حصلت على الثانوية العامة فى أوائل السبعينيات، وكانت الدنيا غير الدنيا، والناس غير الناس، وكانت الدروس الخصوصية عيباً يصل لدرجة الفضيحة والخزى ومن كان يتعامل معها فهو بليد بدرجة موبوء يجب الابتعاد عنه تلاشياً للعدوى بالخيبة والويبة، ولم يكن الطالب هايص ولا أبوه لايص، وتبدل الحال وبات المدرس الخصوصى هايص ورب الأسرة مازال لايص، ولاتزال الثانوية العامة تشكل منعطفاً خطيراً ومصيرياً لدى كل الأسر المصرية حتى يأتى اليوم الموعود وتبدأ اللجان بعزف لحن الخلود ولطم الخدود على الكمان والعود وصرخة على سؤال أو أكتر فى الكتاب مش موجود، والأم بتبكى والأب بيشكى والمسؤول يرد ولازم يصد كل هجمة وكل لمة بكلام يطمئن بصحبة ورد، وسؤال نلغيه وعلى فين نوديه، ما هو كل شىء وله حدود ويوم يعدى وفى العيال نهدى، وعلى الأكل طبعاً الفم مسدود وهيلا هوب الشاطر يطب وبلا هندسة وبلا طب دا الحلم ضاع واللى صاع صاع واللى اشترى الدروس اشترى واللى باعها باع وعبى جيوبه وطلع يصيف على الحدود، وأتمنى عبر جريدتكم والباب المتميز تبنى فكرة تجريم الدروس الخصوصية والعلنية التى إعلاناتها على الأرصفة مرمية والعمل على الدعوة لسن قانون التجريم والتحريم لأنها حرب على الأسرة المصرية مادياً ومعنوياً. [email protected]