثلاثة أجزاء: ناقش فى الجزء الأول منه: الأسباب التى ذكرها كل من الباحث والمؤرخ د. سيد على إسماعيل نافيا بها ريادة صنوع، والأسباب التى ذكرها الكاتب المسرحى محمد أبوالعلا السلامونى، مؤكدا بها الريادة، وحدد أنه لجأ إلى آراء السلامونى، لأنه كان آخر المتحدثين فى تلك القضية، وحدد نقاطا جديرة بالاهتمام، ناقشها مؤلف الكتاب ووضعها فى مواجهة الآراء التى ذكرها الباحث الرافض.
ويقدم (الجزء الثانى) من الكتاب تحليلا نقديا لنص (موليير مصر وما يقاسيه) بنسختيه: الأولى وهى نسخة العرض الذى قدمه (صنوع) على مسرحه فى عام 1872 والثانية التى نشرها فى كتاب عام 1912.. محددا أهم السمات والخصائص الفنية للنص، ومتناولا بعض القضايا التى طُرحت بشأنه. ويعد هذا الجزء التطبيقى حاسما لقضية الريادة، لأنه أثبت- بالدليل- وجود نص للعرض المسرحى الذى قدمه صنوع فى عام 1872، واكتشفته الدكتورة نجوى عانوس ونشرته فى كتابها المذكور، وقام مؤلف كتاب (دفاعا عن تاريخ المسرح المصرى) بمقارنة ذلك النص، بالنسخة المطبوعة منه والتى صدرت فى عام 1912 قبل وفاة صنوع، وتبين من المقارنة صدق ما ذكره صنوع فى مذكراته، حين تكلم عن هذا النص، وأغلق باب الشك نهائيا فى كل ما يتعلق به، والجزء الثالث يتناول الإرهاصات الأولى للمسرح الشعبى فى مصر، موضحا التطوير الذى أحدثه (صنوع) لبعض عناصر المسرح الشعبى الذى كتبه فى الفترة من 1870- 1872. وذلك من خلال تحليله لنص صنوع (الضرتان) الذى عرض عام 1970، وقدم فى إطار الكوميديا الشعبية، التى تتضمن كل مواصفات الكوميديا الشعبية (الشخصية النمطية- موضوع من الواقع الاجتماعى- الأداء المعتم على الارتجال- هدف الإضحاك والتسلية- اللغة الخشنة التى تميل أحيانا إلى الإسفاف والخروج على المألوف- قدرة الممثل على الأداء التمثيلى والرقص والغناء)، وتأتى أهمية هذا الكتاب، ليس فقط لأنه حسم قضية الريادة، ولكن بسبب اهتمامه بالجانب التطبيقى، الذى سار جنبا إلى جنب مع الجانب النظرى، فتحققت موضوعية التناول والمناقشة.